راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

لن نلدغ من جحر الأفعى مرتين …

 

بقلم : حمدى مرسى المحامى ..

عضو المكتب السياسى وأمين عام محافظة الإسكندرية .

الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى وعضو مجلس الشعب الأسبق.

فى 25 يناير 2011 خرج آلالاف من شباب شعب مصر مطالبين بمطالب إصلاحية تركزت فى رفض توريث رئاسة الجمهورية إلى جمال مبارك وحل مجلس الشعب الذى جاء نتيجة أسوأ  انتخابات برلمانية فى تاريخ مصر استخدمت فيها كل أساليب التزوير وتزييف ارادة الناخبين …واستعادة كرامة المواطن المصرى التى أهدرتها أساليب البطش والاستبداد التى كانت الشرطة المصرية تتبعها فى التعامل مع المواطنين الشرفاء ..والحد من توحش المجموعة الحاكمة من رجال الأعمال الذين جمعوا فى أيديهم السلطة والثروة فاستشرى الفساد والاستبداد واختل ميزان العدالة الاجتماعية ولذلك كان شعار تحرك يوم 25 يناير يرفع شعارا إصلاحيا هو عيش حرية كرامة عدالة اجتماعية أوجزه شعار عبقرى فى كلمة واحدة "كفاية ".

كفاية لحكم الأسرة التى أرادت أن تورث حكم مصر لابن الرئيس رغما عن إرادة الشعب .

كفاية لظلم الشرطة المصرية واستبدادها وإهدارها لكرامة المواطنين الشرفاء .

كفاية لنهب العصابة الحاكمة لثروات الأمة وسرقة ناتج جهدها وعرقها وفساد حكامها وجهازها الإدارى الذى بلغ مدى غير مسبوق فى تاريخ مصر .

كفاية لحكم عصابة فاشلة جاهلة احترفت تزوير ارادة الأمة وفرطت فى استقلال إرادتها وخضعت للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية ضد مصالح الوطن وكان رد فعل السلطة الحاكمة غبيا ومتعجرفا فاستهانت بهذا التحرك الشعبى ورفضت أى تنازل واستجابة لأى من مطالبة المشروعة .

وواجهت تحرك الشباب بالعنف المفرط الذى أدى إلى سقوط الشهداء من شباب الأمة ولم تدرك حجم مخزون الغضب والثورة الذى تراكم فى نفوس ووجدان جميع طبقات الشعب المصرى وأن تحرك الشباب فى 25 يناير ما هو إلا الشرارة الأولى لثورة شعبية عارمة غير مسبوقة فى تاريخ مصر انطلقت من جميع الأعمار وطبقات المجتمع لتعلن عن مخزون الغضب والثورة المتراكم فى وجدان الشعب قد انفجر وأن حقة الثورة الوطنية الديمقراطية قد  انطلقت وأن الإصلاح قد ولى ولم يعد معبراً عن آمال ومطالب الشعب .

وأن النظام الذى تحدى ارادته بالعنف واستخدام السلاح قد فقد شرعيته ولابد من إسقاطه وأنه قد حان أوان التغيير الكيفى فى المجتمع وتحقيق آمال الشعب فى حكم ديموقراطى حقيقى يحمى الاستقلال الوطنى وحرية الإرادة الوطنية ويحمى حقوق المواطن والمساواه لكل المصريين ويصون كرامتهم ويضمن لهم العيش الكريم والعدالة الاجتماعية ومن ثم فقد حسمت جماهير الشعب أمرها وكان شعارها الشعب يريد إسقاط النظام …الشعب والجيش يد واحدة .. وعلى النظام بكامل رجاله ومؤسساته أن يرحل .

وكما عجزت السلطة الحاكمة أن تدرك عمق الثورة وقوة التحرك الشعبى العارم فقد عجزت أيضا القيادات السياسية والحزبية المتصدرة للمشهد السياسى عن أن تدرك أن التحرك الشعبى قد تحول من مطالب اصلاحية إلى ثورة شعبية عارمة تريد تغييرا جذريا فى المجتمع ولن ترضى عنه بديلا الامر الذى لم تكن تلك القيادات مدركة له ولا مؤهلة لقيادته لأسباب كثيرة .

