راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

قوات فاغنر الروسية تعلن الانفصال عن الجيش الروسي

«إن الجد السعيد كان مقتنعا بأن الغزو الروسي لأوكرانيا سينتهي بنصر محقق لموسكو، إذا تبين أنه على حق، فليبارك الله الجميع. لكن ما الذي ينبغي أن تفعله الدولة إذا اتضح أن هذا الجد أحمق تمامًا؟».. تصريحات «يفغيني بريغوجين» قائد قوات «فاغنر» لجريدة تايمز الأمريكية في 11 مايو الماضي.

تلك الكلمات التي جاءت مبطنة قبل شهر من إندلاع الأزمة الجديدة التي تشهدها روسية بعد إعلان قائد قوات فاغنر تمرده على الرئيس الروسي فلاديمير بويتن، كانت تشي بوقوع أزمة بين قائد القوات المرتزقة والجيش الروسي، أجلا أم عاجلا، لكن تحت صوت طلقات الرصاص والمدافع والمعارك الدموية كانت الإشارة أقل حضورا واستماعا وسط ضجيج القتل والدمار اللاذن لحقا بأوكرانيا.

 

مُقدمات تحت الطاولة

 

الأزمة بين بوتين وقائد فاغنر، ليست وليدة اللحظة، وإنما كانت لها مقدمات دارت تحت الطاولة، إلا أن قررت مجموعة «فاغنر» أن تصعد بها إلى سطح الطاولة وتعترضها على الجميع الأعداء قبل الأحباء.

 

قبل ساعات، فوجئ العالم ببيان شديد اللهجة من قائد قوات «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين، موجها إلى الجيش الروسي اتهامات مباشرة وصريحة بقصف معسكرات لقواته، أمس الجمعة، بينما نفى الجيش الروسي ضلوعه فيما حدث.

 

وفي رسالة صوتية، بثتها مجموعة «فاغنر» عبر القنوات الرسمية لها، قال فيها «بريغوجين»: «إن قصف الجيش الروسي أسفر عن مقتل عدد «ضخم» من قواته، أن «هيئة قيادة مجموعة فاغنر قررت أنه ينبغي إيقاف أولئك الذين يتحملون المسؤولية العسكرية في البلاد».

 

ولوح «بريغوجين» إلى اعتزام مجموعة فاغنر إيقاف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، زاعما أن الاخير هو صاحب قرار شن ضربات صاروخية على نقاط تمركز المجموعة، ودعى في نهاية كلمته إلى انضمام الجيش الروسي إلى قواته التي أعلنت تمردها بشكل مباشر على قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

الدفاع الروسية تنفي علاقتها بالهجوم الصاروخي

 

وعلى الجانب الأخر، نفت وزارة الدفاع الروسية، قصف معسكرات المجموعة، موضحة أنه لا يمكن قصف واحدة من اهم المجموعات القتالية التي ساعدت الجيش الروسي في التقدام بالداخل الأوكراني.

 

وقالت الوزارة في بيان صحفي لها: «إن المعلومات التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي بشأن الضربة التي شنتها القوات المسلحة الروسية على المعسكرات الخلفية العسكرية الخاصة لمجموعة فاغنر كاذبة».

 

وتابعت: «أن جميع الرسائل ومقاطع الفيديو التي نشرت على منصات التواصل الاجتماعي نيابة عن بريغوجين بشأن الضربة المزعومة لا تتوافق مع الواقع وهي استفزاز إعلامي».

 

ماذا نعرف عن مجموعة فاغنر؟

 

يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة «فاغنر» سيئة السمعة، هو رجل أعمال ستيني، يمتلك مجموعة من شركات التموين والمطاعم التي توفر الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين، ينحدر بريغوجين وبوتين من مدينة سان بطرسبرغ، تربطهم علاقة منذ تسعينيات القرن الماضي، حينها كان «بوتين» يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرغ.

