الإسكندرية هي عاصمة "الإبداع "،  وفنانوها "مظاليم" 

منال ايوب

جمال عبد الصمد

تصوير عمرو عادل

المسرح …ذلك الفن الذي يسحر الملايين من الجماهير على مستوى العالم له مريديه في كل البلدان وفى الإسكندرية بلد المواهب والفن والبحر والخيال تلك المحافظة التي تجمل كل مقومات الإبداع في جوها وأهلها وتراثها العظيم تضم الإسكندرية بين جنباتها فرق مسرحية عريقة ذات تاريخ طويل لعل أبرزها فرقة إسكندرية للإبداع المسرحي والتي تقدم عروضا  متميز لمحبي المسرح في مصر.

قال إيهاب مبروك مدير فرقة إسكندرية المسرحية  : بعد ثورة يناير وضحت أمامنا صورة لشباب مصر والذين يعانون من التهميش والذي مارسته أكثر من حكومة سابقة عليهم وهذا ما دفعنا لان نؤسس مشروع جديد يخدم هذه الفئة العريضة ويهتم بتثقيفهم وتوعيتهم ويقدم لهم المعلومة بشكل مجسد يصل بسهولة ويسر إلى عقولهم.

وأضاف : نهتم بالشباب وبالأطفال على حد سواء ونقدم مسرح للأطفال ويقوم د. جمال ياقوت وبعض الأساتذة العظام بالإسكندرية بمنهجه المسرحيات المختلفة لتقدم في شكل مبسط وميسر للطلاب وتعرض تلك المواد بشكل مكثف على طلاب قسم المسرح بالمعاهد المسرحية وكلية الآداب قسم مسرح .

وتابع : قدمنا أيضا مقترح جديد بعنونا "قصة بطل" حيث يتم ذلك بالتعاون مع القوات المسلحة والتوجيه المعنوي بالجيش ليساعدونا بتقديم المعلومات عن حياه بطل مجند شارك في حرب أكتوبر أو 1956 وكان له بطولته الخاصة التي لم يعرفها الجمهور ليتم التعاقد مع مخرج ومؤلف وأستاذ بالجامعة يقومون بتجسيد قصة هذا البطل في شكل مسرحي مبسط يعرض للجمهور ويقدم لهم القدوة الحقيقية بدلا من اى يكون البطل والقدوة لدى الشباب "مدمن مخدرات أو بلطجي ".

وقال "إيهاب": لابد وان نهتم بتقديم كل الفنون المسرحية والعروض المختلفة والأشكال المتنوعة للمسرح العالمي ولقومي والكوميدي ومسرح الطفل والعرائس وغيرها دون الاقتصار على نوع واحد دون غيره فعروض البيت الفني بالقاهرة تقدم ب9 مسارح و9 فنون مختلفة لابد وان نقدم كل ما هو جديد وان نكون على قدر المسئولية.

وحينما نقدم المسرح الكوميدي علينا أن نقدم قيمة معلومة جيدة دون ابتذال أن نضحك الجمهور أمر جيد لكن نقدم لهم معلومة ومبدأ في صورة مشهد مضحك فهذا هو الأفضل والاهم لدينا ، ونحاول في الفترة القادمة أن نجعل المسرح لغة بيننا وبين الفئات العمرية المختلفة لتعود الثقافة والفنون إلى عصر الازدهار مرة أخرى وبصفه خاصة الشباب وكما قال المشير السيسى مصر شابة ف60% من المصريين شباب علينا ان نهتم بهم ونوعيهم  .

وأكد : كثيرا ما يقال عن الإسكندرية إنها مقبرة المواهب وان المواهب فيها مظلومة ولا تجد من يساعدها ويظهرها للنور قد يكون هذا حقيقي لكن لا يستطيع احد إنكار إن الإسكندرية هي العاصمة الفكرية لمصر منها يخرج المواهب والبراعم الجيدة ونحاول قدر الإمكان مساعدة هذه المواهب الشابة وثقل موهبتها بالممارسة والتعلم .

وعن تعيين خريجي قسم المسرح بالإسكندرية قال :الأولوية في التعيين والاهتمام من قبل البيت الفني وفرقة الإسكندرية يكون للخريجين من قسم مسرح والمعاهد المسرحية بالمحافظة لأنهم قضوا وقتا طويلا للدراسة والتعليم ولديهم من الموهبة والخبرة ما يؤهلهم لان يكونوا جديرين ببطولة الأعمال المسرحية المختلفة لذلك نحاول قدر الإمكان إن نجمع هؤلاء الفنانين ونقدم لهم يد المساعدة بدل من "قعدتهم ع القهوة "بعد سنوات من التعب والتعلم .

