كريمه الحفناوي لـ " زهرة التحرير": نريد دستورا على مستوى طموحات المصريين ..واستقواء الإخوان بالخارج " خيانة عظمي"!
" العدوان علي سوريا" .. " عدوان علي مصر"
العلاقة بين الأمريكان والإخوان "زواج كاثوليكي" لايعترف بالانفصال
الجيش لم يقحم نفسه في المشهد السياسي
دعم الجيش يساهم في القضاء علي الإرهاب واستكمال بناء خارطة الطريق
لن ينتهي الدعم الأمريكي للإخوان في مصر
الإسلام باق ولن يسقط بعزل مرسي
الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع
الدولة تحارب التطرف والإرهاب وليس الإسلام أو المسلمين
أجرى الحوار : أحمد الشايب
تصوير : إبراهيم صبحي
يظل المشهد المصري المتأزم الآن مثار جدل لجميع المصريين على الصعيد المحلي وللعالم أجمع علي الصعيد العالمي نظرا لما تمر به مصر من ظروف وصفها المحللون والمراقبون بأنها غاية في الصعوبة خاصة مع تصاعد أعمال العنف في الفترة الأخيرة ورغم أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية نجحت بعض الشيء في فرض سيطرتها وتراجعت أعمال الشغب والعنف تدريجيا إلي أن المشهد مازال غير مطمئن , مما استدعي إجراء حوار مع إحدي الشخصيات السياسية التي لها تأثير في العملية السياسية والحراك الذي يشهده الشارع المصري حاليا فقامت "زهرة التحرير" بمقابلة الدكتورة كريمة الحفناوي، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، وعضو مؤسس في حركة كفاية، وعضو اللجنة التنفيذية لجبهة الإنقاذ فإلي نص الحوار :
في البداية كيف تقرأين المشهد السياسي في مصر حاليا ؟
قامت ثورة يناير وأسقطت الشعب المصري نظام المخلوع مبارك ثم صدم العالم مرة أخري بإفشال مخطط عالمي حيث استكمل ثورته في 30 يونيو وأسقط نظامًا لجماعة الإخوان التي ثبت أنها " إرهابية" تقع ضمن تنظيم دولي والتي هدفت إلي تقسيم مصر وتآمرت مع دول خارجية للتدخل في الشأن الداخلي، وإذا كنا نعتبر أن الشعب المصري أسقط نظاماً مستبدا فاسدا تابعا، فعاد ليسقط نظامًا مستبدًا فاشياً متاجرًا بالدين ودموي، بل دائما ثق في الشعب المصري، حيث استطاع في 30 شهر أن يسقط نظاميين حينما قام على نظام مطالبا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والتي لم تتحقق من خلال النظام السابق فأسقطه خلال سنة لأنه شعب واعٍ اكتشف أن استمرار هذا النظام هو استمرار لتدمير الوطن .
ما رؤيتك للوضع في سوريا خاصة مع احتمالية توجيه ضربة عسكرية تقودها أمريكا, وهل سيكون لها تأثير علي مصر؟
الحرب على سوريا بدأت منذ مارس 2011ثم بدأت الأوضاع في سوريا في طريقه للسير علي نهج السيناريو العراقي والادعاء بأن بها أسلحة دمار شامل واستخدام أسلحة كيماوية، بعدها يقرر مجلس الأمن بعقد اجتماعاته لبحث الشأن السوري، ويبدأ الاعتداء على سوريا بزعم الأسلحة الكيماوية, لأنه لن يتمكن من الاعتداء مباشرة على مصر لأنها دولة محورية وسوف تقف لها العديد من الدول للدفاع عنها كاشتراط مجلس الأمن الانتهاء من خطوات قبل بدء اتخاذ القرار الأخير للتدخل في الشأن السوري أو عدم التدخل تتمثل في انتهاء مفتشي مجلس الأمم من التقرير عن هل تم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري أم لا, و أن تكون الضربة الأولى بمعاونة دول مبري خارجية تشارك في أول ضربة.
