في ذكري رحيله الأولي له ماله وعليه ماعليه
تحل هذه الأيام، الذكرى الأولى لوفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والذي رحل عن عالمنا في 25 فبراير 2020، بعد تدهور حالته الصحية، عن عمر يناهز 92 عامًا، في المستشفى العسكري بالقاهرة.
ومع رحيل الرئيس الأسبق، أُسدلت معه حقبة مهمة من تاريخ مصر، محدثًا انقساما حول ما قدمه محمد حسني مبارك، على مدار فترة حكمه التي وصلت إلى 30 عامًا، ليحقق المقولة الشهيرة التي قالها في خطابه الأخير كونه رئيسًا للجمهورية: «إن حسني مبارك الذي يتحدث إليكم اليوم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها، إن هذا الوطن العزيز هو وطني مثلما هو وطن كل مصري ومصرية، فيه عشت وحاربت من أجله ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت، وسيحكم التاريخ عليّ وعلى غيري بما لنا أو علينا».
إنجازات وإخفاقات
سياسيون وحزبيون، أكدوا أنّ حقبة الرئيس مبارك حقق فيها إنجازات، وإخفاقات عديدة، مثل أي رئيس في العالم له إيجابيات وسلبيات، لافتين أن كثرة الأخطاء في نهاية عهد مبارك كانت السبب وراء خروج الملايين في الشوارع رافضين استمراره في الحكم.
الانحياز للشعب
وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن أهم ما يميز الرئيس مبارك أنه كان منحازًا للشعب، وكان مهتما بالعدالة الاجتماعية، وتكونت في عهده طبقة متوسطة، وهي الطبقة نفسها التي خرجت عليه في 25 يناير، بسبب الإخفاقات الأخيرة في عهد مبارك.
وأضاف الشهابي في تصريحات لـ«الوطن»، أنّ مبارك مثل أي رئيس دولة في العالم له إيجابيات وعليه ملاحظات بكل تأكيد، موضحًا أن سلبيات مبارك كانت أبرزها في زواج السلطة بالمال.
وتابع رئيس حزب الجيل، أنّ نتاج زواج المال بالسلطة، هي الرأسمالية المتوحشة، حيث كانت الأراضي يتم امتلاكها لأصحاب النفوذ ورجال الأعمال، وكذلك إصدار القوانين لأصحاب الثروة ومن لديهم ممتلكات في الدولة، لافتًا أنه تنبأ بسقوط نظام مبارك في 25 نوفمبر 2008.
خدمة الوطن
من جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنّه من الطبيعي أن يكون هناك انقسام حول ما قدمه الرئيس الراحل مبارك، لأن أي تجربة من المؤكد لها سلبيات وإيجابيات.
وأضاف بدرالدين، في تصريحات لـ«الوطن»، أنّ أبرز إيجابيات عهد حسني مبارك، هي خدمته لتراب الوطن لفترة طويلة من الوقت، بدأت منذ حرب أكتوبر، وأنه لم يخن وطنه أبدًا وظل مدافعًا عنه حتى رحيله.
الحزب الوطني
وعن السلبيات في عهد مبارك، قال: «من أبرز سلبيات عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، هو عدم قبول التعددية (التعددية الشكلية)، حيث وصل عدد الأحزاب في نهاية حكم مبارك ما يقرب من 16 حزبا، ولكن السيطرة كانت كاملة للحزب الوطني».
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن وجود مبارك أثناء حكمه في منصب رئيس الحزب الوطني، جعل أي ممارسات سلبية للحزب تنسب له»، ولذلك انتشر في عهده ظاهرة الروابط الشخصية، حيث يصبح المعيار لتولي المناصب، هي العلاقات الشخصية وليس الكفاءة والخبرات.
مرحلة بناء وأخرى قصور
أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه يمكن تقسيم كشف حساب الرئيس الأسبق الراحل محمد حسنى مبارك، إلى مرحلتين، الأولى أنه قام ببنية أساسية كبيرة في أول 15 عامًا من توليه رئاسة مصر، وفتح المجال للحقوق والحريات ومشاركة القوى السياسية، مشيرا إلى انه لا يمكن لأحد انكار دوره في حرب أكتوبر، والذي خرج بمصر في ظروف عصيبة، كما
وأضاف فهمي، في تصريحات لـ«الوطن»، أن التجربة السياسية في الفترة الأولى من حكم مبارك كانت جيدة بغض النظر عن هيمنة الحزب الوطنى على مقاليد الحكم، بالإضافة إلى أنه أعاد العلاقات الدبلوماسية بين مصر والدول العربية.
وتابع: أما فيما يخص المرحلة الثانية، فقد كان هناك قصورا كبيرا في السنوات الأخيرة من حكمه، التي من أبرزها، سيطرة الشخصنة على الأمور، وترك الأوضاع في