لماذا تهتم مصر بتقوية علاقتها الخارجية إلى هذا الحد؟

وكالات
حققت القيادة المصرية، انجازات واضحة وكبيرة في مجال العلاقات الخارجية، مع دول العالم المختلفة، بداية من الصين وروسيا في الشرق، وصولاً إلى الولايات المتحدة وكندا في الغرب، ورصدت وكالات الأنباء العالمية، ثمار التوسع في العلاقات، التي قامت بها مصر في الاونة الاخيرة.
يعتقد الخبراء الصينيون أن مصر تتمتع بنفوذ متزايد في منطقة الشرق الأوسط والعالم على حد سواء بعدما تشهد الاستقرار والنمو باستمرار في الداخل بفضل الإجراءات العملية والمرنة لسلطات السيسي.
وبحسب أول تقرير سنوي صيني حول وضع الدول العربية للعام 2016 يجمع بين آراء نخبة من الأكاديميين المحليين في شؤون الدول العربية والشرق الأوسط ، يرى بعض الخبراء أن السلطات المصرية زادت من نفوذ مصر على الساحتين الإقليمية والدولية وسط الظروف الشائكة.
الدبلوماسية المتوازنة حققت نتيجة ايجابية:
في ظل العلاقات الدولية المعقدة، تبنت إدارة السيسي دبلوماسية مرنة أكثر تجاه القوى الكبرى مفادها تعزيز الترابط مع روسيا وطمأنة الولايات المتحدة والاقتراب من أوروبا، بحسب الخبراء.
وأعارت السلطات المصرية الحالية اهتماما كبيرا لتعزيز الترابط مع روسيا حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بثلاث زيارات إلى روسيا منذ تولي مهام منصبه وتوصل الجانبان إلى توافق واسع لتعزيز التعاون في مجالات عديدة مثل الطاقة والاستثمار والمجال العسكري.
وحققت سياسات مصر تجاه روسيا نتيجة ايجابية مزدوجة حيث هرعت الولايات المتحدة في تحسين العلاقات المتجمدة نسبيا بينها وبين مصر. ومن ثم أعرب الرئيس السيسي عن نية تطوير العلاقات الثنائية وهو ما كان له رد فعل ايجابي من نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
أما فيما يتعلق بأوروبا، فقام السيسي بزيارات مكوكية إلى الدول الأوروبية وتم توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية وتجارية بما خفف من شدة الخلافات بينهما.
وقال الخبراء إن الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا تتعامل مع سلطات السيسي كقوة هامة للمحافظة على الاستقرار الإقليمي خاصة في ظل أزمة اللاجئين وسرعة نمو الإرهاب . وبدورها، استغلت السلطات المصرية الفرصة لتطوير علاقاتها مع القوى الكبرى في دائرة إدراكها الدقيق لمراد القوى الكبرى بينما نجحت في تجنب السقوط في نزاعات بين هذه القوى ليوسع مجال الأعمال الدبلوماسية لمصر.
لعب دور أكبر في المنطقة:
قال الخبراء إن مصر لا تزال قوة رئيسية في المنطقة بالرغم من تقلبات الأوضاع في الدولة خلال السنوات الأخيرة.
وتابعوا أن الرئيس السيسي بادر إلى تنفيذ سياسات إعادة التوازن الدبلوماسي والانفتاح الشامل لاستعادة مكانة مصر في إفريقيا والشرق الأوسط بشكل حقق نتائج ملحوظة.
وجنى الرئيس السيسي ثمارا وافرة بشأن تحسين العلاقات المصرية الإفريقية حيث استأنف الاتحاد الإفريقي عضوية مصر في عام 2014. ثم حصلت مصر على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي بفضل مساعدة الاتحاد الإفريقي.
فيما يخص النزاعات على مياه نهر النيل، سعت سلطات السيسي إلى فض الخلافات من خلال الحوار مع الدول الأفريقية المعنية وخطت بخطوة ايجابية في هذا الأمر.
وعلى الضفة الأخرى ، شاركت مصر بنشاط في شؤون الشرق الأوسط . فعلى سبيل المثال، طرحت مصر مبادئ هامة سعيا وراء حل سياسي للأزمة السورية بينما تحركت بنشاط أكبر لتعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا واليمن.
وعلى صعيد متصل، عززت مصر الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين حيث أسهمت في إخماد فتيل الأزمة بين الجانبين في عام 2014 بينما قام وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارة إلى القدس في مساعي دفع مفاوضات السلام الفلسطينية والإسرائيلية .
في الوقت الذي حصدت فيه مصر ثمارا وافرة على الساحتين الدولية والإقليمية ، سجلت تغيرات ايجابية في شتى النواحي بالداخل.
الوضع السياسي ينمو نحو استقرار أكبر:
خرجت مصر من الاضطرابات تدريجيا ليعود الوضع السياسي إلى مسار الاستقرار خاصة بالمقارنة مع ليبيا وسوريا. وفي العام 2016، تم تشكيل برلمان جديد بما يرمز إلى تحقيق انتقال سياسي كامل في مصر.
وأشار الخبراء إلى أنه وعلى الرغم من وجود حالة عدم اليقين في المجتمع المصري حيث تقع أحداث الشغب من حين لآخر في مصر، بيد أنه لا تمثل تيارا رئيسيا للمجتمع المحلي ولا يغير في الاتجاه المجتمعي بشكل عام.