ومن ثم حدث الخلل والانفصام بين القيادات السياسية الاصلاحية والقوى الثورية الأمر الذى مكن عصابة الإخوان المسلمين بدعم ومساندة أمريكية واسرائيلية من اقتناص الحكم والسيطرة على مؤسساته بالتزييف والخداع والتضليل وانحياز جزء من هذه القيادات السياسية والحزبية وبعض عناصر المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتسليمهم مقاليد حكم البلاد رغم أن الثوار لم يرفعوا يوما أى شعار إسلامى ولم يطالبوا أبدا بتطبيق  الحكم الإسلامى كما يدعون .

إلا أن جذوة الثورة لم تنطفئ ولم يستسلم شعب مصر وطلائعه الثورية والحقيقية للانتكاسة المؤقتة وظل المد الثورى متقدا ومتصاعدا وانضمت إلى الحركة الشعبية الرافضة لحكم عصابة الإخوان ملايين أخرى من شعب مصر لم تشارك فى ثورة 25 يناير بل وربما كان بعضها رافضا لها وكان أسوأ آداء الحكم الإخوانى وفشله فى تحقيق أى من مطالب وطموحات الشعب المصرى بل وانكشافه كأداة منفذة للإملاءات الأمريكية عاملا رئيسيا فى رجوع الملايين من شعب مصر عن انخداعهم وتعاطفهم مع هذه العصابة ومن ثم فقد عزلهم الشعب وأعادهم إلى حجمهم الطبيعى بضع عشرات آلاف من مغيبى العقول المضللين الذين تربوا على السمع والطاعة لقياداتهم وترتبط حياتهم ومعيشتهم بالجماعة التى توفر لهم العمل والرعاية وتوفير متطلبات الحياة .

وبعد أن اكتمل الوعى الشعبى بحقيقة هذه العصابة وأنهم ليسوا جماعة سياسية أنما هم عصابة فاشية ترتدى عباءة الدين كذابون ومخادعون لم يصدقوا فى قول أو يحافظوا على عهد .. زيفوا إرادة الشعب واحترفوا تزوير الانتخابات متآمرون قتلوا جنودنا فى رفح لتبرير وتمرير مخططهم فى الإطاحة بالمشير طنطاوى وسامى عنان وبعض قيادات الجيش والمخابرات العامة والداخلية التى لا تدين لهم بالولاء وأباحوا دم جنودنا فى سيناء فترة حكمهم كانوا أكثر فسادا واستبدادا  فى حكمهم وقتلوا وسجنوا أعز أبنائنا من شباب الثورة الاطهار أهدروا الدستور ولم يحترموا القانون ومؤسسات الدولة .

خانوا الوطن بخضوعهم للامتلاءات الأمريكية الإسرائيلية وتنفيذهم المخطط الامريكى لإثارة الفوضى الخلاقة فى المنطقة وتحويل الصراع الى صراع طائفى سنى شيعى أو إسلامى مسيحى بدل من الصراع الوطنى ضد الهيمنة الامريكية والاحتلال الصهيونى الإسرائيلى .

واندلعت الموجة الثانية من موجات الثورة فى 30 يونيو بعد وصول أزمة الحكم الى قمتها تعبيرا عن رفض الغالبية الساحقة من شعب مصر لاستمرار حكم هذه العصابة وعجزها وفشلها ورفضها الاستجابة لمطالب الشعب .

وكانت هذه الموجة أكثر اتساعا وشمولا لملاين المواطنين الذين لم يشاركوا فى 25 يناير وشارك رجال الشرطة وعائلاتهم الذين كانوا معادين فى أغلبهم لثورة 25 يناير وكذلك الغالبية الساحقة من رجال القوات المسلحة العامليين والمتقاعدين واسرهم وكل عناصر وقوى الدولة العميقة من موظفى الدولة ورجالها فكانت الموجة ثورية عارمة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ البشرية عددا ونضجا ووعيا فى مسارها وسلميتها وأهدافها وعاد الشعب المصرى ملهما ومعلما للبشرية ولشعوب العالم كما كان فى فجر التاريخ .

