"في عيد العلم" .. البحث العلمي في مصر "داخل غرفة الانعاش"..تقرير
في الوقت الذي تعلو فيه أهمية العلم والتعليم في تقديم الحلول للمشكلات المجتمعية على مستوى العالم، يعاني البحث العلمي فى مصر من العديد من المشاكل والتحديات التي تكتنفه، وفي مقدمتها انخفاض الميزاني.
ويأتي اليوم ليواكب عيد العلم والذي احتفل به الرئيس عبد الفتاح السيسي وكرّم الباحثين في جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية والتفوق والنيل عن 3 سنوات سابقة مؤكدًا أهمية دور البحث العلمي وعلى رفع المكافأة المالية لجائزة الدولة التشجيعية من 50 إلى 100 ألف جنيها وجائزة التفوق من 100 إلى 200 ألف وجائزة النيل من 400 إلى 800 ألف جنيها، ومطلقًا مدينة خاصة بالبحث العلمي في العاصمة الإدارية الجديدة الأمر الذي يؤكد أهمية البحث العلمي.
ورغم أن مصر تمتلك نحو 435 مركزا للبحث العلمى و30 ألف براءة اختراع، وما يزيد على 40 ألف عالم من المصريين في الخارج، كما أن الدستور المصري، الصادر في عام 2014، يُلزم الحكومة بإنفاق 1% للبحث العلمي من الناتج القومي الإجمالي، إلا أنه البحث العلمى ما زال يواجه تحديات وصعوبات، تقف حائلًا أمام تقدم مصر في مجالات التفوق العلمي وإنجاز المشروعات والبراءات العلمية على أرض الواقع.
الدكتور عبد الحميد زيد، رئيس قسم الاجتماع بجامعة المنوفية، أكد أهمية البحث العلمي لرقي الأمم، لافتًا إلى أن مصر خلال الفترة الماضية واجهت الكثير من التحديات التي واجهت البحث العلمي والتي في مقدمتها غياب المناخ المواتي لتقديم أفكار ابداعية وغياب دعم الباحثين وهو الأمر الذي فتح الباب أمام ظاهرة هجرات العقول العبقرية من البلاد بسبب غياب الاهتمام.
وأضاف أن الاهتمام بالبحث العلمي يعود بنتائج إيجابية على الدول المختلفة فهناك دول تنفق مبالغ مهولة على البحث العلمي ايمانًا بأهمية التطوير والتحديث ومواكبة العصر الراهن وهو الأمر الذي يزيد الانتاج ويرفع مستوى الرفاهية داخل البلد التي تطبق البحث العلمي مما يعزز من النمو الاقتصادي والثقافي في الوقت نفسه، لافتًا إلى أن الدول المتخلفة هي التي يهجرها الباحثين أو العلماء ويوجد في مصر الكثير من المبدعين الذين هاجروا البلاد أمثال العالم الراحل أحمد زويل.
بينما قال الدكتور الدكتور أحمد مهران، أستاذ القانون العام ورئيس مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، إن أبرز ما يعوق البحث العلمي هو الاستخفاف بأهميته وهو الأمر الذي أعطى دفعة سلبية للباحثين خلال الفترة الماضية، آملًا بأن تكون سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي سلكها اليوم هي الأساس الذي يتم التعامل مع البحث العلمي، مؤكدًا على أن الأجانب يحاولون دائمًا خطف الخبرات في شتى المجالات فلماذا لا تستفاد مصر بتلك الخبرات على أرض الواقع من خلال دعمها.
وأشار مهران إلى أن إهمال البحث العلمي أدى إلى فقد المليارات من الجنيهات كعائد مادي، وهو الأمر الذي تجلى وظهر بصورة واضحة في الكثير من الانجازات التي حققها البحث العلمي من قبل باحثين مصريين مثل الفيمتو ثانية التي اخترعها الدكتور أحمد زويل، مؤكدًا على أن دولة مثل إسرائيل تعتمد على البحث العلمي 20% من ميزانيتها.