ومع بدء القمة الأمنية في فرنسا بحضور زعماء مالي وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر وموريتانيا، يأمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مواجهة المشاعر المعادية للفرنسيين التي ظهرت وسط الإحباط من الهجمات المتطرفة التي أودت بحياة الآلاف من الناس العام الماضي وحده.
ولدى فرنسا التي استعمرت يوما ما جزءا من غرب إفريقيا، نحو 4500 جندي في منطقة الساحل المترامية الأطراف، واتهمها بعض السكان بالفشل في ترسيخ الاستقرار فيها.
واحتج البعض في مالي، التي كافحت منذ ما يقرب من عقد من الزمان ضد التطرف، على الوجود الفرنسي.
ويريد ماكرون من القمة المنعقدة في مدينة باو الفرنسية الجنوبية المساعدة في إعادة إضفاء الشرعية على العملية الفرنسية في الساحل بإرسال رسالة مشتركة قوية.
ومن المتوقع الإعلان عن تعهد فرنسا والدول الإفريقية بمحاربة التطرف بالوسائل العسكرية والسياسية.
وفي الأسابيع الأخيرة، وجد ماكرون نفسه في موقف دفاعي، ففي زيارة قام بها الشهر الماضي إلى كوت ديفوار رفض الاتهامات بأن تدخل فرنسا في المنطقة مدفوع بأهداف إمبريالية أو اقتصادية.
وقال: "أنا لا أنتمي إلى جيل معروف بالاستعمار"، واعدا بمواصلة القتال ضد الجماعات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة و"داعش".
لكن الرئيس الفرنسي أضاف: "نحتاج إلى تحديد الأهداف العسكرية والسياسية والإنمائية بشكل أكثر وضوحا للأشهر الستة والـ12 والـ18 المقبلة".
وأكد أن وحدة الجهود أمر حاسم، مشيرا إلى أن الفرنسيين بحاجة إلى معرفة ما إذا كانت قواتهم موضع ترحيب أم لا.