وتابع : فنانو الإسكندرية يعانون من الظلم في بعض الأحيان ولا ننكر هذا لكننا نحاول أن نقدمهم للجمهور في عروضنا المختلفة وفى كل البرامج والخطط التي نسير وفقا لها في الفترة الحالية يكون العرض كله ساحة للسكندريين فيما عرض واحد يشارك به فنانين من القاهرة كذلك نعمل على عرض المسرحيات الخاصة بهم على مسارح الهيئة وفى الصيف فقط نعرض مسرح من فرق القاهرة حتى لا نحرم الجمهور السكندري من المتابعة والمشاهدة لكل الأعمال السكندرية ومن المحافظات كلها أيضا .

وعن دار الأوبرا قال :كانت دار الأوبرا أو مسرح سيد درويش تابع للنا في بداية الأمر لكن د.فاروق حسنى جعله تابع لدار الأوبرا المصرية بالمحافظة وهذا لم يلحق ضررا بالمسرح ابدأ بل على العكس قدم فن جديد للجمهور السكندري والذي لم يكن يشاهد عروضا للأوبرا من قبل .

و قال د.جمال ياقوت ، أستاذ بقسم المسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية : نحاول دعم المواهب الشابة قدر المستطاع ومنذ 2004 نقدم لهم ورش عمل مفتوحة وندوات خاصة بفن المسرح لننمى الموهبة ونثقلها بالدراسة والعلم دون اى مقابل مادي .

تابع : نتبع ورش العمل دائما بمهرجان لإنتاج العروض المسرحية يشارك به الكثير من المواهب السكندرية الصاعدة ليطبقوا ما تعلموه في الورشة ونحصل على دعم من وزارة الثقافة ونعرض هذه المنتجات المسرحية الجديدة في قصور التذوق بالمحافظة مثل قصر تذوق سيدي جابر ومراكز الإبداع ايضا .

ومن جانبه قال ياسر صادق مدير عام المسرح الحديث ومخرج مسرحية الليلة اسكندرانى ومنتج "ف صحتك يابا : لقد كنت فى البداية رافضا لفكرة فرقة الاسكندرية لانى ارفض ان يكون هناك مسمى اقليمى للفرقة كان من المفترض ان تكون متخصصة فى لون معين من العروض المسرحية دون ان تكون لها هذا المسمى الذى يقصر عملها على المحافظة فقط .

تابع : لا يستطيع احد إنكار مواهب الإسكندرية الكثيرة فهى محافظة الخيال والإبداع يكفى مشاهدة البحر لكى يكون لدينا موهوب بالفطرة والخيال كما نعرف هو اول درجات الإبداع لكن فنانو الإسكندرية لم يلقوا حظهم فى المحافظة بل لابد لهم من الخروج الى العاصمة القاهرة التى تبرز موهبتهم وتنمميها وتعرضها بشكل اوسع على الجمهور المصرى .

وأكد صادق: المسرح الحديث  يتبنى فكر جديد فى عمله وتعامله مع جماهير الاسكندرية فقد قدمان عرضا جديدا "رئيس جمهورية نفسه "والتى يجسد فيها دور البطولة الفنان محمد رمضان وقد تم اختياره لغرض وهدف معين فبعد ان قدم "قلب الاسد " وقدم قدوة للجمهور ذلك البلطجى الذى يتعامل طوال الوقت باستخدام الاسلحة البيضاء !!

تابع :عاد" رمضان" ليصالح جمهوره  ويعرفهم القدوة الحسنة وكيف يتعامولن مع الواقع بشكل سليم وكيف تنتشر القيم والمبادئ الجيدة بينهم بدلا من استخدام العنف والبلطجة كأسلوب حياه .

وأوضح ياسر: اولا واخيرا وزارة الثق4افة وزارة خدمية لا تعنى الى الربح والمكسب المادى باى حال من الاحوال فنحن نهدف الى تقديم معلومة وقيمة ومبدأ فى شكل مسرحية او عرض مجسد للجمهور كى نوصل لهم رسالتنا بشكل بسيط وميسر يصل الى كل الاعمار ويخاطب كل العقول .

واوضح : نقدم حاليا عرض مسرحى بعنوان "طرطوف " هى مسرحية عن نص اجنبى تم تمصيره ويقدم هذا العرض فى 27 مارس القدام على مسرح بيرم التونسى بطولة عايدة فهمى وشادى سرور وايمان امام واحمد السيد وغيرهم من فنانو اسكندرية بتوعية الناس ويقدم لهم قدوة حقيقية ويفهمهم حقيقة الوضع السياسى فى مصر وكيف  يبتعدوا عن الاغراءات ومحاولات الاستقطاب من قبل بعض مدعى التدين والذين يتخذون من الدين سلاح لكى يجذبوا اكبر قدر من الجماهير الى صفوفهم .

وقال ياسر: "محتاجين الدولة تقف جمبنا " وننمى الوعى الثقافى والفنى فى نفوس الشباب فاذا قام شباب المحافظة بمتابعة العروض الجديدة ستصل رسالتنا الى اكبر عدد ممكن من الجماهير وتصل المعلومة بشكل يسير وجديد ومبسط ايضا .