مباحاثات مصرية روسية بالجملة.. و ملف السياحة.. "محلك سر"
ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع وزيري الخارجية والدفاع الروسيين على التوالي سيرجي لافروف وسيرجي شويجو في العاصمة المصرية القاهرة، عدة ملفات عالقة بين البلدين، خصوصًا وأن اللقاء يعقد تأزم الأوضاع الأمنية في مصر، وأيضًا بعد لقاء السيسي مع ترامب وفترة من التوتر بين الجانبين إثر توقف الرحلات الروسية إلى القاهرة.
وبالتأكيد فإن الوزيرين الروسيين تطرقا مع السيسي للعديد من القرارات الهامة، والتي ستؤثر على الوضع المصري والمنطقة عمومًا، خاصة في مجال محاربة الإرهاب وكذلك الأزمات الإقليمية في سوريا والعراق وليبيا واليمن والدور المصري تجاهها.
ويقول خبير العلاقات الدولية المصري، أيمن سمير، إن “زيارة لافروف لمصر تأتي في توقيت هام جدًا عقب لقاء السيسي بترامب في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالعاصمة السعودية الرياض، والقرارات التي صدرت عن تلك القمة بالتأكيد تشغل البال الروسي، خاصة بعد التأييد الأمريكي لمصر ومواقفها تجاه محاربة الإرهاب، وتأييد أمريكا للغارات الجوية المصرية على ليبيا، ردًا على حادث المنيا الإرهابي وبدء التقارب الأمريكي المصري الذي يثير قلق الروس”.
ويوضح سمير في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، أن ملف عودة السياحة الروسية لمصر، ما يزال مطروحًا وبقوة في ذلك اللقاء، خاصة أن روسيا بدأت تشعر أن إجراءات التأمين والإجراءات الاحترازية التي طلبتها من مصر كان مبالغًا فيها بالمقارنة مع ما تطلبه من الدول الأخرى لإرسال سائحيها.
ويضيف سمير، أن “روسيا بدأت تشعر أن التقارب المصري مع الولايات المتحدة، يؤدي لانحدار العلاقات معها وذلك بعد الجمود في العلاقات عقب حادث الطائرة الروسية، وانقطاع الرحلات الروسية وتأثير ذلك على مصر اقتصاديًا ودوليًا”.
ويشير خبير العلاقات الدولية، إلى أن “روسيا أيضًا تسعى لإيجاد دور قوي وفعال داخل ليبيا، بعد الإحساس بأن مصر تلعب دورًا قويًا إقليميًا لمحاربة الإرهاب، خاصة وأن مصر لديها أعين وتنسيق شبه كامل مع القوات الليبية”.
وبدوره، يقول خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، سعيد اللاوندي، إن “الزيارة لا يمكن اختزالها في ملف عودة السياحة فقط؛ فالعلاقات المصرية الروسية كانت وما تزال قوية وجيدة، حتى بعد موضوع السياحة والذي كان أمرًا احترازيًا من الممكن أن تتخذه أية دولة تتعرض طائرتها لعمل إرهابي”.
ويضيف اللاوندي في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، أن “لقاء أمس هو خطوة جيدة لتوطيد العلاقات بشكل أكبر في المجالات السياسية والدبلوماسية، لكن من الصعب أن يعوّل عليه في عودة السياحة”، لافتًا إلى أن “قرار عودة السياحة الروسية قد يستغرق بعض الوقت، وقد تتم مناقشته على مستوى أكبر بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين”.
ويرى اللاوندي، أن “مصر اتخذت التدابير الأمنية اللازمة لتأمين السياحة الروسية وكذلك المطارات ولا يوجد مكان في العالم آمن بنسبة 100% ولذلك على مصر أن تنتظر القرار الروسي دون أن تكرر طلبها في عودة السياحة، لأنه في حال تكرار الطلب ورفض روسيا فسيكون الأمر مهانة للبلاد”.
ومن جانبه، يعتبر نقيب المرشدين السياحيين في مصر، معتز السيد، أن “مصر حققت المطلوب من أجل عودة السياحة الروسية، من خلال تأمين المطارات بشكل يوازي ويتخطى المطارات الأوروبية، ولكن الأمر قد طال وأخذ أكثر من اللازم”.
ويضيف السيد في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن “التقارب المصري الأمريكي جعل الجانب الروسي يتحرك لإعادة جسور التواصل مع مصر حتى لا تتخذ القاهرة موقف الولايات المتحدة وتصبح حليفًا قويًا لها وتبتعد عن روسيا، خاصة وأن مصر دولة محورية وهامة داخل المنطقة وتلعب أدوارًا هامة في الملف الليبي والسوري وغيرها وليس من مصلحة روسيا خسارتها”.