راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

كيف نقضى على ظاهرة "الباراشوت"؟!

بقلم: محمد سمير

تسعى الإدارة فى أى مؤسسة إلى تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية، وذلك من خلال استثمار جهود العاملين فيها، الذين يعدون الحلقة الأولى والأهم فى تحقيق تلك الأهداف.

 

و تبرز مهارة الإدارة من خلال نسبة نجاحها فى توظيف قدرات العاملين لإخراج كل ما لديهم لصالح تطوير المؤسسة، وذلك من خلال تعزيز الولاء التنظيمى، الذى يتحقق بتطبيق العدالة التنظيمية بجميع أبعادها ومبادئها داخل بيئة العمل.

 

لذلك تعد العدالة التنظيمية هى أهم مكونات الهيكل الإجتماعى والنفسى للمؤسسات، لأن عدم توافرها يترتب عليه اتباع العاملين لسلوكيات ضارة بالمؤسسة.

 

ولتوضيح الصورة أكثر أرجو أن تتخيل أن تقضى كل حياتك المهنية مؤديًا لعملك على أكمل وجه بمنتهى التميز والإتقان حتى أصبحت قدوة ومثلاً يحتذى لجميع مرؤوسيك، مضحيًا خلال مسيرتك العملية الطويلة هذه بالكثير من مباهج الحياة التى يتمتع بها أقرانك، لأنك خصصت معظم وقتك وجهدك لعملك فى سبيل أن تبلغ فيه أعلى المراتب والدرجات، وفى الوقت الذى تتأهب فيه لتولى المنصب الذى طال انتظارك له كنتيجة حتمية لثمار نبوغك وتفوقك التى زرعتها ورويتها بجديتك وعرقك طوال سنوات عملك، تتفاجأ أنت ومرؤوسوك بتعيين شخص آخر مكانك لا يستحق هذا المنصب بجميع المعايير لمجرد علاقته الطيبة بالمسؤول عن التعيينات فى محل عملك، وهو ما يعرف فى المجتمع بظاهرة «الباراشوت»، أى أن يهبط على المنصب من لا يستحق لمجرد أنه يعرف «من أين تؤكل الكتف».

 

ومناسبة هذا الكلام أنه ورد لى مع الأسف خلال الفترة الأخيرة شكاوى عديدة تتعلق بعدم تحقيق العدالة التنظيمية لأفراد يتمتعون بالكفاءة الحقيقية فى مجالات عديدة، وهو ما يصيبهم بالطبع باحباط شديد، وهو ما يستوجب من جهات الإختصاص فى الدولة أن تنتبه إلى المشاكل التى تنتج عن ظاهرة «الباراشوت» والتى تكون بكل تأكيد متعددة وذات أثار سلبية جسيمة، وأقلها على الإطلاق هو انخفاض الروح المعنوية لدى العاملين، وتراجع دافع وحافز العمل لديهم مما يعود على المؤسسات بنتائج غير مرضية نحن فى غنى عنها.

 

فى بلاد غير بلادنا تجاوزوا هذه الظاهرة البغيضة منذ عقود مضت، فأصبحت المعايير العادلة هى السائدة ولا شىء سواها، فأبدعوا وتقدموا وكافأهم الله بالمكانة التى يستحقونها.

 

أدعو الله جل وعلا أن يلهم مسئولينا السبيل، وأن ينير لهم الطريق الذى يجعلهم قادرين على القضاء على هذه الآفة، التى لا يمكن أبدًا -إذا استمرت- أن نحقق ما نرجوه لبلادنا الغالية.

نقلاً عن فيتو

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register