كلٌ على ليلاه يبكى !!!
بقلم: ياسر الشيخ
كثر المتباكون على ليلى …. منذ اغتيال السادات الى عزل مرسى والجسد الوطنى يئن الماً مما اصابه فخلال ثلاثين عاما ظهر على جسد الوطن ترهلات وبدت اعراض طفح جلدى قريب الشبه بطفح الجدرى وأكد عدد من النابهين ان الوطن مقبل على بدايات مرض جراء اصابته بورم خبيث لم تحدد معالمه بعد ومن أعراض هذا الورم ظهور نتوءات وتقيحات فى اماكن عدة من الجسد الوطنى … ولم يحدد الورم بعد ولم ينتنبه احد الى الورم الخبيث المتوارى خلف الحجب……
ذهب مبارك وبقى الورم وبدأت الاعراض تبدوا للعيان الا ان الكثير أثر ألا ينظر إليها واشاح بوجهه شطر ليلاه ونسى ان المرض قد يصل اليه فالعدوى سريعة جدا لان التقيحات التى خرجت من الورم معديه جدا …هذه التقيحات المعدية اصابت الوطن بنوبة فقدان للتذكر والتفكير وحسن الاختياروالغفلة فكان ما كان من انتشار العدوى جراء هذا الورم السرطانى الخبيث…
وعلى إثر النجاح المشبوه والعلة المرضية العارضة التى اصابت الجسد الوطنى المصرى بتولى العميل رقم 13 حكم مصر فى هوجة غريبة المنطق ازداد الطفح على وجه مصر- بثور ونتوءات- جعلت الصورة المشرقة- لبلد الألف مئذنه والحضارة التى علمت الدنيا -قبيحة بعض الشئ وبدى على محياها الوهن والضعف وحالة من حالات التوهان وهذه الأعراض لن يطول علاجها لان الدواء متوفر لمثل هذه الحالات…ولكن هناك من لا يريدون العلاج الحاسم سريع المفعول لمثل هذه الحالات!!!!!
خلال تلك الفترة من عمر الجسدالمصرى المجيد الضارب فى عمق التاريخ ظهرت النتوءات والبثور .. وكنا فى حين ظهورها نبدى بعض العطف المشوب بالحزن لان هذه البثور ما كان لها ان تبدو للعين لولا حدوث احتقان فى الدم واضطراب نفسى شديد ولكنها حدثت ولابد من التعامل معها ..
من هذه البثور التى بدت على وجه الجسد المصرى – وهى من اخطر البثور – تقيح ناتج عن ورم خبيث لم يبدوا واضحا الا ليلة الثانى والعشرين من نوفمبر 2012 حيث انفجرت احدى الدمامل المتقيحة لتصيب الوطن بعدوى خطيرة جدا لم تقوى على علاجها الادوية بعد..حيث اعلن الورم السرطانى الإخوانى عن وجهه القبيح بنشر ميكروباته المتقيحة فى وجه الجميع ليطول الميكروب المعدى الجسد الوطنى من راسه الى اخمص قدميه..
منذ تلك الليلة المشئومة انتشرت الدمامل والبثور على الجسد الوطنى وفى عدة اماكن منه.. بثور أخوانية سرطانية كانت من قبل غير واضحة للعين المجردة ثم اعلنت عن نفسها وحجمها وطبيعة ميكروباتها وأنها بثور معدية بمجرد اللمس … ومع هذا الظهور للبثور السرطانية الاخوانية ظهر معها فى ليلة الثانى والعشرين من نوفمبر 2012 فريق طبى انقاذى حصن اعضائه اجسادهم بمضادات سريعة المفعول ضد هذه البثور المتقيحةالمعدية .. وشمر فريق الانقاذ عن ساعدية معلناً أنه وحده القادر على دحر هذه التقيحات والقضاء على الميكروب الذى انتشر فى جسد الوطن ما بين غمضة عين وانتباهتها .. على الرغم من ان فريق الانقاذ هذا ليس به عالم واحد من المهرة الحاذقين وان كل ما به هواه او محترفى الطب البلدى القديم الذى تعلموه من حلاق القرية مداوى المرضى!!!
