كتب: منال ايوب – جمال عبد الصمد

أحداث المسرحية كشفت الواقع

قال عادل أنور مخرج مسرحية "فى صحتك يابا" ـ المأخوذة عن رواية "كاسك ياوطن" لمحمد الماغوط ـ أن المسرحية تدور خلال الفترة الزمنية من 25 يناير 2011 حتى 30 يونيو 2013 , لافتا إلى أن المسرحية تبدأ بمشهد استعراضي بعنوان " وطنى حبيبى" ثم تدور الأحداث بعد الافتتاحية فى سياق ساخر عبر إسقاط  فنى على أهم المشاكل التى ظهرت في الفترة المعنية مضيفا أن مسرحيته تكشف "المستخبى" فيما جرى خلال تلك الفترة   ـ على حد قوله ـ وتستعرض المشاكل التى كانت موجودة قبل الثورة ولم تتغير بل زادت سوءا عن ذي قبل.

وتابع أنور في تصريحات خاصة لـ "زهرة التحرير" : المسرحية تدور أحداثها داخل محطة تليفزيونية .. يخرج فيها كل فنان باسمه الحقيقى ومن هؤلاء النجوم  حسب الظهور الفنان الشاب أحمد السيد ، الفنانة رحاب رسمى، الفنان طارق كامل ،الفنان جميل عزيز ،الفنانة عبير محمود والفنان فيصل خورشيد والنجمة إنتصار و النجم وائل نور والنجم محمد محمود, مؤكدا على أن إنتصار ووائل نور لعبا دورين محوريين بالرواية وكانت انتصار هى مصر التى كانت تحمل بأحشائها "أحلام"  وهى تمثل حلم كل مواطن خرج للنور ولم يعش طويلا وتبخر مرة أخرى ووائل نور زوجها"صابر ربيع العربى"  المواطن المصرى والشخصيتان كانا يجسدان حلم كل مواطن عربى بعد ثورات الربيع العربى.

وأوضح أنور : استطاع مهندس الديكور والملابس محمد هاشم أن يصنع حالة بسيطة من الجو الملائم للرواية لكى يصنع صورة وخلفية تناسب الحدث ,لافتا إلى أن الاستعراضات جاءت بشكل متميز من خلال الفنان الاستعراضى مصطفى حجاج , منوها أن الموسيقار عطية محمود  لعب دور الراوى الذى خرج على الجمهور  بين كل مشهد وبين يداه العود لكى يحكى ويرصد ويترجم الأحداث بكلمات تحمل لحن يعكس المعانى التى عاشها المواطن خلال تلك الفترة , مستعرضا دور مساعدى الإخراج حنان مهدى وعاطف عبد الوهاب الذين ساهموا فى توظيف كافة الأدوات الفنية لإخراج صورة واضحة وبسيطة للجمهور .

الشعب أحبط مخططات الفاسدين

ومن جانبه أكد الفنان المبدع وائل نور على أن المسرحية كانت تحمل العديد من الرسائل الهامة , موضحا أنه منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى يوم 30 يونيو لم يلمس أو يستشعر المواطن المصرى أى تغيير فى كافة المجالات , الصحة مازالت مستمرة بالنهج القديم  والتعليم مازال قائم على الحفظ والتلقين  والفساد والظلم مهيمنان على الساحة , ونوه أنه برغم تلك الصور السوداء التى كنا نعيشها قبل الثورة إلا أن صور أكثر سوءا ظهرت ومنها البحث عن المصالح الشخصية وعدم النظر إلى المصلحة العامة وهى مصلحة مصر , فضلا عن التشكيك فى وطنية مؤسساتنا العظيمة.

وأشار نور إلى ظهور فصائل تسعى للوصول إلى المناسب من أجل مصالحها الشخصية, مؤكدا على أن الشعب المصرى استطاع بأن يكشف تلك المخططات التى كانت هدفها عدم استقرار الأمن فى مصر , قائلا "الشعب نزل يوم 30 يونيو لكى يتخلص من بقايا النظام الفاسد ليبدأ مرحلة بناء مصر الجديدة .

مصر ترفض الانقسام

وتقول النجمة المتميزة إنتصار :المسرحية استطاعت أن تكشف أشكال الظلم والفساد الذى استمر طيلة السنوات التى لحقت بالثورة حتى 30 يونيو الذى خرج الشعب لكى يتحرر من حكم تناسى بأنه فى مصر وغفل بأن مصر وشعبها العريق يرفض الانقسام , مشيرة إلى أن الشعب المصرى يتمتع بالأصالة والعراقة الذى يعلمها العالم بأكمله كونه شعب حر يرفض الوصاية من أى دولة ويحترم مؤسساته الوطنية.

