راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

كُلُّكُمْ رَاعٍ!

بقلم: العميد محمد سمير

 

 

طلبت إحدي المعلمات من تلاميذ فصلها أن يقوم كل منهم بكتابة موضوع عنوانه «لو لم تكن إنسانًا، فماذا تتمنى أن تكون؟».

وعلي الفور لمحت المعلمة نظرات الحماس واللهفة في أعين الطلاب جميعاً، ولكن هناك نظرة واحدة مختلفة لفتت انتباهها، وهي نظرة طالب يدعي "آدم" يجلس في الصف الأول أمامها مباشرة، حيث أن نظرته كانت تحمل معاني كثيرة بين الحماس واللمعان مع مسحة من الحزن والألم واضحة، حاولت المعلمة أن تتجاهل هذه النظرة بشكل مؤقت ولكنها قررت أن تقرأ موضوعه باهتمام شديد للتعرف علي سبب هذه اللمحة من الحزن والأسي .

إتفقت المعلمة مع الطلاب علي كتابة الموضوع وإحضار الأوراق لها في اليوم التالي لقراءتها، وبالفعل بدأ الجميع في كتابة الموضوعات، وفي اليوم التالي قام الجميع بتسليم الأوراق للمعلمة التي أخذت تقرأها وتناقشهم فيها، فهناك من تمني أن يكون أسداً قوياً شجاعاً، وهناك من تمني أن يصبح نسراً يستطيع التحليق والطيران في عنان السماء، وهناك من تمني أن يصبح فهداً لأنه الأسرع بين الحيوانات، وهناك من تمني لو يصبح شمساً تضئ هذا الكون، وهناك من تمنت لو تصبح فراشة جميلة ألوانها رائعة وأجنحتها مميزة .

وجاء دور ورقة آدم، قرأتها المعلمة باهتمام شديد ولم تناقشها أمام جميع الطلاب حيث خافت أن يسخروا منه،وطلبت من آدم ان يظل معها قليلاً بعد انتهاء الحصة حتي تناقشه في ورقته وموضوعه علي انفراد، حيث كانت أمنية هذا الطفل أن يكون هاتفاً محمولاً، سألته المعلمة بدهشة : لماذا تتمني هذه الأمنية الغريبة ؟ نظر الطفل إلي الأرض وأجابها : إن أبي وأمي يحبان هواتفهما المحمولة بشدة، فهما لا يتركانها ليلاً أو نهاراً، ومشغولان بهما طوال اليوم لدرجة أنهما لا يشعران بوجودي وشدة احتياجي لهما، فبمجرد أن يعود والدي من العمل يمسك هاتفه ولا ينزله من يديه إلا علي موعد النوم، وكذلك تفعل أمي، وكلما حاولت الحديث معهما يطلبان مني الصمت والهدوء، إنى أحسد هذا الهاتف المحمول الذى يحظى بنصيب أكثر منى بكثير من إهتمام أبى وأمى ولذا تمنيت أن أكون هاتفاً محمولاً .

نزلت دموع المعلمة وهي تستمع إلي هذه الكلمات المؤثرة من الطفل، وبمجرد أن ذهبت إلي منزلها كتبت رسالة إلي جميع أصدقائها علي حساباتها علي مواقع التواصل الاجتماعي وهي تعلم أن جميع أولياء الأمور يتابعونها ويرون ما تكتب، وكانت الرسالة كالتالي :

«أفيقوا يا كل أب وكل أم.. إن أولادكم هم قرة أعينكم، فامنحوهم ما يستحقونه من الاحتواء، والاهتمام، والرعاية.. واستمعوا إليهم لأنهم استثماركم الأعظم، وأذكركم بقول رسولنا الكريم:

"كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".

نقلا عن فيتو

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register