قنصل الصين بالإسكندرية في حوار مع «زهرة التحرير»: القاهرة أكبر شريك تجاري لبكين ونتطلع لزيادة التعاون الاقتصادي.. ندعم مصر بقوة في مؤتمر المناخ .. لدينا استثمارات كبيرة في المشروعات القومية .. وعروس المتوسط تتمتع بثقافات وحضارات مختلفة ورائعة
حوار: الدكتورة منال أيوب .. تصوير: كريم جابر
قامت مؤسسة زهرة التحرير الإعلامية بإجراء حوار صحفي مع يانغ يي قنصل عام الصين بالإسكندرية، وشمل الحوار العديد من الملفات والجوانب، بينها الاقتصادية والثقافية والعلمية، وتعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر، وهناك زيادة 150% في استثمارات بكين الكُلية في الـ 9 شهور الأولى من العام الماضي، وتشهد العلاقات بين البلدين تطورا كبيرا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينغ، تحدث القنصل عن الاستثمارات والشراكة في المشروعات الجارية الآن بمصر، بينها العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة وميناء أبو قير الجديد، وعن رؤية بلاده لدعم مصر في مؤتمر المناخ، والتزامات الدول الكبرى لتقديم المساعدة المالية للدول النامية للتكيف مع التغير المناخي، وإلى نص الحوار:
في البداية نرحب بك في هذا الحوار معنا، نود التعرف عليك؟
أهلا بكم في قنصلية الصين، اسمي يانغ يي، قنصل بكين الجديد هنا بالإسكندرية، خدمت بلادي دبلوماسيًا في منطقة جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وبلاد واقعة هناك، ولأول مرة أتواجد في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.
أتواجد في قنصلية الصين منذ منتصف أغسطس الماضي.
هل تمنيت تمثيل بلادك في مدينة الإسكندرية؟
سعيد للغاية بوجودي في هذا العصر المزدهر بين مصر والصين في ملفات عديدة، وأتمنى المساهمة في النهوض بذلك أكثر، وتعزيز الصداقة والشراكة بين البلدين.
هل قمت بزيارة الأماكن السياحية بالمدينة؟
الإسكندرية مدينة تشمل ثقافات وحضارات مختلفة، زُرت مكتبة الإسكندرية وقلعة قايتباي وقصر المنتزه، المدينة هنا لها تاريخ عريق ومعرفتي عميقة بثقافاتها المزدوجة، وأتمنى زيارة مزيد من الأماكن إضافة إلى أنني أتطلع لزيارة المحافظات الأخرى التي تتواجد تحت قيادة القنصلية.
ما تفاصيل زيارتكم لمحافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف ؟
كانت الزيارة في إطار التعارف ودارت النقاشات حول سبل تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين ولا سيما بين الإسكندرية والمدن الصينية مثل شانغهاي وسيتشوان، وتلقيت ترحيبًا واستقبالًا رائعًا من المحافظ، وأعرب عن تطلعه إلى زيادة الاستثمارات الصينية في الإسكندرية.
وماذا عن زيارتكم للأكاديمية العربية ولقاء الدكتور إسماعيل عبد الغفار؟
ناقشنا تعزيز سُبل التعاون المُستقبلي من اتفاقيات التعاون العلمية والبحثية والأكاديمية وبرنامج التبادل الطلابي ودراسة اللغتين العربية والصينية، ولقد أعربوا عن رغبتهم في ذلك، ونحن نُرحب أيضًا.
هناك زيادة 150% في حجم التبادل التجاري بين البلدين في الـ 9 أشهر الأولى في 2021، ما هي أبرز الشركات الصينية المستثمرة في مصر؟
يوجد شركات تجارية واستثمارية صينية كبرى في مختلف المحافظات ولكن الشركات الأكبر والأبرز تتواجد في مدينة تيدا بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وفي محافظة الإسكندرية هناك شركة تعمل في ميناء أبو قير الجديد، وأخرى في مدينة العلمين الجديدة.
