"قبل انتهاء المهلة بساعات" .. لماذا ترفض قطر الانضمام للحضن الخليجي العربي؟!..تقرير
انتهت المهلة العربية المقاطعة لقطر ولم تستجيب الدوحة للمطاب الـ 13 واختارت المُضي قدما ً في طريق دعم الإرهاب الأسود ونشر سيناريوهات الفوضى في كافة أنحاء المنطقة العربية وجاء على رأسها وقف دعم وتمويل الإرهاب، ووقف بث فضائية الجزيرة، آلة الدوحة الإعلامية لبث الأكاذيب والفتن والتحريض على العنف والخراب.
ففى الوقت الذى اصطف فيه العرب وراء شعار واحد هو الحرب على الإرهاب، ووقف مصادر تمويل الكيانات الإرهابية والمتطرفة وفيما آثرت الكويت التزام نهج الوساطة أملاً فى إثناء أمير قطر تميم بن حمد عن ممارساته العدائية والتخريبية حيال دول الجوار العربى، كان للدوحة رأى آخر ، حيث فتحت سلطات الإمارة أبوابها أمام آلاف من الجنود الأتراك علانيةً ، وآلاف من عناصر الحرس الثورى الإيرانى سراً، ليتسللوا على مدار شهر كامل منذ بداية الأزمة إلى كافة شوارع وميادين الإمارة لمحاصرة المنشآت الحيوية وتأمين القصر الأميرى من أى احتجاجات شعبية محتملة.
سجن كبير
الأزمة التى بدأت جذورها تنموا مع موجات الربيع العربى الذى اختطفته إمارة الإرهاب سريعاً عبر دعم وتمويل كيانات الإسلام السياسى والدفع بها لاعتلاء السلطة فى مصر وتونس وليبيا ، فضلاً عن توفير الغطاء السياسى لوكلاء الإرهاب فى سوريا والعراق، بدأت تطفوا على السطح فى الوقت الذى واصلت فيه الدوحة إزكاء التوترات داخل سيناء وتوفيرها الغطاء السياسى للكيانات الإرهابية وجماعة الإخوان فى تحدٍ سافر لإرادة الشعب المصرى الذى أكد وبشكل قاطع رفضه لحكم جماعة الإخوان.
وفى الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم ، بدأت الأزمة بين قطر والدول العربية تأخذ منحنى جديدا فى أعقاب التصريحات المسيئة التى أدلى بها الأمير تميم بن حمد فى بداية شهر رمضان الكريم، وما تلاها من مقاطعة عربية رسمية قادتها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ، لتشمل خلال ساعات المزيد من الدول التى انحازت لحق الشعوب فى الحياة دون خراب وتدمير.
ومع دخول المقاطعة العربية وما أعقبها من غلق للحدود البرية المباشرة مع قطر، مع غلق المجال الجوى أمام طيران الإمارة ، ومع استمرار نظام تميم بن حمد فى عناده وتمسكه بخيارات دعم الإرهاب وإيواء الكيانات المسلحة وفى مقدمتها جماعة الإخوان، وتنظيمى القاعدة وطالبان، تحولت الدوحة بموانئها الجوية والبحرية إلى سجن كبير آثر تميم بن حمد أن يودع داخل القطريين لا لشئ سوى انحيازه لسيناريوهات الفوضى والعمالة لإيران على حساب المصالح العربية المشتركة.
اقتصاد ينزف
وأمام احتدام الأزمة، عجزت آلة قطر الإعلامية وعنادها عن إخفاء حسابات الأرقام التى أشارت بدقة إلى خسارة اقتصاد الإمارة الراعية للإرهاب ما يقدر بـ50 مليار دولار منذ المقاطعة العربية الرسمية فى قطاعات عدة بمقدمتها الطيران والسياحة وسوق المال التى سجلت إخفاقات قياسية بلغت فى الأسبوع الأول للأزمة هامش خسارة 2.5 مليار دولار فى كل ساعة تداول داخل البورصة.