الا انه قدم نفسه لنا انهم فريق انقاذى على أعلى مستوى من المهارة ولديهم الخطط العاجلة لانقاذ الوطن مما اصابه من جراء ظهور البثور المعدية المتقيحة من الورم السرطانى الاخوانى وانتشارها فى كل اجزاء الجسد الوطنى…
وصدقنا ان هؤلاء مهرة وانهم اهل لتلك المهمة التى تحتاج الى عقول مدربة واعية وقوة بدنية نشطة وفكر مستنير وقلوب تحمل بين حجراتها حب الوطن لا ليلاهم فقط… وتمدد الجسد الموهن الموجوع من شدة الميكروب السرطانى الاخوانى المتقيح تاركا الامر لهؤلاء المهرة -الانقاذيون – عسى ان يتم علاجه على ايديهم كما اعلنوا …
مرت اياماً طويلة وليال حالكة السواد على الجسد المريض ممدا على سرير متهالك فى عيادة لا تصلح للعلاج من ميكروب انفلونزا وليس ميكروب سرطانى اخوانى متقيح سريع العدوى… خلال ايام وليال والالم يعتصر الجسد الوطنى والورم تتسرب عدواه نحو مناطق عدة بالجسد والاطباء -المهرة -الانقاذيون غير عابئين بأهات الألم التى تقطع سكون الليل المظلم وترتد عبر الفضاء تنادى بارئها ان يخلصها من هذا الألم العضال … ينام المهرة الانقاذيون بعد سهراتهم التى يقضونها فى باحتهم وهم يقتسمون فيما بينهم النسب التى يستطيعون الحصول عليها من هذا الجسد الممدد بجوارهم يبكى حرقة الالم .. فمنهم من يريد الرأس ومنهم من يهوى الوسط ومنهم من يريد الاطراف – أحدهم يصرخ ليل نهار عبر الأقير انا اولى بالرأس حاكما فعلاجى لا مثيل له… ويغنى الآخر انا لى رئاسة الحكومة فأعالج كل التقيحات والاورام… ويرقص ثالث أنا الوزير الهمام الذى لا يشق لى غبار ساعالج كل الميكروبات ولن أترك بالجسد واحدة منها ….
بينما كان الجسد الوطنى بغرفته ممددا يعانى الوهن والألم كان الكل يستعد خارج الغرفة لاقامة الصوان الكبير لاستقبال المعزين والمجاملين .. من بائعى اجساد الاوطان فى اقرب سوق نخاسة ..وقف من اصابوا الجسد بالورم والعدوى الاخوانية يلوحون بأنهم يملكون المال الوفير والعدة والعتاد لاقامة اكبر صوان عزاء فى العالم يقام لميت .. وعلى الجانب الآخر الانقاذيون ينتحبون وايديهم ممتدة (صوان وكفن لله يا محسنين ) الجسد الوطنى فى غيبوبه شديدة ،العدوى اصابته باصابات بالغة ولم يستطع أحد علاجها .. وهم يعلمون انهم لم يتقدموا لعلاجه بل تركوه يتأوه الماً وجلسوا يتقاسمون اعضاء الجسد …
كانوا يتنحبون امام الاضواء .. تلتقط لهم الصور البراقة وهم يبكون ويصرخون حزنا على الجسد الوطنى المريض … ولكنهم كانواينتحبون ويبكون على اشياء أخرى ….
فكل على ليلاه يبكى !!
اما الراقد على سرير متهالك بغرفة خانقة يصرخ آلماً من توغل الميكروبات به من راسه الى اخمص قدمية فلا احد من المهرة الانقاذيون عابئ به على الاطلاق …
وبدون مقدمات وعلى حين غرة …..
انتفض الجسد الوطنى انتفاضة لا مثيل لها ليخرج مستنداً على ما تبقى به من قوة مختزلة به الى حين .
انتفض الجسد الوطنى ليعلن ان هؤلاء ليسوا اطباء ماهرون انقاذيون بل هم عاشقوا ليلى وليلى منهم براء..
انتفض الجسد الوطنى ليعلن لكل الاجساد الواهنة مثلة المصابة بميكروبات التقيح جراء الورم السرطانى الاخوانى انه لن يركن الى هذا الميكروب وسينتصر عليه بقوة ارادته لا بقوة انقاذيون لا يبغون سوى توزيع أعضاء الجسد على بعضهم البعض دون رحمة او شفقة بمريض يئن او جائع يتضور من جوع كافر…
حينما هب الجسد الوطنى بما يختزل من قوة بهت الذين اشاعوا ان هذا الجسد لن تقوم له قيامة بعدما اصابته العدوى من جراء الميكروب السرطانى الاخوانى المتقيح ..بهت الذين نافقوا .. بهت الذين كانوا بالامس يحتسون نخب توزيع اعضاء الجسد الوطنى على بعضهم البعض.. بهت الذين قالوا لن يشفى الا بعد حين ..
كان وقفة الجسد الوطنى سريعة وخاطفة كلاعب التنس الذى يرشق الكرة رشقة خاطفة لا ترد ولا تصد لمهارته فى التصويب ..
ياله من جسد وطنى عنود .. يهب واقفاً رغم ما به من عدوى شديدة الخطورة .. ياله من جسد وطنى لا يدع للمنافقين والدجالين موطئ قدم فى محيطه .. ياله من جسد وطنى قادر على احتمال المرض والوقوف على قدميه.. ليقول لمن قال انا انقاذ لك، انه انتهازى منافق لا يعنيه انقاذ وطن بقدر ما يعنيه ما يجنيه من وراء الوطن وبيع اعضاء الجسد لمن يدفع اكثر..
