فوائد روحية وسياسية واقتصادية لزيارة بابا الفاتيكان مصر..تقرير
تُعد زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس من الزيارات المهمة لمصر نظراً لما يمثلة البابا من رمز ديني كبير حول العالم, وللزيارة عدة إيجابيات وأبعاد روحية وسياسية واقتصادية.
وتُعاني السياحة المسيحية من ضعف شديد, وبحسب خبراء إن زيارة البابا مفيدة للغاية لدعمها بشدة».
وتحمل زيارة بابا الفاتيكان لمصر عدة رسائل إيجابية للعالم، على كافة الأصعدة؛ روحية وسياسية واقتصادية، وفقا لمسؤولين بوزارة السياحة المصرية.
وتأمل مصر أن تحيي زيارة البابا فرانسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية، يومي 28 و29 أبريل الجاري، السياحة الدينية وجذب ملايين المسيحيين لزيارة البلاد بقصد السياحة.
وتأتي الزيارة بعد نحو 20 يوماً، على وقوع تفجيرين بكنيستين شمالي البلاد، أسفرا عن مقتل 46 شخصاً وإصابة العشرات.
زيارة في موعدها
قالت مستشارة وزير السياحة المصري السابق للتراث القبطي، وعضو لجنة العائلة المقدسة بوزارة السياحة المصرية، دينا تادروس، إن زيارة البابا تأتي في توقيت هام للغاية، وصعب على كافة المصريين، لمحو آثار الهجمات الإرهابية التي شهدتها مصر في الأسابيع الأخيرة الماضية".
وأضافت "تادروس" التي تعمل أيضاً منظمة رحلات سياحة دينية مسيحية، للأناضول، أن زيارة البابا لمصر تبعث رسالة طمأنينة وسلام للعالم، وتدعو للثبات، وعدم الوقوع تحت تأثير الخوف من الهجمات الإرهابية.
وأشارت عضو لجنة العائلة المقدسة بوزارة السياحة المصرية، إلى أن "الزيارة تحظى بتغطية إعلامية دولية ومحلية واسعة، وتعد أفضل دعاية للسياحة المصرية بمختلف أنواعها".
وتشمل المزارات المسيحية في مصر، "ظهور العذراء مريم في كنيسة الزيتون ومعجزة نقل جبل المقطم من مكانه في عصر الدولة الفاطمية وظهور كنيسة بداخله، فضلا عن أديرة تاريخية بالبحر الأحم.
ويعد حصن بابليون أو قصر الشمع في حي مصر القديمة (القاهرة) الذي شيد للحماية العسكرية الرومانية، ويتوسط مصر بين الوجه البحري والقبلي، من أهم المزارات السياحية الدينية في مصر.
ويضم الحصن عدداً من المعالم الأثرية القبطية، منها المتحف القبطي والمعبد اليهودي ودير مار جرجس للراهبات، و6 كنائس هي (القديسة بربارة، والكنيسة المعلقة، وأبو سرجة، ومار جرجس للروم، ومار جرجس، وقصرية الريحان الأرثوذكس
سانت كاترين
وأكثر الرحلات الدينية التي تباع للسائحين في مصر، "رحلة الخروج" للنبي موسى، من القاهرة إلى سانت كاترين ومنها إلى القدس أو الأردن ثم القدس.
وتمثل السياحة الدينية المسيحية الوافدة إلى مصر وتتركز غالبيتها في دير سانت كاترين بجنوب سيناء، نحو 3% من إجمالي حركة السياحة الوافدة لمصر.
وتحتل البرازيل والمكسيك وأمريكا وأوروبا، ودول شرق آسيا، وكينيا ونيجيريا، الدول الراغبة والمصدرة للسياحة الدينية لمصر.
وفي 18 أبريل الجاري، استهدف مسلحون كمينا للشرطة على مقربة من دير سانت كاترين بجنوب سيناء ، أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 3 آخرين.
ويواجه إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، عدة عقبات دولية ومحلية، أبرزها عدم الاعتراف بها عالمياً والاختلاف عليها من الناحية الدينية، والأوضاع الأمنية المضطربة في العريش ورفح .
وقال مسؤول بشركة خاصة، المسؤولة عن الترويج للسياحة ،" هناك اهتمام حكومي بالترويج لرحلة العائلة المقدسة في مصر دولياً".
وفي أغسطس 2015 تعاقدت وزارة السياحة المصرية مع شركة الدعاية "جي.دبليو.تي"، للترويج لمصر في الخارج مقابل 66 مليون دولار لمدة 3 سنوات، تنتهي في 2018.
وقال عادل زكي، عضو غرفة شركات السياحة المصرية سابقا، ومنظم رحلات سياحية لمصر، "إن زيارة بابا الفاتيكان قد تسهم في مراجعة الدول الغربية لتحذيرات السفر التي أصدرتها عقب تفجير الكنيستين".
وفي 10 أبريل الجاري حذرت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها من "ارتفاع خطر الإرهاب على الأجانب في مصر عقب التفجيرين الذين استهدفا الكنسيتين".
وأضاف "زكي"، "الزيارة تحظى باهتمام أكثر من مليار مسيحي حول العالم، وتعد أفضل طرق الدعاية للسياحة المصرية الغير مكلفة للدولة".
وتراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 42% خلال العام 2016، ليصل إلى 5.4 مليون سائح، مقابل 9.3 مليون سائح في العام 2015.
وانخفضت إيرادات مصر من السياحة إلى 3.4 مليار دولار في عام 2016 وهو ما يقل 44.3% مقارنة عن مستواها في 2015، وفقا لمحافظ البنك المركزي المصري طارق عامر.
وقال عادل عبد الرازق، منظم رحلات سياحية، وعضو الإتحاد المصري للغرف السياحية سابقا، إن الهجوم "يعد الأخطر من بين العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، لاستهدافه أحد المناطق السياحية.. وصول المسلحين لهذه المنطقة يشير لقصور أمني واضح".
وفي 10 إبريل الجاري، حذرت إسرائيل رعاياها من السفر إلى سيناء وطالبتهم بالرحيل فورا بسبب وجود "مخاوف أمنية ذات درجة عالية" تتعلق بسلامتهم فضلا عن إغلاق مؤقت لمعبر طابا في الاتجاه المؤدي إلى الجانب المصري.
وتعول مصر على السياحة باعتبارها أحد مصادر العملة الصعبة، إلا أن سلسلة انتكاسات أبرزها سقوط طائرة روسية بالقرب من جزيرة سيناء، في أكتوبر الأول 2015، راح ضحيته 224 شخصاً، دفع باتجاه مصاعب أخرى لصناعة السياح.