راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

مات جوعًا!

بقلم: العميد محمد سمير

كان هناك عائلة ألمانية تدعى عائلة روتشيلد، تتمتع بالثراء الفاحش، لدرجة أن الحكومة الألمانية كانت تستعين بهم لسد عجز ميزانية الدولة، حتى اشتهرت بلقب العائلة التي تمتلك نصف ثروة العالم. .

وسبب ثراء هذه الأسرة كان تجارة الأب الأكبر في العملات القديمة، حيث انتشرت تجارته هو وأولاده في خمس دول، هي.. النمسا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وانجلترا .

وقام الأب بتأسيس مؤسسة مالية واستثمارية، لكل ولد من أولاده في البلاد الخمس، ومن المؤسسات التي اعتمدوا عليها في التجارة وكسب المال، هي إنشاء شركات بناء سكك حديدية بين جميع الدول الأوروبية وأيضاً إنشاء شركات لتصنيع السلاح، ومصانع أدوية وشركات متخصصة بصناعة السفن .

ونظرًا للثراء الشديد لأسرة روتشيلد فقد تمكنوا من تكوين علاقات وطيدة مع ملوك ورؤساء دول العالم، وقد استغلوا عصر الحروب الكبرى بين الدول فى تحقيق مكاسب طائلة عن طريق تمويل هذه الحروب بالأسلحة والذخائر .

ويذكر التاريخ أن جشع تلك العائلة وتسلطهم وحبهم للمال، تسبب في قتل العديد من رؤساء العالم، مثل الرئيس جون كيندي، وقيصر روسيا.

ويذكر التاريخ أيضًا أن  هذه العائلة – وهى عائلة يهودية الأصل – كانت سببًا رئيسيًا في تواجد اليهود داخل أرض فلسطين.. كما تعتبر هذه العائلة هى المتحكمة حتى الآن فى سعر الذهب العالمى.

وعلى الرغم من كل هذا، تركت هذه الاسرة حكمة وعبرة، تقشعر لها الأبدان ويخفق لها القلب، فقد قام روتشيلد ببناء قصر كبير في أحد المناطق النائية ووضع فيه خزانة ضخمة سرية يحتفظ بداخلها بكنوز من الذهب والأحجار الكريمة باهظة الثمن .

ولم يخبر أحدًا من أولاده عن ذلك القصر، وفى يوم من الأيام دخل روتشيلد الخزانة، ليطمئن على الكنوز المخبأة فيها، وبينما يتأملها، أغلق عليه الباب من الداخل، وظل يصيح حتى يتمكن أي من الخدم الموجودين بالقصر من سماعه،

لكن لم يسمع صوته أحد، وظل أيامًا في الداخل دون أن يشعر بغيابه أحد، لأنه اعتاد على السفر، فظن الخدم أنه ترك القصر وسافر فلم يهتموا بالبحث عنه، وبالطبع لم يستطع روتشيلد أن يصمد أمام الجوع والعطش ومات بجوار كنوزه وأمواله.

وبعد ذلك ورث ذووه ثروته وخص أحد الورثة بذلك القصر النائي.. وبينما كانوا يهدمون القصر لإعادة بنائه، عثروا على الخزانة وعند هدمها عثروا على مفاجأة عقدت ألسنتهم من الدهشة وصارت حديث الناس فترة طويله من الزمان، حيث

وجدوا جمجمة روتشيلد وبجوارها عظامه وثروة من اللآلئ تخطف الأبصار ووجدوا ورقة مكتوب عليها بالدم (أغنى أغنياء العالم يموت جوعًا)!.

أما سر ما حدث فهو أن الخزانة كانت تغلق من جانب واحد، وعندما شعر روتشيلد أنه لا أمل فى نجاته، جرح نفسه وكتب عبارته لتكون عظة لمن اتعظ وعبرة لمن اعتبر!

تذكر دائمًا يا صديقى أن المال هو وسيلة للحياة، وليس هدف الحياة، فلا تعش حياتك وتفنيها من أجل جمع المال فقط، فالاستمتاع بالأشياء البسيطة يجلب السعادة أيضًا، وثق أنه لا فرق بين الغني والفقير، ما دامت القلوب عامرة بالرضا والقناعة.

نقلا عن فيتو

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register