رصدت كالات الانباء العالمية، مبادرة الحكومة المصرية، وبالتحديد وزارة التضامن الاجتماعي، بقيادة غادة والي، لأنقاذ أطفال الشوارع وتمكينهم من عيش حياة طبيعية، وإلحاقهم بالمدارس للمشاركة الفعالة في المجتمع

أطلقت مصر اليوم (السبت) برنامجا قوميا لحماية "الأطفال بلا مأوى" بغية القضاء على ظاهرة "أطفال الشوارع" التي تشكل خطرا على المجتمع.

وتقوم فكرة البرنامج على أن تجوب وحدات متنقلة من فرق شباب جرى تأهليهم للتعامل مع الأطفال، أماكن تجمع الأطفال في الشوارع، لإقناعهم بالعودة إلى أسرهم أو إيداعهم دور رعاية.

وقالت وزير التضامن الاجتماعي غادة والي، خلال احتفالية بتدشين هذا البرنامج، إن الوزارة تملك حاليا 27 "فريق شارع" يتحركون إلى أماكن تجمع الأطفال في الشوارع.

وأوضحت أن أعضاء فرق الشوارع تم تدريبهم على كيفية كسب ثقة الأطفال، وبحث إمكانية إعادتهم إلى أسرهم أو إيداعهم بدور رعاية الأطفال.

وأشارت إلى أن أوضاع أغلب دور رعاية الأطفال لم تكن أفضل من الشارع، لذا ستتم إعادة تأهيلها وجعلها جاذبة للأطفال.

من جانبه، أكد الدكتور محمد عشماوي المدير التنفيذي لصندوق "تحيا مصر"، إن مشروع القضاء على ظاهرة الأطفال بلا مأوى ينفذ بأموال التبرعات التي تبرع بها المصريون للصندوق، وسيتم التوسع في تنفيذ هذا المشروع بعدد من المحافظات، وفقا للدراسة التي أعدتها وزارة التضامن حول أماكن تجمع الأطفال.

وأضاف أن المشروع تكلف 165 مليون جنيه، شارك صندوق تحيا مصر بـ 114 مليون منها، مشيرا إلى أنه يتم التعاون مع كل من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، التي تقوم برفع كفاءة دور رعاية الأطفال، والهيئة العربية للتصنيع التي صنعت سيارات وفرق الشوارع بقدرة عالية لتلبي الاحتياجات المطلوبة منها.

واعتبر عشماوي أن ظاهرة أطفال بلا مأوى تشكل خطرا على المجتمع وتهدد أمنه وسلامته.

وأضاف أنه تم وضع خطة لعلاج هذه الظاهرة من منطلق حاجة الأطفال الدائمة إلى الرعاية والاهتمام، وفي ظل اهتمام الدولة بهذه الظاهرة.

ويتضمن البرنامج تأهيل الأطفال نفسيا واجتماعيا وإعادة دمجهم في المجتمع، من خلال خمسة مكونات رئيسة، هي فرق الشارع، وإدارة الحالة، وتطوير المؤسسات، والرصد والتقييم والشراكة مع الجمعيات، والتسويق المجتمعي.

بدوره، قال أشرف عامر مسئول فرق الشارع بوزارة التضامن الاجتماعي، إنه تم تصميم وحدات متنقلة خصيصا لتلائم احتياجات الأطفال.

وتابع أن هذه الوحدات المتنقلة ليست مجرد سيارات لنقل الأطفال إلى مؤسسات الرعاية، بل تحتوي على أنشطة لجذب الأطفال، تشمل كل جوانب الرعاية النفسية والاجتماعية والصحية للأطفال، وذلك من خلال فرق شباب تم تدريبهم ليكونوا رسل الصداقة والأمان للأطفال.

وأضاف عامر أن الهدف الأساسي لمهمة فريق الشارع تتمثل في منح الأمان للطفل، بحيث يشعر أننا أصدقاء قادمون لمد يد العون له.

واستطرد أن فرق الشارع سوف تجلس مع الأطفال مهما طال الوقت لمد جسور الثقة معهم، مع إجراء فحص شامل لهم بشكل غير مباشر، على أن تعقد جلسات إعداد لنقل الأطفال من الشوارع وإعادتهم أولا للأسر، وفى الوقت نفسه تأهيل الأسر حتى لا يضطر الطفل للهرب مرة أخرى.

وتم الاتفاق بين وزارة التضامن الاجتماعي والهيئة العربية للتصنيع على تصنيع 17 أتوبيسا، تمثل وحدات متنقلة، تضم إخصائيين نفسيين واجتماعيين ومسعفين.

واستلمت وزارة التضامن بالفعل 11 اتوبيسا الخميس الماضي.

وأوضح حسنى يوسف مدير برنامج أطفال بلا مأوى بوزارة التضامن، أن الوزارة شكلت فرقا من الشباب للعمل في الوحدات المتنقلة التي تجوب الشوارع في مناطق تمركز الأطفال.

ويتكون فريق الشارع من أربعة أفراد هم اثنان أخصائيين وممرض ومنفذ نشاط، إلى جانب شخصين آخرين لقيادة الاتوبيس والأعمال اللوجستية والفنية.

وتنتشر فرق الشارع وفقا لجداول يومية محددة فى عشر محافظات، على أن تعمل كامل أيام الأسبوع بلا توقف، لمدة 6 ساعات يوميا تبدأ من السادسة مساء حتى منتصف الليل.