ما موقف مصر من الوضع في سوريا ؟
على المستوي الشعبي، فالقاعدة الشعبية العريضة في مصر رافضة تمام ما يحدث ضد سوريا كما رفض من قبل العدوان على العراق، لأن تأثيره يعود على كل الشعوب العربية كلها وليست البلد المحددة فقط، بالإضافة إلى أن أي دوله عربيه بها نظام مستبد يستطيع شعبة أن يغيره لماذا تتدخل أنت في الشئون الداخلية للدول العربية، لما تدخلت في العراق ثم دمرتها وتسليمها وطنُا مدمرا واستوليت على ثرواتها، أمريكا تريد كسر شوكة الجيش السوري الحر لأنه من أقوي جيوش المنطقة بعد الجيش المصري وبالتالي بعد القضاء على سوريا وجيشها تتبقى مصر، بحيث يتم القضاء عليها وتتسلم المنطقة بأكملها إلى إسرائيل.
أما الموقف الرسمي , فإنه على المستوي العالمي جيد حينما أعلن أنه ضد استخدام أي ضربة لسوريا بالإضافة أن الوزراء يجتمعون يوميًا لمناقشة الوضع في سوريا وتطورات المشهد، فبعد كل هذه الثورات العربية أصبح لمصر الحق في أن تقود هذا الوطن العربي وتقوم بعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية واتخاذ قرارًا تقوم بتحريكه في مجلس الأمن وتتدخل علي المستوي السياسي والدبلوماسي العالمي والأمم المتحدة، ولا تقول نحن ندين العدوان على سوريا ولكن تقول العدوان على سوريا هو عدوان على مصر، وذلك بموجب اتفاقية الدفاع العربي المشترك، والتي تعتبر اتفاقيات تائهة في الظلام وغير مفعلة منذ انقسامات الدول العربية، فالحرب على سوريا هو الحرب على مصر والأمن القومي السوري هو الأمن القومي المصري وأمن الدول العربية، وإذا تحركتم سوف نستخدم سلاح البترول كما استخدمناه في عام 73، لابد أن نملك أوراق ضغط على المستوى السياسي بحيث نمنع دخول الأمريكان سوريا، ولكن لم نسمع ولا كلمة من هذا الكلام، مللنا بيانات الشجب والإدانة من الحكومات المصرية والعربية، فإسرائيل تعتدي على الفلسطينيين وأطفال غزة نحن نشجب وندين، تعتدي على لبنان نحن نشجب وندين، فنحن لا نستطيع التنصل من المسئولية الملقاة على عاتقنا ونقول نحن نشجب وندين لابد أن تكون هناك خطوات فعلية ودائما ما كنا نردد هذه الهتافات"كفاية شجب كفاية إدانة يا حكومات عربية جبانة".
ما طبيعة علاقة أمريكا بالإخوان المسلمين ؟
في 2008 قابل الدكتور محمد مرسي باراك أوباما الرئيس الأمريكي وقدم له كافة فروض الطاعة والولاء بحيث إذا سقط نظام مبارك فنحن ما زلنا متواجدين على الساحة وبالتالي طمع أوباما في الإخوان بعد وصولهم إلى الكرسي وبدأ يطالبهم بتطبيق مشروع توطين سيناء حيث طلب منه 750 كيلو من سيناء لتوطين عددًا من الفلسطينيين في سيناء، وأصبحت فلسطين غير المحتلة جاهزة لإسرائيل، وغيرها مما أكد أن الإخوان يعملون لصالح أمريكا كمشروع الصكوك وخصخصة ورهان مؤسسات الدولة كمشروع رهن قناة السويس، إذا العلاقة أصبحت وطيدة بين أوباما والإخوان لتوطيد مشروعات في مصر لصالح أمريكا وإسرائيل، فأمريكا تدعم النظام الاستبدادي الإرهابي لأنه يحقق مصلحتها الشخصية , والعلاقة متينة بين الإخوان وأمريكا وعبارة عن زواج كاثوليكي ليس بس أي انفصال .
