كيف يؤثر تغير المناخ على الحياة فى مصر؟.. تقرير
"حار جاف صيفًا.. دافئ ممطر شتاء".. بهذه العبارة تربت أجيال من المصريين على توصيف مناخ مصر فى المناهج الدراسية لعقود كثيرة، ولكن الأمر اختلف اليوم وأصبح وصف مناخ مصر بهذه العبارة ينظر له كثيرون باعتباره خطأ علميا بسبب التغيرات المناخية التى شهدتها مصر ودول العالم مؤخرا.
طقس مصر فى السنوات الأخيرة أصبح شديد الحرارة صيفا، وشديد البرودة شتا، ولكن من الصعب اعتبار هذه التوصيف نتيجة عملية، حيث يعكف عدد من علماء المناخ في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، على دراسة مناخ مصر خلال الخمسين عاما الماضية؛ للوقوف على أوقات التغيرات وهل المناخ تغير بشكل كامل أم لا؟، وفي حال ثبت حدوث تغير في المناخ، سيجري مخاطبة وزارة التربية والتعليم لتغيير المنهج على الفور- وفقا لتصريحات الدكتور أحمد عبد العال رئيس الهيئة.
علماء الأرصاد سيدرسون سرعة واتجاه الرياح والحرارة والرطوبة لمعرفة ما سيؤل إليه مناخ مصر.
وتعد مصر واحدة من أكثر الدول تأثراً بالآثار السلبية الناتجة عن التغير المناخي، وتتلخص هذه الأضرار في ارتفاع مستوى سطح البحر، والفقر المائي، وتدهور الصحة العامة والأنظمة البيئية مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية تقدر بالمليارات ويؤثر أيضاً بأمنها الغدائي.
وأرجع أحمد عبد العال، أسباب التغييرات المناخية، إلى الإستخدام المفرط للبترول ومشتقاته والفحم مشتقاته الذى حدث في أعقاب الثورة الصناعية، ما تسبب فى عمل غطاء من الملوثات حول الكرة الأرضية، هذا الغطاء عندما تصطدم به الأشعة الضارة تعود مرة أخرى إلى الأرض، لذلك سمي غازات الاحتباس الحراري، لأنها حبست الحرارة داخل الأرض، بالتالي بدأت تسخن الأرض وكلما سخنت الأرض كلما حدث تغير مناخي، ويختلف هذا التغير من بلد إلى آخر من حيث الجفاف والحرارة والرطوبة والفيضانات.
ومن جانبه حذر الدكتور ماهر عزيز عصو مجلس الطاقة العالمي، من عدة أخطار قد تتعرض لها مثر فى حالة تفاقم مشكلة التغيرات المناخية، ومن ضمن هذه الأخطاء، نقص إرادات مياه النيل نتيجة تحرك حزام المطر، وتنامى معدلات التصحر، وظهور أنواع جديدة من الحشرات والأفات، والتأثير على الشعاب المرجانية والسواحل، وغرق أجزاء من الدلتا.
وبدوره قال الدكتور محمد فهيم المدير التنفيذى لمركز معلومات تغير المناخ، إن الموقع الجغرافي لمصر يؤهلها لتكون أكثر المناطق تأثرا بظاهرة تغير المناخ، موضحا أن البلاد تشهد تقلبات جوية حادة فى توقيتات لم تعهد المنطقة وجودها، ومن ضمن هذه التقلبات موجة حارة فى فبراير وأمطارا فى مايو.
وأوضح أن المناخ المعتدل الذى كانت تتميز به مصر، سيكون الصيف شديد الحرارة، والشتاء متقلبا من شديد البرودة إلى شديد الحرارة، إلى وجود عواصف ورعد وبرق وغيرها، مؤكدا أن قطاع الزراعة سيكون أكثر القطاعات المصرية تأثرا بكون الأكثر ضعفا.
وكان رئيس مجلس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب أصدر قرارا حمل رقم 1912 لسنة 2015 بتشكيل المجلس الوطنى للتغيرات المناخية برئاسة وزير البيئة وعضوية ممثلى معظم الوزارات والهيئات المعنية بالتغيرات المناخية، من أجل العمل على صياغة وتحديث استراتيجية وطنية شاملة لتغير المناخ، ورسم الخطط الوطنية الخاصة به مع إدراج مخصصات مالية سنوية متزايدة تدريجيا فى الموازنة العامة للدولة داخل كل وزارة معنية لمشروعات التكيف مع آثار تغير المناخ وكذلك التخفيف من الانبعاثات.
ولخطورة الظاهرة أنشأت وزارة الموارد المائية مركزا للتنبؤ بالأرصاد الجوية والتغيرات المناخية، كما أنشأت وزارة الزراعة مركزا لمعلومات تغير المناخ، وأنشأت أكاديمية البحث العلمى والعلوم والتكنولوجيا لجنة للتغيرات المناخية، ووزارة البيئة أنشأت معهدا للتغيرات المناخية، ومعهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية أنشأ مركزين: واحدا للتغيرات المناخية والثانى للاستشعار عن بعد والحد من المخاطر، وكذلك الأكاديمية العربية للنقل البحرى مع هيئة الأرصاد الجوية أنشأتا مركزا للتغيرات المناخية.