كارثة إنسانية .. عدم وجود ممرات آمنة يُهدد أكثر من مليون لاجئ أوكراني
يواصل مئات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين الفرار من الحرب المستعرة في بلادهم فيما تتصاعد المخاوف دولياً من أزمة إنسانية وشيكة قد تطال أكثر من مليون لاجئ أوكراني يعانون حتى من انعدام وجود ممرات آمنة للخروج من البلاد.
من المتوقع أن يصل عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى 1.5 مليون اليوم الأحد (السادس من مارس/آذار 2022) مع استمرار الهجوم الروسي لليوم الحادي عشر، فيما تضغط أوكرانيا من أجل الحصول على المزيد من المساعدة الغربية بما في ذلك المزيد من العقوبات والأسلحة.
وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات عن فشل تطبيق وقف إطلاق النار يوم السبت الذي كان سيسمح للمدنيين بالفرار من ماريوبول وفولنوفاخا، وهما مدينتان في جنوب أوكرانيا تحاصرهما القوات الروسية. ووصل الأوكرانيون الذين تمكنوا من الفرار إلى بولندا ورومانيا وسلوفاكيا المجاورة وأماكن أخرى.
في هذا السياق، قالت المخابرات العسكرية البريطانية إن القوات الروسية تستهدف المناطق المأهولة في أوكرانيا لكن شدة المقاومة تبطئ التقدم الروسي.
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية في تحديث "ما زال حجم وقوة المقاومة الأوكرانية يشكلان مفاجأة لروسيا". وأضافت أن روسيا "ردت باستهداف المناطق المأهولة في العديد من المواقع من بينها خاركيف وتشرنيهيف وماريوبول".
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية "استخدمت روسيا في السابق أساليب مماثلة في الشيشان عام 1999 وسوريا عام 2016 عندما وظفت كلاً من الذخائر الجوية والأرضية" في هجماتها. ونفت روسيا مراراً استهداف المناطق المدنية الأوكرانية.
ممرات إنسانية
من جانبه قال رئيس الوفد الأوكراني للمحادثات مع روسيا ديفيد أراشاميغا إن الأمل يحدوه في فتح ممر إنساني للخروج من مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا. وكتب أراشاميغا عبر صفحته على فيسبوك إنه سيكون هناك ممر إنساني اليوم الأحد "بمشيئة الله".
والتقى ممثلو أوكرانيا وروسيا آخر مرة في غربي بيلاروس يوم الخميس واتفقا على إنشاء ممر إنساني خلال الجولة الثانية من المحادثات.
وقال مجلس مدينة ماريوبول إن عملية إجلاء حوالي 400 ألف فرد تحاصرهم قوات روسية ستبدأ ظهر الأحد بالتوقيت المحلي (1000 بتوقيت غرينتش) في ظل وقف مؤقت لإطلاق النار سيظل ساريا حتى الساعة التاسعة مساء.
واضطر المسؤولون للتخلي عن خطة مماثلة يوم السبت بعد أن حدثت بعض الانتهاكات لوقف إطلاق النار وتبادل الطرفان الاتهامات
في الوقت ذاته، قال انفصاليون في إقليم لوهانسك الذي أعلن نفسه دولة من جانب واحد، إن الجيش الأوكراني قصف أربع مناطق سكنية ثماني مرات خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات السبت حول الفشل في توفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مدينتين تحاصرهما وتقصفهما القوات الروسية في اليوم الحادي عشر من حرب تسببت في أكبر أزمة إنسانية في أوروبا منذ عقود.
وافاد تقرير لهيئة الأركان العامة الأوكرانية نُشر على فيسبوك الأحد بأن الجيش الروسي يواصل هجومه "مركّزا عملياته الكبرى على محيط مدن كييف وخاركيف (شرق) وميكولايف (جنوب)".
وقال فاديم بويتشينكو رئيس بلدية ماريوبول إن الوضع في هذا الميناء الاستراتيجي الواقع في جنوب شرق أوكرانيا والمحاصر من القوات الروسية "صعب جدا" في ظل "حصار إنساني" وقصف مكثف.
وأوضح بويتشينكو في مقابلة بثت على يوتيوب مساء السبت "نحن نعيش بلا كهرباء منذ خمسة أيام وليس لدينا تدفئة أو شبكة للهاتف الجوال". وأضاف أن القصف في الأيام الماضية تسبب في سقوط "آلاف الجرحى"، متهما القوات الروسية بمنع وصول المواد الغذائية والأدوية. وتابع رئيس البلدية أن "مدينة ماريوبول لم تعد موجودة"، مناشدا "شركاءنا الأمريكيين والأوروبيين: ساعدونا، انقذوا ماريوبول!".
معارك غير متكافئة
وعلى صعيد آخر، ما يقترب الجنود الروس من كييف ويواجهون مقاومة عنيدة. وقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة في تشيرنيغيف على مسافة 150 كيلومترا شمال العاصمة.
وتحدث فريق من وكالة فرانس برس زار المنطقة السبت عن مشاهد دمار في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة والتي يخليها سكانها، ما يثير مخاوف من مصير مماثل لكييف عند وصول بطاريات الصواريخ والمدفعية الروسية إلى مشارف العاصمة.
وقال أحد الناجين سيرغي إن "الجثث منتشرة على الأرض"، موضحا أنهم "كانوا يصطفون في طوابير للوصول إلى صيدلية هنا وماتوا جميعا".
وفي مستشفى في شمال كييف، تحدث جنود أوكرانيون جرحى عن معركتهم غير المتكافئة تحت سيل من النيران. وقال موتيكا (29 عاما) الذي أصيب بشظايا واضطر للتراجع مع رفاقه "كنا في رحلة استطلاعية" و"واجهنا رتلا للعدو". وأضاف "قاتلناهم وقتلنا جنودهم ونحن مشاة، لكنهم أمطرونا بوابل من قذائف الهاون".