 

عاما تلو الأخر، شهد توسع وتعاظم إمبراطورية «بريغوجين»، ووصل حجم تعاقداته من الهيئات الحكومة والجيش إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار، وواحدة من أشهر الصور التي جمعت بين بوتين وبرغوجين، عندما ظهر الاخير يقدم وجبة طعام لـ«بوتين»، ومن حينها عرف بـ«طباخ بوتين».

 

عرف عن «بريغوجين» بقيامه بالأعمال الخفية لحساب الكرملين، إذ اضطلع في عام 2010 بإنشاء وحدة معلومات مضللة تعرف باسم «مصنع ترول» في ثاني أكبر مدينة بروسيا «سانت بطرسبرغ»، وكانت مهمة تلك المجموعة إنتاج موادًا ونشرها عبر الإنترنت بهدف تشويه سمعة المعارضة السياسية الروسية وتلميع صورة الكرملين من جهة أخرى.

 

كما تم ربط اسم «بريغوجين» ومجموعته «مصنع ترول» بمحاولت التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في البداية نفى أي علاقة له بهذه المجموعة، لكن لاحقا وفي التجديد النصفي في الولايات المتحدة الامريكية، اعترف «برغوجين» بمحاولته التأثير على مسار الانتخابات.

 

وقال في بيان له: «لقد تدخلنا (في الانتخابات الأمريكية) ومستمرون بذلك، وسنواصل التدخل. سنقوم بذلك بعناية ودقة ومهارة وبطريقتنا الخاصة ونعرف كيف نقوم بذلك».

 

أما في الحرب الروسية الأوكرانية، ظهرت مجموعة فاغنر للمرة الاولى في عام 2014، إذ عمدت إلى تقيدم المساعدة للانفصاليين في السيطرة على الأراضي الأوكرانية، وعلاوة على ذلك شاركت مجموعة غانر في العديد من المعارك التي دارت منذ اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية.

 

«بوتين» يدخل على خط المواجهة الإعلامية

 

على الفور جاء رد الدب الروسي فلاديمير بوتين، إذ قال في ألو تعليق له على حالة التمرد التي يقودها صديقه المقرب يفغيني بريغوجين: «إن ما يجري تمرد مسلح سيتم الرد عليه بشكل قاس، أن ما يحدث خيانة داخلية وطعنة في الظهر، والذين نظموا التمرد المسلح ورفعوا السلاح ضد الرفاق في القتال خانوا روسيا وسيتحملون مسؤولية ذلك».

 

وأضاف بوتين خلال كلمة متلفزة أذاعها التلفزيون الروسي: «الذين نظموا التمرد المسلح ورفعوا السلاح ضد الرفاق في القتال خانوا روسيا، والرد على ذلك سيكون صارما وقاسيا»، مشددا على أن روسيا تحتاج إلى وحدة جميع قواتها، قائلا إنه لن يسمح بتقسيم البلاد مرة أخرى.

 

واختتم حديثه قائلا: «إن أي اضطرابات داخلية تشكل تهديدا قاتلا للدولة، وهي بمثابة صفعة للشعب الروسي، روسيا تخوض قتالا صعبا من أجل مستقبلها، وهذا يتطلب ترك كل ما يضعفها».

 

قوات «فاغنر» ترد على البيانات بالسلاح

 

بعد انقضاء ليلة كاملة في تبادل البيانات الإعلامية بين طرفي الصراع الجديد في روسيا، بدأ يفغيني بريغوجين في اتخاذ خطوات على أرض الواقع، إذ أعلن سيطرة قواته على مدينة روستوف، مع تواجده داخل المقر العام لقيادة الجيش الروسي بالمدينة، والذي يشكل مركزا أساسيا للهجوم على أوكرانيا.

 

وذهب بريغوجين بالخلاف إلى أبعد من ذلك، إذ أعلن في بيان منسوب له، أن روسيا تنتظر رئيسا جديد.

 

وقال برغوجين في بيانه: «أن بوتين اختار الطريق الخطأ مضيفا بصيغة التهديد وقريبا سيكون لروسيا رئيس جديد».

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register