كيف ترين وضع الجيش المصري حاليًا ؟
الجيش المصري قام بدوره وخضع لإرادة الملايين التي خرجت في 30 يونيو لاستكمال ثورتها، والجيش المصري انضم إلي إرادة شعب لأنه جيش وطني منذ محمد علي، فالجيش المصري الذي كونه محمد علي كان يتكون من مصريين وأجانب في بداية الأمر، وبعد ذلك أصبح الجيش مصريًا خالصًا ينتمي لتراب الوطن ويحميه ويحمي الشعب المصري ابن الفلاحين المصريين، فالجيش تعلم من خلال العسكرية ومن قوانينها أنه ما أتى إلا لحماية الشعب الوطن ولا يشغل باله بالرئيس الذي يحكم ولا النظام المتواجد، بالإضافة أنه ليس مستغربًا على الجيش الوطني أن ينضم إلى الشعب وأن يحمى هذه الثورة ويستكملها مع الشعب ويحافظ عليها من خلال الحرب القوية مع الارهاب
"هل تؤيدين من يقول أن الجيش أقحم نفسه في الحياة السياسية.. ؟
المرة الوحيدة التي أقحم فيها المجلس العسكري نفسه في الحياة السياسية عندما تحولت السلطة من مبارك إلى الجيش بعد تنحيه عن حكم مصر، وحكم العسكري بعدها لفترة انتقالية وكانت له أخطاء وايجابيات والكل سوف يحاكم من 25 يناير حتى الآن، وبعد ذلك قام المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى لرئيس منتخب، ولكن الوضع مختلف الآن، فالجيش لم يقحم نفسه في الحياة السياسية حاليًا، فقد نزل على إرادة الشعب والملايين التي نزلت في الشوارع، لأنه في الدستور والقانون والأعراف الجيش يحمي البلد من الغزو الخارجي ويحميها في الداخل إذاوقعت كارثة كأن يمنع أي اقتتال دموي ويمنع حرق البلاد، إذن هو يقوم حاليا بدوره لجيش يدافع عن أمن مصر داخليا وخارجيا، ,حيث أن خارطة الطريق سلمت السلطة لرئيس مدني وسيتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة يختار من خلالها رئيس جمهوريه مصر العربية القادم.
ما تعليقك علي هتاف " يسقط يسقط حكم العسكر "؟
أؤكد أن كلمة العسكر تطلق على الجيش المرتزقة القادمين من الخارج وليسوا أبناء الوطن وقد أطلقت على المماليك التي كانت تأتي من الخارج لأنهم ليسوا من أبناء الوطن، بالإضافة إلى أن رجال المجلس العسكري ليسوا في الحكم حاليًا ,ولابد أن يتخلص البعض من فوبيا حكم العسكر لمصر وكأن ثورة لم تكن، ويجب تدعيم الجيش في القضاء على الإرهاب واستكمال بناء خارطة الطريق.
متى ينتهي الدعم الأمريكي للإخوان في مصر ؟
لن ينتهي الدعم الأمريكي للإخوان المسلمين في مصر وسوف يستمر لآخر لحظة وآخر نَفَس، وحتى إذا انتهت هذه الجماعة فعليا من مصر وتم حلها بموجب القانون، لأن الجماعة الدعوية لا تشتغل بالسياسة وليس لها ميليشيات مصلحة وهذا ما فعلته جماعة الإخوان المسلمين وبالتالي سوف تحل بموجب القانون، وهنا سوف تحاول أمريكا أخذ هدنة وتغيير طريقتها وسوف يستمر دعمها محاولة عودة قوية مرة أخرى للإخوان لتنفيذ مشروعها، حتى لو فشل في دعم الإخوان لأن هناك رياح عاتية جاء بها الشعب المصري واقتلعت جذور جماعة الإخوان من مصر.
ما مستقبل الإخوان في مصر ؟
الشعب المصري كله مسلم، ويطالب بدستور مواطنة ويكون فيه الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع بمعنى أننا نعيش من قبل الإخوان عندما فتح مصر عمر ابن العاص الإسلام موجود والمسلمون موجودون، وليس معنى أن الإخوان فشلوا في الحكم نقول أن الإسلام فشل، فالإسلام باق ولن يسقط مع سقوط دولة الإخوان، الإسلام سيبقى بعدهم إلي يوم القيامة لأنه محمي من عند الله عز وجل وليس للإسلام واصياً عليه ولن تتحكم به أي جماعة، وعلى الأزهر ومناهج التعليم والإعلام والمؤسسات الثقافية أن تعيد مفهوم صحيح الدين الإسلامي الوسطي المعتدل الذي يقوم على التسامح وعلى الحق والعدل، لكن هذه الجماعة مصيرها إلى زوال .