أوضحت إنتصار الشعب كان يحلم بمستقبل أفضل بعد ثورة يناير لكن للأسف قامت الثورة وسقط خلالها الشهداء بالعشرات وبرغم هذه الدماء لم يحدث أى تغيير بل زادت الحالة سوء, واستمرت صور الإهمال فى المستشفيات والتعليم  والسكك الحديدية ومجالات كثيرة , مشدده على أن 30يونيو كان كرنفالا لثورة شعب حقيقية أعلن من خلالها رفضه للظلم والمصالح الشخصية , مؤكدا للعالم جدارته بأن يبنى مصر الجديدة بيد أبنائها المخلصين.

دور الفن ليس الإضحاك فقط

ويقول الفنان القدير محمد محمود حان الوقت لكى نكشف أخطاءنا ونقوم بتحويلها إلى إيجابيات , مصر شهدت وعاشت أوقات عصيبة وتحملت الكثير والكثير , مشيرا إلى أن ثورة يناير لم تغير شيئا أو تضيف شيئا للمواطن البسيط الذى  شارك فيها وضحى بحياته ودمائه من أجل الوصول إلى أهداف تلك الثورة التى سرقت أمام عينه.

وأوضح محمود بأن دور الفن ليس الضحك أو التسلية فقط بل دورة لا يقل أهمية عن كافة الأدوار الوطنية , والدليل على هذا أننا فى مسرحية "فى صحتك يابا" نقوم بعملية إسقاط سياسى على كافة المجالات التى أصيبت بالعطب والعطل لكى نشير إليها ونطالب بإعادتها إلى نصابها الحقيقى من أجل توفير الخدمات للمواطن المصرى البسيط الذى يبحث عن الاستقرار والأمان دون النظر إلى مصالحه الشخصية .

30 يونيو بعث عن شعاع الأمل.

ويؤكدا الفنان فيصل خورشيد : الشعب المصرى يحتاج للبسمة بعد معاناة استمرت لسنوات عديدة شاهد من خلالها صراعات ومنافسات وجرحى وقتلى , وجاء الوقت لكى نعيد له ابتسامته التى افتقدها منذ زمن, الفن هو مرآة المجتمع تعكس الواقع بكافة أشكاله وألوانه , ومسرحية "فى صحتك يابا" أعتقد بأنها كشفت عن أوجاع المواطن المطحون الذى يرضى بالقليل.

وأشار خورشيد إلى أن يوم 30 يونيو بعث عن شعاع الأمل مرة أخرى بعد أن أظلمت الدنيا أمام الشعب المصرى , قائلا : أنا متفائل جدا والأيام القادمة سوف يقوم الشعب المصرى بمصالحة مصر من خلال بنائها وعودتها إلى ريادتها , مشددا على سرعة إدارة حركة الإنتاج التى توقفت عجالتها , ولا يأتى ذلك سوى من خلال أيادى أبنائها الوطنيين.

المسرحية ابتعدت عن التزييف والابتذال

وتقول الفنانة عبير محمود :دورى فى المسرحية هو بمثابة خدمة وطنية أقدمها لأبناء شعبى , واستطاع المخرج عادل أنور بأن يوظف كل فنان لكى يستطيع بأن يصل برسالة إلى الجمهور موضحه بأنها جسدت شخصيتين متناقدتين داخل الرواية  الممرضة المرتشية التى تغلغل الفساد بداخلها وشخصية المرأة القوية "البلطجية" , لافته بأنها تعايشت مع الشخصيتين  لكى تقدم من خلالهما نموذجين من واقع المجتمع.

وأكدت عبير محمود على أن الفنان وائل نور لعب دور المايسترو بالرواية حيث إنه جسد المواطن الذى صبر كثيرا من أجل تحقيق أحلامه , مشيرة إلى قيمة المسرحية التى تناولت مشاكل المجتمع بشكل واضح دون تزيف للواقع .

الأمل عاد لمداعبة المصريين

وأبدت  الفنانة رحاب رسمى سعادتها لوقوفها أمام نجوم كبار  ومخرج متميز , مؤكدة على أن أسرة المسرحية تعاونت بشكل فنى مليئا بالحب لكى تعكس مدى المعاناة التى عاشها المواطن المصرى منذ اندلاع 25 يناير حتى 30 يونيو , لافتة إلى أن الفنانة إنتصار بروحها الجميلة وابتسامتها  استطاعت أن تلمس أوجاع المصريين بأسلوب يصعب على أى فنان تجسيده.

وأشارت  إلى أن المسرحية كانت لها هدف واضح وتتضمن رسالة إلى كل مسئول فى مصر "الفساد والظلم لم يتغير ومازالت الصورة السوداء يشاهدها المواطن المصرى البسيط" , لافتة إلى أنه برغم الأوجاع التى عايشها المصريون إلا أن بارقة الأمل جاءت يوم انتفض الشعب  فى 30 يونيو لكى يعلن عن حياة كريمة واستقرار وعودة الأمن والأمان مرة أخرى لمصر التى عانت الكثير, متمنية أن تكون رسالة المسرحية قد وصلت للجمهور المصرى , داعية الله بأن تكون مصر دائما بلد الأمن والأمان ويعود لها الاستقرار فى كافة المجالات.