قمة السيسي والملك سلمان تتصدر اهتمامات الصحف السعودية
وكالات
تصدرت الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للرياض أمس ولقائه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وعقدهما جلسة محادثات رسمية اهتمامات الصحف ووسائل الإعلام السعودية المختلفة.
وأبرزت الصحف على صدر صفحاتها الأولى وفى عنوانيها الرئيسية أهم ما جاء فى هذه القمة من تأكيد الجانبين على عمق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة ومصر، والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات.
وتحت عنوان "زيارة تاريخية" قالت صحيفة "المدينة"، إن القمة السعودية المصرية التي التأمت أمس في الرياض بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي أكدت على عمق ورسوخ العلاقات السعودية – المصرية، وعلى أن تلك العلاقات تمر في الوقت الراهن في أفضل حالاتها، وهو عكس ما يتمناه ويخطط له الأعداء.
وأضافت أن القمة انطوت كذلك على أهمية خاصة، كونها جاءت في توقيت بالغ الدقة والحساسية بسبب التحديات والتهديدات غير المسبوقة التي تواجهها الأمة في عديد المناطق، خصوصا في اليمن وليبيا، وما تقتضيه تلك الظروف من أهمية التشاور بين عواصم القرار العربي للتوافق حول أفضل الطرق وأقصرها لمواجهة هذه التحديات والتهديدات، لاسيما تلك التي تشكلها التنظيمات الإرهابية، وما يقتضيه ذلك من ضرورة العمل على توحيد المواقف باعتباره المحرك الرئيس لاستئناف مسيرة التضامن العربي.
وأكدت أن الاهتمامات المشتركة بين الرياض والقاهرة تزداد أهمية مع تطور الأحداث في اليمن بما لها من تأثير على أمن حوض البحر الأحمر والدول المشاطئة له ، تحديدا المملكة ومصر، مع الأخذ في الاعتبار أن أي تهديد للملاحة سواء بالنسبة لباب المندب أو قناة السويس يعتبر تهديدا للملاحة البحرية في اثنين من أهم شرايين الملاحة الدولية، وهو ما يتطلب درجة عالية من التنسيق والتشاور بين المملكة ومصر.
وقالت فى ختام تعليقها إن الزيارة من هذا المنطلق، والأهداف التي تطلعت نحو تحقيقها بدءا من تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات ، ومحاصرة البؤر الإرهابية في المنطقة تعتبر عامل قوة للعمل العربي المشترك والتضامن العربي، ودفعة قوية للحرب على الإرهاب التي تشارك فيها المملكة ومصر بقوة لمحاصرته وإفشال مخططاته الشريرة في تمزيق الأمّة، ونثر بذور الانقسام والفتن في ربوعها خدمة للمشروعات الاستعمارية والصهيونية.
وتحت عنوان "قمة تفتح كل الملفات" قالت صحيفة "الرياض" إن العلاقات التاريخية بين المملكة ومصر، هي في كل الظروف تعتمد الواقعية والمصالح المشتركة ، وزعامة البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي، هما امتداد طبيعي لتوازن السياسات العربية، ومثلما كنا أمام حروب وأزمات تجاوزت الخلافات للدفاع عن المصير الواحد، وبمواقف شهدت رؤية الواقع الجديد وجدلياته المعقدة، ففي الداخل العربي حرب مع منظمات إرهابية تكفر الجميع وتستهدفهم ، وفي الخارج استغلت هذه الحوادث في ترجمة عداء جديد لكل الإسلام؛ معتقدا وبشرا وثقافة وتراثا، وبأنه دين مسدود عن التمازج مع الحضارات الإنسانية أو استيعابها..
وأضافت أنه في السياسة أيضا نتباعد ونتقارب مع منظومة الغرب الذي تشكل فيه أمريكا المحور الأساسي وحلفاؤها الأوروبيون، فهم يضعوننا في حقل الألغام منذ الاستيطان الإسرائيلي وإلى التلاعب بمصير أمتنا بإغراقها في ازدواجية التعاملات، فهم يحاربون داعش بمظاهر خادعة ، ويسكتون على جرائم أخرى إرهابية من قبل عناصر من السنة والشيعة معا، وكذلك القاعدة وغيرها، بينما علاقاتنا مع البلدان المتطورة في آسيا؛ اليابان، الصين وكوريا الجنوبية وغيرها نتبادل المنافع الاقتصادية، دون حساسيات سياسية، وقطعا خياراتنا في هذه المواقف نحن من يقررها، رغم المشاكل المتفجرة، وهنا يظهر التساؤل، ما هو الدور الذي تؤديه المملكة في وضع عربي وإسلامي متفجر؟..
وتابعت أن "محور مصر – السعودية ليس مجال شكوك، فهناك مسار واحد، ولا أحد ينكر أنهما ميزان القوة في المنطقة، والملفات المهمة مفتوحة ولم تغلق، فهناك حالة الاضطراب التي تشمل معظم دول المشرق العربي؛ العراق، سوريا، اليمن، ومعهم الوجود الإيراني الواضح، والذي يهمه تصدير إرهاب التقاطع المذهبي، وليس بالضرورة الانتصار وإحكام السيطرة على تلك البلدان، وإنما تخريبها وإحاطتها بأزمات متلاحقة تريدها أوراق ضغط على دول عربية أخرى، وهو تصرف قد ينعكس سلبا عليها، لأن موازين القوة لدى الإيرانيين عجزت أن تغطي احتياجات شعبها الذي وجد عبثا سياسيا وأيدلوجيا في تبذير موارده، وخلق نسب عليا تتصاعد كل يوم تحت خط الفقر، بما في ذلك من يعطي إنذارات لتحرك شعبي قد يعصف بالمؤسسة الحكومية كلها..
