ماذا يعني أن تكون مواطناً عربياً في2017؟.. تقرير
شهدت فترة ما بعد ثورات الربيع العربي، العديد من المتغيرات، بالإضافة إلى كسر بعض العادات والتقاليد في المجتماعات العربية، وترصد "زهرة التحرير"، ما تداولته وكالة الأنباء الأمريكية "CNN" بشأن حال الرجال في الوطن العربي لهذا العام.
هل يدعم الرجال العرب المساواة بين الجنسين؟ ما هي التحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية؟ ماذا يعني الأمر أن تكون رجلاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام 2017؟
هذه هي بعض الأسئلة التي طرحت على عشرة آلاف رجل وامرأة في كل من مصر، والمغرب، ولبنان، والأراضي الفلسطينية، في دراسة حول المساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقالت الباحثة وصاحبة كتاب "الجنس والقلعة: الحياة الحميمية في عالم عربي متغير" شيرين الفقي، والرئيسة المشاركة في التقرير الذي صدر عن منظمة "بروموندو" للمساواة بين الجنسين، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة لـCNN: "يُنظر إلى الرجال في المنطقة العربية، بأنهم يقدمون الدعم المادي، وهكذا يصف هؤلاء أنفسهم." وأضافت الفقي: "إذا أعطى الرجال وصفاً لأنفسهم في هذا السياق (الاقتصادي) واُخذت هذه الهوية الذاتية بعيداً عنهم، يصبح من الصعب جدا عليهم أن يجدوا دوراً آخر".
ووجدت الدراسة أن الرجال يتعرضون لضغوط هائلة للنجاح مادياً، في ظل التحديات الاقتصادية في المنطقة.
وفي جميع البلدان الأربعة، قال حوالي نصف عدد الرجال المشاركين في الدراسة، إنهم عانوا من الشعور بالخجل لمواجهة أسرهم، إذا لم يكن لديهم وظيفة، أو كانوا يشعرون بالخوف على سلامة أنفسهم وأسرهم.
وبينما كان لدى نصف الرجال الذي شملهم الاستطلاع، آراء إيجابية بشأن النساء المتزوجات والعاملات خارج منازلهن، فإن قبولهم كان مشروط: الرجل ما زال يريد أن يكون المعيل لأسرته.
وفي مصر، أيدَ 74 في المائة من الرجال، الرواتب المتساوية بين الرجال والنساء، و86 في المائة من الرجال كانوا على استعداد للعمل مع النساء، بينما 55 في المائة فقط، كانوا على استعداد للعمل بإدارة رئيسة امرأة.
ووجد التقرير أنه في ظل المناخ الحالي للنزاعات، والتهجير، والبطالة، وعدم اليقين السياسي في المنطقة، بدأ الشعور بالاضطراب يسيطر على الرجال، فيما ما زال هؤلاء يشعرون بالتردد أو عدم الرغبة بقبول التغيير الذي قد يخفف من العبء الثقيل للواجبات الذكورية المفروضة في المجتمع.
وفي غالبية الحالات، أصبحت النساء أكثر قوة في المجال العام نتيجة ظروف حبس أزواجهن أو تشريد أسرهن – لا سيما بين اللاجئين السوريين والفلسطينيين بسبب الاضطرار إلى إدارة الواجبات المنزلية والحصول على دخل في الوقت ذاته.
وذكر الرجال والنساء في جميع البلدان الأربعة في التقرير، أن الرجال يتخذون غالبية القرارات الرئيسية التي ترتبط بمعيشة الأسر.
وفي المغرب، ذكر الرجال والنساء ظاهرة "أزمة الذكورية" وكيفية مكافحة الرجال والنساء لمواءمة أدوارهم وحقوقهم في حياتهم العامة والخاصة.
وقال طالب في العشرينيات من عمره في التقرير إن "الرجل فقد ذكوريته بسبب القوانين الجديدة (المساواة بين الجنسين)، التي تعطي المزيد من المزايا والحرية للمرأة".
ولفتت الدراسة إلى وجود ارتفاع بمعدلات العنف المنزلي، إذ اعترف 45 في المائة من الرجال المصريين بأنهم تصرفوا بعنف تجاه زوجاتهم. وفي أماكن أخرى، تراوحت النسبة بين 8 و17 في المائة.
وبينما تمتعت النساء الأصغر سناً، بآراء أكثر تقدمية مقارنة بالنساء الأكبر سناً، فإن المواقف لم تختلف إلى حد كبير بين الفئات العمرية للذكور في مصر، والمغرب، والأراض الفلسطينية.
من جهة أخرى، وافق 75 في المائة من الرجال و87 في المائة من النساء، على أن "الفلسطينيين بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز المساواة بين المرأة والرجل".
ولكن، اعترف الرجال الفلسطينيين في التقرير، أنهم يخشون من المساواة بين الرجل والمرأة، وأن "المزيد من الحقوق للمرأة، يعني أن الرجال يخسرون."
وعلاوة على ذلك، يعتقد غالبية الرجال الفلسطينيين بنسبة 88 في المائة، والنساء بنسبة 82 في المائة، أن اختيار الزوج أو الزوجة، يجب أن يكون قرار يتخذه الزوجان، وليس أسرتهما.
وفي المقابل، ِأشارت غالبية كبرى من الذكور تتراوح بين نسبة 62 في المائة في المغرب و 96 في المائة في مصر، إلى أنهم يتوقعون بقدرتهم على السيطرة على الحريات الشخصية لزوجاتهم.
وأوضح المدير الإقليمي للدول العربية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة محمد الناصري، أن نتائج التقرير أكدت على "الأمور التي كنا نعرفها بالفعل ولكن ليس لدينا دليل عليها"، مثل شعور الرجال العرب بالتفوق والقناعة بأن لهم الحق في حماية أسرهم والسيطرة على أفرادها من النساء.
وأكد الناصري في التقرير أنه "على الرغم من أن الأرقام وحدها قد تبدو قاتمة، إلا أن البحث يؤكد على وجود أبطال حقيقيين بين الرجال والنساء على حد سواء، يؤمنون بالمساواة بين الجنسين".