وانتصرت جماهير شعب مصر فى 30 يوليو باستجابة قيادة الجيش المصرى العظيم لإرادة الشعب ومطالبة بإسقاط مرسى وعصابته ونظامه الفاشى الدينى العميل وأسقط الرأس الخائن وبعض رموز عصابة الاخوان المسلمين ولكن بقايا أذنابه وحلفائه مازالوا يقاومون معتمدين على مؤازرة ومساندة المخابرات الأمريكية وبعضا من دول الاتحاد الأوروبى التى تدور فى الفلك الأمريكى وامتدادات هذه القوى فى مصر المتمثلة فى بعض عناصر الشخصيات السياسية والتى برزت على السطح فى الآونة الأخيرة والتى تمثل كل معانى الانتهازية السياسية والتى مارست الضغط والتآمر مع القوى الاستعمارية لكى لا تواصل الثورة مسارها الثورى وتجر من جديد إلى مستنقع الانتهازية والاستيلاء عليها للمرة الثانية فاستطاعوا أن يفرضوا حكومة لا لون لها ولا أهداف واضحة مرتشعة الأيادى مرتبكة القرار تضم أكاديمين وهواه سياسية لا يملكون رؤية ثورية حقيقية ضعاف يفتقرون إلى التاريخ النضالى وخبرة القيادة وإدارة الدولة .

عجزوا عن أن يقدموا للشعب المصرى حتى الان شهادة صلاحية أو يحددوا أهدافا قومية واضحة وحلولا عاجلة لبعض ما يعانية الشعب المصرى من مشكلات حياته اليومية .

واذ استشعر الشعب الخطر الداهم من ارتباك هذه الحكومة وضعفها واستجابتها المهينة لشعار مضلل ومخادع رفعه حلفاء عصابة الاخوان المسلمين وعملاء أمريكا المستترين بين الشخصيات السياسية الطافية كالطحالب على سطح الحياه السياسية الذى ينادى بما يسمى المصالح الوطنية وعدم إقصاء أى فصيل سياسى من التواجد والعمل فى المرحلة القادمة وهنا علينا أن نقف ونتساءل !؟لماذا اندلعت الموجة الثانية من الثورة فى 30 يونيو و3 يوليو ؟ وماذا كان هدفها وشعارها الرئيسى؟ وما هى القوى التى شاركت فيها ؟وهل جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم جماعات سياسية أم هى عصابات إرهابية .

لقد قامت ثورة 30 يونيو من أجل هدف رئيسى واضح ومجمع عليه من الغالبية الساحقة من جماهير شعب مصر وملايين الثوار لقد قامت الثورة بوضوح لاسقاط النظام الفاشى العميل ورأسه الخائن وجماعته وحلفائه فمع من نتصالح ؟ هل يتصالح الثوار مع أعداء الشعب الذين ثاروا لاسقاطهم وحققوا النصر عليهم ؟ أى خداع وتضليل هذا ؟ وما القوى التى يطالب الانتهازيون بالمصالحة معها وعدم إقصائها ومشاركتها فى الحكم فى المرحلة القادمة ؟.

هل هى عصابات الإخوان الإرهابيون القتلة الملوثة أياديهم بدماء شعب مصر؟ والذين مازالوا يخربون الوطن ويتحالفون مع القوى الاستعمارية والصهيونية لاستكمال تحقيق الفوضى الخلاقة فى الوطن العربى وتفتيت وحدته الوطنية وتقسيمه وتدمير جيوشه الوطنية التى بدأت بالعراق ثم ليبيا ثم سوريا وصولا إلى قلب الأمة العربية وحصنها وسيفها جيش مصر العظيم ؟لا فلتخرس ألسنة الخداع والتضليل والعمالة , وليفق هواه السياسة الذين افترض فيهم حسن النية والانتهازيون السياسيون الذين ساقتهم الأقدار ليتصدروا المشهد السياسى .

إن إجماع الشعب المصرى الذى لم تهدأ ثورته ومازالت جذورها مشتعلة يقول لا مصالحة مع عصابات الفتنة المخربين عملاء الصهاينة والفاشيست لن تعطيهم قبلة الحياة مرة أخرى ولن نلدغ من جحر الأفعى مرتين .

ولتتوحد صفوفنا لهزيمتهم النهائية والساحقة فى انتحابات مجلس النواب والرئاسة القادمة فالنصر آت لا ريب فيه .

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register