وقالت "وكما سبق فالغرب ليس لديه ما يخسره إذا استمر الوضع في المنطقة على حاله، ولذلك، فإيجاد مناخ لعمل عربي تقوده المملكة ومصر، ودون مؤثرات للدسائس ومحاولة التلاعب بالمشاعر الشعبية، فالمساحة تتسع أن يكونا ضلع الزاوية، فلكل منهما خصائص وطنية، ومصادر قوة، واللحظة الراهنة تدفع بهما لأخذ مسؤولياتهما على نفس القدر الذي خلقته التحديات الراهنة، ومن يقرأ ما يفكر به غيرنا ممن لهم تماس مع أوضاعنا، لا تختفي الصور السلبية عن استهداف المنطقة كلها، ومحاولة نزع أي صفة للدول العربية جمعاء".
وتابعت "لم يكن الهدف مستترا طيلة الصراعات وتقلبات الظروف القديمة والحديثة، بمعنى استبدال الانقلابات وافتعال الحروب ، جاء البديل عنه انتشار الإرهاب، وهي صيغ متطورة للتلاعب بمصائر المواطنين، بصرف النظر عن توجهاتهم، وإنما استغلالها بخلق الأزمات والفوضى الدائمة، ومن ينظر لعلاقات المملكة ومصر، يدرك معنى تلازم واجباتهما وتلاقيهما في مرحلة حساسة على أن يكونا المنقذ في أسوأ أزمة تعيشها المنطقة".
من جانبها، قالت صحيفة "الوطن" إن ما بين السعودية ومصر من روابط متينة يحتم التنسيق كي تعود مصر إلى سابق عهدها بعد الأزمة التي اعترتها نتيجة سيطرة فصيل بعينه على السلطة، الأمر الذي قاد إلى ثورة شعبية ثانية لإزاحة الخلل وتصحيح مسار الثورة المصرية، ولذلك فإن وقوف المملكة إلى جانب مصر سياسيا واقتصاديا واجب تمليه عليها عوامل الأخوة والدين والتاريخ المشترك.
وأضافت "فالعلاقات بين البلدين تتجاوز كونها علاقات ثنائية إلى علاقات مؤثرة ضمن المحيط الجغرافي وخارجه، فلكل من المملكة ومصر مكانة كبيرة على مختلف المستويات العربية والإقليمية والدولية، وتكوين مواقف سياسية مشتركة بينهما يسهل كثيرا من الصعوبات التي تعترض حلول الأزمات التي بات بعضها وبالا على البشرية.
وقالت "كثيرة هي الملفات التي تتطلب تعاونا وتنسيقا بين الدولتين، ليس أولها ملف التنظيمات الإرهابية، وليس آخرها الأزمة اليمنية التي تقف فيها الدولتان إلى جانب الشرعية، وتدعمان الحل السياسي المستند إلى المبادرة الخليجية".
من جانبها، أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" الدولية فى طبعتها السعودية بيان الرئاسة المصرية حول القمة الذى أوضح أن الرئيس السيسي أكد خلال القمة على أن المرحلة الراهنة والواقع الذي تعيشه منطقتنا العربية يستوجبان تعزيز التعاون لصالح المنطقة بأكملها ، وأضاف البيان أن الرئيس المصري "أشاد بجهود المملكة العربية السعودية ودورها في مساندة مختلف القضايا العربية والإسلامية".
كما تباحث الزعيمان بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما في ما يتعلق بتدهور الأوضاع في اليمن وضرورة تداركها، تلافيا لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر، إذ "أعرب الرئيس عن تأييد مصر للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية لليمن ووحدة شعبه، وأهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لعدم السماح بالمساس بأمن البحر الأحمر أو تهديد حركة الملاحة الدولية"، بحسب الرئاسة المصرية.
وعلى الصعيد السوري، أوضح الرئيس السيسي أن "اهتمام مصر ينصرف إلى الحفاظ على الدولة السورية ذاتها وحماية مؤسساتها من الانهيار"، مؤكدا أهمية التوصل إلى "حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية، ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري".
وفيما يخص التطورات في ليبيا، أكد السيسي في الرياض أن "جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا لا تتعارض مع دعم مصر لجهود المبعوث الأممي لإيجاد حل للأزمة عن طريق الحوار " ، كما شدد على "ضرورة وقف إمدادات المال والسلاح للميليشيات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا، وأهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية ، وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الوطني ، بالإضافة إلى مساندة الحل السياسي وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي".
من جانبه، قال السفير أحمد القطان السفير السعودي لدى مصر، في حديث لـصحيفة " الشرق الأوسط"، إن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة السعودية الرياض أمس ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، جاءت في وقت حساس تمر فيه المنطقة العربية باضطرابات وقلاقل تتطلب تضافر الجهود المخلصة لمواجهتها.
وأضاف أن "اللقاء ناقش الكثير من الأمور التي تهم البلدين والأمة العربية والإسلامية والأوضاع في ليبيا واليمن وسوريا والعراق"، وأكد أن الاجتماع بحث آخر المستجدات التي تسبق تنظيم مصر للمؤتمر الاقتصادي الذي سينعقد الشهر الحالي في مدينة شرم الشيخ وتوفير الظروف المناسبة لنجاحه من أجل دعم القاهرة في هذه المرحلة، مشددا على أن مكافحة الإرهاب من بين الموضوعات التي تطرق لها لقاء الزعيمين.
وأوضح السفير قطان أن العاهل السعودي والرئيس المصري، أكدا أن العلاقات بين البلدين تاريخية وأزلية ومتينة ولن يسمحا لأحد بأن يصطاد في الماء العكر من أجل الإساءة لتلك العلاقة التي تتطور يوما بعد يوم في كل المجالات.