ما العوائق التي تواجه خارطة الطريق ؟
الإخوان يحاولون بالتأكيد إعاقة مشروع خارطة الطريق لتدميره وبعدها يطلبون التدخل الأجنبي في مصر، وأن الاستقواء بالخارج خيانة وطنية من الدرجة الأولي واستدعاء حلف الناتو ودعوة مجلس الأمن للانعقاد كل ذلك يعد خيانة عظمي، ولابد أن نؤكد أن الشعب المصري بحسه الفطري ووعيه العظيم المتأصل فيه حارب هذه الضغوط وكان ومال زال أقوى من فصيل واحد.
ما وضع الدستور في المرحلة المقبلة وما المواد التي تحقق حقوق المواطن المصري ؟
بعد ثورة 30يونيو الشعب يريد دستور له مزيدًا من الحريات، دستورا للمواطنة وعدم التمييز على أساس الجنس أو الفكر العقيدة أو الدين أو الوضع الاجتماعي والطبقي، دستور فيه مادة واحدة لكل المصريين، هي أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، ولغير المسلمين شرائعهم يطبقونها عليهم من خلال دينهم وعقيدتهم، دستورًا لدولة مدنية حديثة دستورا تلتزم فيه الدولة بالعدالة الاجتماعية في كل الحقوق الاجتماعية المعيشية والاقتصادية للشعب المصري كحق الصحة والتعليم والسكن والوظيفة، دستور يحتوي على مزيد من الحريات ولا يصادر الصحف ويوازن بين السلطات الثلاث القضائية والتنفيذية والتشريعية ويعمل على استقلال السلطة القضائية، دستورا يعلى دولة القانون ومساواة الناس أمام القانون ويساوي بين المرأة والرجل في الحقوق السياسية الاجتماعية والثقافية وحق العمل دستورا يلتزم بحقوق الطفل والمرأة كما نصت عليها كل دساتير العالم.
هل يمكن أن تكون هناك مصالحة وطنية من أي نوع مع الإخوان المسلمين ؟
لا تصالح على الدم، وحرق الوطن وإشعال الحرائق وبين الوطن وتقويض مؤسسات الدولة، نحن في معركة حربية لنقضي على الإرهاب، كيف نحقق العدالة الانتقالية في المرحلة الخالية، الحكومة المصرية أنشأت وزيرًا للعدالة الانتقالية، أطالبه بتفعيل قانون العدالة الانتقالية، بموجب هذا القانون نقوم بحل الجماعات المسلحة التي عملت بالسياسة، وأيضًا نقوم بحل الأحزاب المنشأة على أساس ديني والتي حرضت على الفتنة والقتل وكل من أجرم في حق هذا الوطن يحاكم ويحاسب، ثم نتحدث عن المصالح بين أبناء الوطن الواحد، ولن نجلس مع أي تيار إسلامي سياسي له حزب ديني، ومن أراد أن يشتغل بالسياسة يقوم بإنشاء حزب سياسي له برنامج سياسي واضح ومحدد وبعيدُا عن خلط الدين بالسياسة، ولا ننسي شباب التيار الإسلامي الذين تم مسح عقولهم وتم المتاجرة بدينهم من أجل مصالح شخصيه لا علاقة لها بالشباب الطاهر البرئ، أقول لهم أهلا بكم في المجتمع مرة أخرى لتعودوا مع معرفة صحيح الدين ونبني معًا مصر، إنما لا تصالح ولا عقد صفقات ومبادرات مع مثل هذه الأحزاب قبل أن تُحل، ولا مانع من إقامة مثل هذه الأحزاب جماعات دعوي مثل جمعيه السنة والشريعة ولكن لابد أن تخضع لإشراف الأزهر عليها ويكون المسئول عنها، حتى لا نعطى لأحد أن يقوم بحشو عقول الشباب بأفكار دينيه متطرفة وخاطئة، على الأزهر الآن بمساعده الأزهر في أن يأخذ دوره في حماية هؤلاء الشباب من العقول المتطرفة المتشددة.
ما تعليقك علي بعض الأقوال التي تردد أن الحرب تتم حاليا علي الإسلام؟
الحرب الآن علي الإرهاب ومن يعتقد أنها تصفية حسابات فهو خاطئ تمامًا، فنحن لا نهاجم الإسلام أو المسلمين ولكن نحارب التطرف والتشدد والأعمال الإرهابية.