ومن البورصة إلى السيولة النقدية لم يتوقف النزيف، حيث أكدت تقارير غربية من بينها مؤشرات صادرة عن وكالة رويترز البريطانية تؤكد تراجع معدلات السيولة 10 أضعاف، فضلاً عن ارتفاع هامش التضخم وزيادة الأسعار بواقع 12 ضعفاً، لتتفاقم أزمات قطر وتصل إلى وقف التداول على الريال القطرى فى العديد من الدوائر المصرفية العالمية ومن بينها بنك باركليز البريطانى، الأمر الذى دفع الحكومة القطرية لمطالبة حكومة الاحتلال الاسرائيلى بإدراج الريال ضمن سلة العملات التى يتم تداولها فى القطاع المصرفى الإسرائيلى فى محاولة للحد من سلسلة الخسائر التى لم تتوقف حتى كتابة هذه السطور.
ومن الدوحة وتل أبيب ، إلى لندن ، واصل اقتصاد الإمارة النزيف حتى الساعات الأخيرة من مهلة تنفيذ المطالب العربية التى تنتهى بحلول غد الاثنين ، حيث بلغت خسائر سلسلة متاجر "هارودز" القطرية ما يقرب من 47 مليون دولار منذ بداية المقاطعة العربية التى دشنها مواطنون خليجيون، وأبناء الجاليات العربية فى بريطانيا، عبر شبكات التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" من خلال هاشتاج "قاطعوا أموال الإرهاب.. هارودز القطرى"، "قاطعوا استثمارات قطر فى هارودز الداعمة للإرهاب" الذى تصدر مؤشرات تلك المواقع لأيام متتالية.
ابتزاز مفضوح
لأمير قطر فى الابتزاز أساليب عدة ، تحرك تميم بخطى مكوكية منذ اندلاع الأزمة ليس لتقريب وجهات النظر بين جيران الإمارة العرب، وليس لاستثمار الوساطة الكويتية ، وإنما لاستمالة المجتمع الدولى والدول الغربية وابتزازها للوقوف بجوار قطر فى وجه الدول العربية ، فبخلاف تخصيص حكومة قطر 622 مليون دولار من أموال الشعب القطرى لمبنى "إمباير ستيت" فى الولايات المتحدة مقابل وضع العلم القطرى فى واجهة المبنى، رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى بدأت تطول المواطنين، أقدمت شركة الخطوط الجوية القطرية "قطر إيرويز" على التبرع بتشغيل 9 طائرات تحت تصرف الخطوط الجوية البريطانية لمساعدة الأخيرة على مواجهة إضراب العاملين فى القطاع بسبب تدنى الأجور، فى ابتزاز واضح ومحاولة لإرغام لندن على تغيير موقفها من الدوحة والذى ظهر جلياً فى وقف البنوك البريطانية التعامل بالريال القطرى.
سيناريوهات مفتوحة للفوضى
ومع اقتراب عقارب الساعة من انتهاء مهلة العرب لنظام تميم بن حمد ، يواصل أمير الإرهاب الرهان على مليشيات الحرس الثورى الإيرانى التى دخلت آخر دفعاتها مساء أمس عبر موانئ قطر البحرية وكثفت انتشارها فى محيط القصر الأميرى ، فى وقت ارتفع فيه قوام القوات التركية المتمركزة على الأراضى القطرية لما يزيد على 5 آلاف جندى وضابط بمعدات ثقيلة ومتوسطة ، فى استفزاز واضح للدول العربية الكبرى، وانحياز لافت لا يحمل الشك لمعسكر الإرهاب والفوضى الذى لن يكون مقابلاً له إلا المزيد من العقوبات التى باتت قاب قوسين أو أدنى من النظام القطرى الذى أصبح بقاؤه فى السلطة يهدد ليس فقط جيران الدوحة الخليجيين وإنما أبناء الشعب القطرى أنفسهم الذين واصلوا على مدار الساعات الماضية تدوين عبارة "ارحل" على صور أمير الإرهاب المنتشرة على الجدران فى شوارع وميادين العاصمة القطرية.