راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

كيفية استعداد السماء لقدوم رمضان

يستعد العالم الإسلامي لقرب قدوم شهر رمضان، وعير المسلمون عن فرحتهم بإرسال التهنئة بقرب قدوم الضيف الكريم، ويشير حديث صحيح رواه أبو هريرة إلى أن السماء تستعد لرمضان بأن تفتح فيها أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.

عن أبى هريرة رضي الله عنه :عن النبي – صلى الله عليه وسلم –قال: «إذا كان أَوَّلُ ليلة من شهر رمضان صُفِّدَتِ الشياطينُ وَمَرَدَةُ الجنِّ وَغُلِّقَتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ وَفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغْلَقْ منها بابٌ وَيُنَادِى مُنَاد ٍكلَّ ليلةٍ يا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ويا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وللهِ عُتَقَاءُ من النارِ وذلك كلَّ ليلةٍ".

وقال الحافظ بن حجر في شرحه للحديث في كتابة فتح الباري: «وَقَوْلُهُ صُفِّدَتْ أَيْ شُدَّتْ بِالْأَصْفَادِ؛ وَهِيَ الْأَغْلَالُ، وَهُوَ بِمَعْنَى سُلْسِلَتْ.. وفِي تَصْفِيد الشَّيَاطِين فِي رَمَضَان إِشَارَة إِلَى رَفْع عُذْر الْمُكَلِّف، كَأَنَّهُ يُقَالُ لَهُ: قَدْ كُفَّتْ الشَّيَاطِينُ عَنْك فَلَا تَعْتَلَّ بِهِمْ فِي تَرْكِ الطَّاعَةِ وَلَا فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ».

وأضاف ابن حجر أن «صُفِّدَتْ الشياطينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ» المردة جَمْعُ مَارِدٍ كَطَلَبَةِ وَجَهَلَةِ، وَهُوَ- أي المارد- الْمُتَجَرِّدُ لِلشَّرِّ، وَمِنْهُ الْأَمْرَدُ لِتَجَرُّدِهِ مِنْ الشَّعْرِ، وَهُوَ- أي العطفُ- تخْصِيصٌ بَعْد تَعْمِيمٍ، أَوْ عَطْفُ تَفْسِيرٍ وَبَيَانٍ كَالتَّتْمِيمِ، وَقِيلَ الْحِكْمَةُ فِي تَقْيِيدِ الشَّيَاطِينِ وَتَصْفِيدِهِمْ كَيْ لَا يُوَسْوِسُوا فِي الصَّائِمِينَ، وَأَمَارَةُ ذَلِكَ تَنَزُّهُ أَكْثَرِ الْمُنْهَمِكِينَ فِي الطُّغْيَانِ عَنْ الْمَعَاصِي وَرُجُوعِهِمْ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.» اهـ من تحفة الأحوذيّ بتصرف كثير.

وأوضح: «وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ» فيه إشارة إلى أن الأزمنة الشريفة والأمكنة اللطيفة لها تأثيرٌ في كثرة الطاعة وقلة المعصية، ويشهد به الحس والمشاهدة، لتغتنم الفرصة.

ولفت إلى أن قوله «وينادي مناد» أي ببيان المقال من عند الملك المتعال «يا باغي الخير» أي يا طالب العمل والثواب «أقبل» أي إلى اللهِ وطاعتِه بزيادة الاجتهاد في عبادته وهو أمرٌ من الإقبال، أي تعال فإن هذا أوانُك؛ فإنك تُعطَى الثوابُ الجزيل بالعمل القليل، أو معناه: يا طالب الخير الُمعرِض عنا وعن طاعتنا أقبل إلينا وعلى عبادتنا، فإن الخير كله تحت قُدرتنا وإرادتنا،

وتابع: «ويا باغي الشر» أي يا مُريد المعصية أي أمسكْ عن المعاصي، وارجع إلى الله تعالى؛ فهذا أوان قبول التوبة وزمان الاستعداد للمغفرة، ولعلَّ طاعةَ المطيعين وتوبة المذنبين ورجوعَ المقصرين في رمضان من أثرِ النداءين، ونتيجةِ إقبال الله تعالى على الطالبين، وقوله «ولله عتقاء» أي كثيرون.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register