ما رأيك في شن الحرب علي جبهة الإنقاذ ووصفها بجبهة الخراب الوطني ؟
جبهة الإنقاذ تكونت ليله الإعلان الدستوري في 22 نوفمبر 2012، إذن هي تكونت ضد أخونة الدولة وتعتبر أوسع جبهة مدنية ضد أخونه الدولة والإعلان الدستوري الذي كان يهد دولة القانون ويعيد لنا ديكتاتورا بصلاحيات مطلقه ويهاجم كل مؤسسات الدولة، قامت ضد أخونه الدولة بشكل عام، وقامت جبهة الإنقاذ بدفع الشعب المصري في خلال العام القادم لمحاربة أخونة الدولة حتى وصلنا إلى 30 يونيو والتي كانت لجبهة الإنقاذ أثرا كبيرا في نزول الشعب المصري، بالرغم من أن لها سلبيات على مدار تأسيسها وهي أنها كانت في ذيل الشعب المصري، كانت بطيئة في اتخاذ القرارات، حيث إن الشعب كان يقرر وجبهة الإنقاذ تتأنى في اتخاذ القرارات، وبعض الخلافات الداخلية بسبب وجهات النظر الشخصية المتعارضة مع بعضها البعض، ولكن المحصلة النهائية والمنتج النهائي أنها وقفت مع الشعب المصري لتدفع إلى بر الأمان، ودورها لم ينته حاليا وإنما تنامى دورها في المرحلة الحالية حيث لم تتنه الفترة الانتقالية بعدما هدمت حكم الإخوان ولابد أن تساعد في بناء دوله مصر المدنية الديموقراطية الحديثة، فلابد أن تعمل علي مساندة خارطة الطريق من خلال الاهتمام بدستور يليق بمصر في الفترة القادمة، بالإضافة إلى الإنفاق على مرشح من الثورة لترشيحه رئيسًا للجمهورية حتى نتخلص من هذه المرحلة الانتقالية بأسرع وقت.
ما الفرق بين أخطاء النظام الحالي والسابق ؟
كانت هناك مؤسسات دولة من خلال نظام يحكم ويستبد ويسرق، لكن نظام الإخوان المسلمين عمل على هدم مؤسسات الدولة، بمعنى تدمير الجيش وأخونة الدولة والقضاء على مؤسسات الدولة واستخدام سياسة التمكين في كل مؤسسات الدولة لتحول نظام الدولة الحالي إلى دويلات صغيرة زاعمًا أنه سيعيد مشروع الخلافة السياسة في الوطن العربي، ومن المؤكد أن نظام الإخوان أدى إلى تهافت الدول الخارجية في التدخل في شئون مصر الداخلية وبدأت اجتماعات للتنظيم الدولي ثم أخر اجتماع كان في 18 أغسطس في إحدى القواعد الأمريكية بألمانيا في وجود النظام الإسرائيلي ودول أخرى مثل فرنسا انجلترا وأمريكا وحلف الناتو، لتناقش كيفية التدخل في شئون مصر عن طريق الإخوان، وهذا لأن مشروع الإخوان التقي مع مشروع عاملي لتقسيم الوطن العربي وإعادة تسميته باسم الشرق الأوسط الجديد، إذا هما وجهات لعمله واحدة لذا ارتبطت المصالح بين هذا التيار وهذا التنظيم الدولي العالمي بقيادة أمريكا وأوربا وإسرائيل وينفذ بأذرع الإخوان المسلمين في باقي الدول التي تكون على سدة الحكم كتركيا وقطر، فعندما احتموا في يوم 18 أغسطس وضعوا خطة لشل مصر خارجيا وداخليا، خارجيا عن طريق شل الاقتصاد المصري من خلال وقف المعونات بكل أنواعها، ومن ناحية أخري شق الجيش المصري وشل مصر من الداخل عن طريق أعمال إرهابية تصل إلى حد حرب أهلية، لأنها هي التي سوف تساعد على التدخل الدولي وذلك عن طريق حرق المنشآت والكنائس وخلق الفوضى الأمنية ودور الجماعات الإسلامية في الاغتيالات السياسية، ودور الجماعات الأخرى المتشددة المحسوبة على التيار الإسلامي ككل، وبذلك اكتملت الصورة للتدخل في الشئون المصرية.