نريد التعرف على الاستثمار الصيني في ميناء أبو قير الجديد من خلال شركة هاتشبسون بورت الصينية؟
بدأت الشركة العمل فيه منذ أكتوبر الماضي، وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى في سبتمبر القادم، والافتتاح سيكون في عام 2024.
العلاقة بين البلدين في القطاع التعليمي تسير بشكل جيد، ما تفاصيل التعاون في هذا الشأن؟
يوجد قسم اللغة الصينية في جامعتي فاروس والإسكندرية وفي الكثير من جامعات مصر مثل جامعة القاهرة وعين شمس وقناة السويس إضافة إلى 12 مدرسة في مرحلة الإعدادية والثانوية بدأت تدرس الصينية، وبعض المؤسسات لتعليمية لديهم رغبة شديدة في تعلم اللغة.
كان هناك زيارة لوزير الاتصالات المهندس عمرو طلعت للصين منذ 3 سنوات وشهدت توقيع عدد من مذكرات التفاهم، ما شكل التعاون بين البلدين في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة ؟
نعمل على تعزيز العلاقات في هذه القطاعات في الإسكندرية ومحافظات القنصلية، وهناك شركات كثيرة أعربت عن تطلُعها في الاستثمار مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، ونحن بدورنا نساهم في توقيع بروتوكولات تعاون وندعم ذلك، ونبذل مجهودًا كبيرًا في هذا الأمر.
نريد التعرف على الشراكة بين البلدين في المشروعات الرئاسية القومية في مصر مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة والعديد من المدن الجديدة الأخرى؟
نعم، أستطيع أن أقول بأن الشركات الصينية تستثمر بشكل رئيسي في هذه المشروعات، الشركات الصينية تقوم بالعمل في بناء المباني والطرق والكهرباء والمياه بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأيضًا دورهم رئيسيًا في عملية البناء بالعلمين الجديدة.
العالم ينتظر انعقاد مؤتمر المناخ في مدينة شرم الشيخ الذي سينطلق خلال الأيام القليلة المقبلة، ما رؤية بلادكم في دعم مصر، وكيف يمكن أن تلتزم الدول الكبرى بتحقيق وعودها تجاه الدولة النامية لتخطي الأزمة المناخية؟
الصين ستُدعم مصر بقوة في مؤتمر المناخ القادم، ومصر من أهم الدول النامية ونثق في رؤيتها ومبادراتها حول التغير المناخي، ويجب على الدول المتقدمة تنفيذ وعودها تجاه الدول النامية وتقديم المساعدة المالية للتكيف مع التغير المناخي والتقليل من آثاره.
ما هي استراتيجية جمهورية الصين للحد من الانبعاثات الكربونية؟
الصين أعلنت الوصول لذروة انبعاثات الكربون عام 2030، على أن تُحقق وتصل إلى الحياد الكربوني الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2060، وسنُنفذ وعودنا في خفض الانبعاثات الكربونية ودعم الدول النامية.
ما أبرز المشروعات الجديد في منطقة تيدا الصينية بالسويس؟
لم أزر المنطقة حتى الآن، والمنطقة ضمن مبادرة الحزام والطريق، وأستطيع أن أقول المنطقة الاقتصادية بتيدا تقدم لمصر الفكر والخبرة لبناء مناطق اقتصادية.
مصر أول بلد عربي وأفريقي لديه علاقات دبلوماسية مع الصين منذ 56، كممثل دبلوماسي جديد لبكين، كيف نعمل على الارتقاء بهذا الجانب بين البلدين؟
هناك تعاون مثمر للغاية في كافة المجالات في عهد الرئيسين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينغ، ومن المهم خلق حالة ترابط بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، والصين تدعم مصر بشكل مستمر، ومصر بلد هام لنا دبلوماسيًا، وكما قال الرئيس السيسي إن الصين دولة مهمة للغاية لمصر في المجال الدبلوماسي، والبلدان لديهما إمكانات كبيرة لتنمية التعاون في المستقبل وهذا ما نتطلع إليه.