لم يستطع الورم السرطانى المتقيح الذى اصاب الجسد الوطنى من الثبات امام هبة الجسد من رقدته كما لم يبدوا الانقاذيون فى واجة المشهد حينما هب الجسد فلم يجد منهم احدا… الكل ولى شطرة حيث لا يعثر عليه وقد انحنت الرؤوس أمام الجسد الوطنى تقديرا واحتراما لهذه القوة المختزلة التى ظهر عليها رغم اصابته الشديدة بالميكروب السرطانى الاخوانى الانقاذى فكلاهما ورم خبيث سرطانى
اعلن الجسد الوطنى ان ليلى التى تتباكون عليها لم تعد تلك الفتاة التى تغض الطرف وتهوى الشعر والغزل.. وقف فى صلابة الجبال ليعلن للعالم ان ما اصابه من جراء العدوى الميكروبية الاخوانية والانقاذية سيكون علاجه منها بذاته لا بيد انقاذيون متطفلون منافقون ولا اخوان كاذبون فكلاهما وجهان لعملة واحدة اسمها الانتهازية والبيع لمن يدفع اكثر ولا يهمه هذا الجسد الوطنى …
انحنى الجميع أحتراماً وتقديراً فهذا الجسد ليس جسداً عادياً بل هو جسد أمة بأكملها أمتدت عبر قرون من التاريخ الإنسانى ولو انه اصيب بميكروب فالامة كلها ستصاب بالعدوى ولن يجدى معها علاج ..
من هنا كان لابد ان يتوقف المتباكون على ليلاهم .. يتوقفوا عن النحيب والصراخ ويراجعوا انفسهم عسى ان تلهمهم عقولهم الصواب بعدما بدت للعيون حقائقهم …ولكن من شب على شئ شاب عليه .. فحاملى الورم السرطانى الاخوانى شبوا على كراهية هذا الجسد الوطنى .. شبوا على هدمه لا اقامته واعمارة .. فهم اليوم أشد خطراً بما يحملونه من أورام خبيثة … وحاملى ميكروبات العدوى الانقاذيون لا يعرفون للعلاج طريقاً بل هم يتخبطون يصرخون ينتحبون على ليلى ولن تكون لهم ليلى لانها اقسمت الا ينال شرف القرب منها الا من احترم الجسد الوطنى احتراما الابن البارلامه وليس المتسلقون الذين لا يعنيهم سوى ملذاتهم وابراجهم العاجية التى سكنوها من بعد هوان وفقر مدقع..
توارى من توارى عن صدارة المشهد ..وهرب من هرب بعيداً خوفاً من غضبة الجسد الوطنى عليه ..وأمسكت اطراف الجسد الوطنى على من سولت له نفسه سوءا به ..
غير ان هناك نتوءات وتقيحات لم تندمل بعد والجسد الوطنى ما زال يعانى من تقيحاتها .. ولكنه يعلن ما بين الحين والآخر انها بثور غير ضاربة فى الجسد بقوة فلا خوف منها لانها سرعان ما تزول بفعل المطهرات التى يداوم عليها والتى يقوم بها مخلصون للجسد الوطنى عاشقون له متيمون بحبه يبكونه بحرقة ، يخافون عليه خوفا شديدا فلا يزور النوم اجفانهم الا قليلا .. وان غفوا قليلا كانوا كالذئاب تنام وعيناها وحواسها مستيقظة …
أعلن الجسد الوطنى أخيراً ان لا مكان لاورام سرطانية اخوانية او انقاذية او جبهة كذا اوكذا فكل ما شابه ذلك من المسميات لا طائل من ورائها ولا فائدة مرجوة منها للجسد الوطنى .. وانه برئ من كل هذا ولن يقبل بها بعد اليوم .. والمعنى الوحيد لهذا الاعلان الذى ادلى به الجسد الوطنى لا يدل الا على انه قد قارب من الشفاء وان فترة النقاهة التى هو بها الان لن تطول .. وان ما انتفض لاجل اجتثاثه لن يسمح بنموه مرة اخرى بين اعضائه ..
الاعلان اصاب الجميع فى مقتل فكل من تباكى على ليلاه بات اليوم يبكى حاله ، محاولا الاسترضاء والتذلل عسى ان يقبل فى حضرة الوطن ولكنه لا يعلم ان هذا الوطن لن ينسى لمن غدر او امتدت يده اليه بسوء ولن يفغر للمنافقين والدجالين والمشعوذين . نسى هؤلاء المتباكون على ليلاهم انهم اخطاوا خطيئتهم الكبرى ان جلسوا يتسامرون والوطن بجوار حاناتهم يئن من شدة الالم …
فما عادوا على ليلى يبكون بل صاروا اليوم على انفسهم يترحمون!!!!!