قمة ثلاثية بين ألمانيا والسويد وفنلندا حول تطورات الأوضاع بأوكرانيا
المستشار الألماني شولتس يؤكد أن بلاده ستدعم السويد وفنلندا لو قررتا طلب الانضمام لحلف الناتو، معتبرا أن الغزو الروسي لأوكرانيا انتهك نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية وأجبر أوروبا على تعزيز استراتيجيتها الدفاعية.
تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس بأن تدعم بلاده انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حال سعت الدولتان إلى ذلك. جاء ذلك خلال الاجتماع المغلق الذي بدأه مجلس الوزراء الألماني في قصر الضيافة الحكومي بميزيبيرغ، شمالي برلين اليوم الثلاثاء (الثالث من مايو/ أيار 2022)، بحضور رئيسة الحكومة السويدية ماجدالينا أندرسون، ورئيسة الحكومة الفنلندية سانا مارين.
وقال السياسي الاشتراكي الديمقراطي إن قرار التقدم بطلب للانضمام للحلف لابد أن يتم اتخاذه في السويد وفنلندا، "والأمر المؤكد بالنسبة لنا هو أنه في حال قرر هذان البلدان الانضمام إلى حلف الناتو، فإن بإمكانهما الاعتماد على دعمنا". وأضاف شولتس أنه لا يمكن لأحد أن يفترض أن روسيا لن تهاجم دولا أخرى بالنظر إلى انتهاكها القانون الدولي في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا انتهك نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية وأجبر أوروبا على تعزيز استراتيجيتها الدفاعية.
وأكد شولتس أن بمقدور البلدين الاعتماد على "دعم ألمانيا بشكل دائم"، بغض النظر عن عضوية الناتو وفي حال اتخذا قرارا بشأن الانضمام إلى الحلف. وكانت مارين وأندرسون شاركتا في وقت سابق في مشاورات مجلس الوزراء الألماني في قصر ميزيبيرغ.
يذكر أن السويد وفنلندا صارت لديهما تطلعات قوية للانضمام إلى الحلف منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر شباط/فبراير الماضي.
وفي مقابلة منفصلة مع مجلة شتيرن، نُقل عن شولتس قوله إن سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعمارية وإن الرئيس الروسي يعتبر الدول المجاورة ساحة خلفية لروسيا. وأضاف "يريد توسيع أراضيه بالعنف. يحاول يائسا إعادة ترسيخ الأهمية القديمة لروسيا في عالم قد تغير". وقال المستشار الألماني إنه يبدو أن بوتين يريد الاستيلاء على جزء من شرق وجنوب أوكرانيا وإنشاء خط اتصال جديد هناك من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى وقف إطلاق النار. وتابع "لن يكون هذا حلا مستداما. يجب أن يعقد بوتين اتفاقا مع أوكرانيا".
وقالت رئيسة الوزراء الفنلندية مارين إن فنلندا لديها قدرات دفاعية يمكن الاعتماد عليها وإرادة قوية للدفاع عن نفسها. وأضافت "لدينا جيش قوي وحديث قادر على العمل وجاهز للتعاون مع حلف شمال الأطلسي". من جانبه، كان الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبيرغ، وعد البلدين بسرعة ضمهما في حال تقدما بطلب بهذا الخصوص.
وشددت مارين على أن الهجوم الروسي على أوكرانيا غيّر الوضع الأمني بالكامل " بلا عودة"، مشيرة إلى أن بلادها لديها جيش قوي وحديث يمكنه التعاون مع الناتو في أي وقت. وقالت إن فنلندا أسهمت حتى الآن في أمن واستقرار أوروبا، لكنها يجب أن تقرر الآن، نظرا للوضع العالمي المتغير، ما إذا كانت ستنضم إلى الناتو أم ستظل مستقلة. ووجهت مارين الشكر للمستشار الألماني على " القيادة الألمانية" في أزمة أوكرانيا.
وأكدت أندرسون أن الوضع الأمني الجديد يتطلب تعاونا أوثق للدول المجاورة في بحر البلطيق في الاتحاد الأوروبي مع شركاء عبر الأطلسي، وقالت إن حكومتها ستقدم تحليلا أساسيا للسياسة الأمنية في الثالث عشر من أيار/مايو الجاري ولفتت إلى أن التحليل سيتضمن الحديث عن عضوية محتملة لحلف الناتو، وأردفت أن " كل الخيارات مطروحة على الطاولة".