مَن المستفيد مِن تفتيت وحدة الشعب المصري وشق الصف ؟
عندما أخفقت جماعة الإخوان في تقسيم مصر وبدأت تضعف تدريجيا نتيجة للقبض على كل قيادتها بسبب إحكام القبضة الأمنية على مصر حاليًا وفشل مخطط الإخوان في تسليم مصر لأمريكا والدول الأوربية، فأصبح السؤال ماذا نفعل بعد فشل الاعتماد على الإخوان في مصر، وخاصة أن مصر هي الدولة الوحيدة التي مازالت تحتفظ بكيانها وقوتها في المنطقة العربية، وهناك رسالة شهيرة أرسلها رئيس الوزراء الإسرائيلي في الخمسينات إلى رئيس المنظمة الصهيونية العالمية يخبره فيها بأن عظمة إسرائيل ليست في القنبلة النووية التي بصدد إنتاجها ولكن عظمتها في انهيار ثلاثة دول" العراق وسوريا ومصر"، بعدما انقسمت السودان إلى جنوب وشمال ودخل حلف الناتو إلي شمال إفريقيا تحت زعم التدخل في الثورة الليبية للقضاء على القذافي ولم يتبقي إلا الناحية الشرقية لمصر، ودائما ما كان يقال أن بوابه الأمن لمصر في المنطقة الشرقية تبدأ من بلاد الشام، ومن خلال تقسيم سوريا ثم احتلالها بعد ذلك، وبالتالي أصبحت مصر فريسة سهلة للقضاء عليها واحتلالها، سياسيه اتخذتها أمريكا عبر عشرات السنين لإعادة تقسيم الوطن العربي للخضوع إلى الهيمنة الاستعمارية واحتلال دول النفط العربية واحتلال مصر لأنها دولة محورية فيها مجرى مياه دولي "قناة السويس".
هل هناك شخص في مصر قادر علي قيادتها حاليا؟
معايير رئيس مصر القادم لا تنطبق على شخص موجود على الساحة الآن، فلابد أن يتصف رئيس مصر القادم مصري من طين مصري عاش لهذه الأرض عرف مشكلاتها له تاريخه النضالي وله تاريخه وأن يكون له مصداقية عند المصريين ورجل شريف، وأن يكون لديه إرادة سياسية مستقلة بحيث لا يخضع ولا يتبع في قراره أي قرار خارجي ويعيد لمصر الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وهذه الصفات لا تنطبق على أي رجل في مصر الآن قد يظهر ذلك الشخص بعد ذلك في الوقت المناسب.
ما رأيك في موقف الدول العربية الشقيقة ؟
لابد أن نشيد بموقف الدول العربية الشقيقة الرائع بجانب مصر في حربها على الإرهاب بموجب أن هناك مصلحة مشتركة بين هذه الدول، لأن ما يحدث في دولة من الدول العربية الضرر لا يعود على الدولة فقط وإنما يعود على الشعوب العربية جميعها، وبالأخص أن المقصود من كل هذه الحروب على دول الخليج هو موقع مصر الحيوي بين دول العالم ومنابع النفط في دول الخليج بحيث يقوم باستنزاف كل الثروات والقدرات الموجودة في الوطن العربي لتصبح الدول بعد ذلك ضعيفة ومفتتة ويمكن القضاء عليها بسهولة، ومن هنا وقفت بجانب الشعب المصري دول عظيمة كالسعودية والإمارات والبحرين والكويت والأردن لأن هذه الدول علمت أن هذا المخطط ليست المقصودة به مصر فقط وإنما الشعوب العربية أجمع، بينما دول أخرى ستعمل على تنفيذ المخطط لضرب سوريا كتركيا حيث بدأت تحركات من القاعدة الأمريكية في تركيا "انجرليك"، "وأزمير"، بالإضافة إلى تحريك القطع الأمريكية البحرية الأمريكية والإنجليزية والفرنسية الموجودة في البحر المتوسط، أمام هذا روسيا تحرك قواعدها البحرية معلنة الحرب على من يشن الحرب على سوريا، وإيران ودول كثيرة تدعم القضية السورية وضد العدوان عليها بأي شكل من الأشكال، والدول العربية أيضا من المفترض أن يكون لها موقفاً واضحاً تعلن فيها عداء من يعادي سوريا.
[wzslider autoplay="true" info="true" lightbox="true"]