لا تغمض عينك ..وكأنك لا ترى !
بقلم : خالد مصطفى:
تعلمنا دائما ونردد جميعا قول " الحق أحق أن يتبع " ولكن الأجمل لو طبقنا تلك المقولة على أرض الواقع وأعلينا به الضمير الأخلاقي فى أوقات الأزمة على الضمير المهني والذي لا يعنى تغيبه مطلقا.
مصر الآن بين مطرقة الغاضبين من أنصار الرئيس محمد مرسى وبين سندان حكومة الببلاوى وقائد القوات المسلحة الفريق عبدالفتاح السيسى .
لعبه تجرى على الأرض فى ملعب أصبحت أرضيته لا تصلح للعب بسبب سوء النفوس وكرة اللاعبين لبعضهم البعض ..فريق يرى نفسه بالثوب الأبيض الملائكي ويرى أنه ينكل به ويرى أنه حامى حمى الإسلام فى أرض مصر والحقيقة عكس ذلك وفريق آخر يرى نفسه متشبثا بالوطنية ومالك صكوكها يمنحها لمن يشاء أو اتفق معه فى الرآى أما من يختلف فذنبه على جنبه وله ما يحلو من الكذب والافتراءات والتشويه بأبواق إعلامية نست كل المعايير المهنية وارتضت التضليل أو بمعنى أصح التطبيل لمن هم يديرون البلاد .
متى تنتهي المباراة سؤال حيّر كل المصريين البسطاء الذين سئموا الجلوس على مقاعد المتفرجين لمشاهدة التطاحن عبر الشاشات خلال عامين ونصف وعندما نزلوا الملعب كسروا قائمين ظنوا أنهم لن يكسروا مزقوا شباك مبارك وها هو سيعود رغم بقاء بعض القضايا عليه ومزقوا شباك مرسى والذي سيتم محاكمته قريبا ورغم ذلك كانت الصدمة لهم بتدهور الأمور وانقطاع أرزاقهم فكل ما يهمهم فى المباراة هو المشاهدة فى جو آمن وتناول وجبة غذاء متكاملة وبأقل سعر من النفقات وقد تكون الفاكهة حاضرة عند البعض أو غائبة عند البعض الآخر.
أما طرفا المباراة أنصار مرسى وفريق السيسى وحكومته فبينهم شد وجذب بين عمليات لاغتيال جنود مصر تحت مسمى الإرهاب وبين مقتل الكثيرين من أنصار المعزول برصاص القناصات سواء كانت قناصات الجيش حسبما يدعوا أو قناصات بلطجية فوجب على الدولة معرفتهم وكشفهم وتقديمهم للحساب .
مباراة تحولت لبحور من الدماء وكل فريق أصبح يسعى لتضميد الجراح والتبرير للقتل والحرق والخاسر أناس لا ذنب لهم ودور عبادة تحرق ولا دخل لها بهذه المباراة .
أمهات ثكلى يناجين الحكم ويتضرعون إليه ليرحم أبناءهم الذين فقدوا وأن يحقن دماء كل مصري آخر لم تسل دمه فى تلك المباراة التي كانت خسائر الأرواح كبيرة فى وقت يبرر البعض القتل تحت مسميات زائفة ويطلق آخرين أحكام معممة التي يشوبها الظلم .
قرار الحكم الآخر من طرف الحكومة بفرض الإقصاء وشن الاعتقالات لن يجدي طالما هناك مظلومين سيكونون ضحايا أما من أخطأ فلابد من عقابه بينما الطرف الآخر يعلى صوت العند الذي لن يكبده سوى مزيداً من الضحايا الذين ستستقبلهم المعتقلات .
قليل من العقل أيها الفريقان تبرئة للمظلومين والابتعاد عن التنكيل ومعاقبة المخطئ وإلغاء فكرة الإقصاء كلها أمور قد تسهل فى الحل وقد تساعد فى استكمال المباراة بروح جديدة من المحبة والود وطيّ صفحة الماضي المرير والأحداث التي كانت الدماء أكبر نتائجها .
وشهادتي الأخيرة أمام الله ليس كل تابع لأنصار مرسى إرهابي فهناك من أخطأوا ولابد من معاقبتهم بقدر أخطائهم وهناك أبرياء لابد من تبرئتهم ورد اعتبارهم ومحاسبة كل قتل من فقدناهم ..كما أن قتل الجنود سواء من الشرطة أو الجيش هو جرم وإرهاب ولابد من محاربة هؤلاء ومحاسبتهم أشد حساب ..ونهاية الدم المصري كله حرام ..رحمه الله على كل من قتل فى تلك المواجهات ..وعزائي لأسر الضحايا ..وأسال الله أن يلهمني الصواب وأن يبعدني عن الباطل وتذكروا أن مصر أمانة فى رقابنا جميعا .