متى تنهي الرقابة المصرية نزيف الإسفاف بمسلسلات رمضان؟
رصدت وسائل الإعلام العربية، حال الدراما المصرية، خلال هذا العام، في الأعوام الإخيرة ايضاً، حيث زاد معدل الإسفاف، والألفاظ الخارجة، والمشاهد الخادشة للحياء، وينقل "زهرة التحرير" أهم ما تداولته وكالات الأنباء العالمية بهذا الصدد.
في العام 1982 قامت الدنيا ولم تقعد بسبب مشهد النهاية في فيلم “سواق الأتوبيس” بطولة الراحل نور الشريف، ففي هذا المشهد، أمسك البطل بـ”لص” وسبّه قائلاً: “يا ولاد الكلب” وقتها ثار المجتمع وشنّ النقاد حملة شرسة على الفيلم رغم جدية موضوعه وقضيته.
ومنذ عدة سنوات، أثار مشهد حرق الابن لوالده في مسلسل “ابن حلال” للنجم محمد رمضان، الناس والنقاد، حيث اعتبر الجمهور المشهد تحريضاً ضد الآباء ودعوى للعنف وكسرًا للتقاليد والآداب العامة، وتصور البعض أن الرقابة على المصنفات الفنية سينصلح حالها وتجدد جلدها، وتبحث عن آليات جديدة لحماية المتلقي من شطحات أهل الفن.
ومن خلال متابعة دراما رمضان 2017 نستطيع القول إن الرقابة على المصنفات الفنية في مصر مازالت عاجزة عن حماية المشاهد وأكبر دليل على ذلك لجوء الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس الرقابة إلى تحرير محاضر ضد عدد من المسلسلات التي تعرض الآن، أبرزها: “الحرباية” بطولة هيفاء وهبي و”خلصانة بشياكة” بطولة أحمد مكي بسبب الجرأة في الحوار والإيحاءات الجنسية.
وتحدث في هذا الموضوع، الفنان الكبير محمد صبحي قائلاً: “الأصل في عمل الرقابة أن تحذف كل ما يضر المشاهد دون الخلل في العمل الفني، ولذا يعد “المونتاج” من أهم عناصر العمل، لكن ما يحدث الآن يؤكد أن الرقابة باتت ضعيفة جدًا، فمنذ سنوات نرى ابنًا يحرق والده ويمر الأمر عاديًا دون حساب لمن قاموا بتمرير مثل هذا المشهد، والآن نسمع ألفاظًا مرعبة، لا يستطيع اللسان ذكرها”.
وأضاف لـ”إرم نيوز”: “يجب أن يستيقظ القائمون على العمل في جهاز الرقابة ويدركون أن التلفزيون جهاز خطير جدًا، لأنه يدخل كل بيت في عالمنا العربي عكس السينما التي يذهب إليها المشاهد بمحض إرادته، وأرى أن الرقابة ضعيفة، وغير قادرة على حماية المتلقي من الألفاظ الخادشة للحياء والمشاهد الصادمة”.
والحقيقة أن المشاهد الصادمة في دراما رمضان 2017 لم تقتصر على العُري فقط، فهناك مشاهد رعب أصابت الكثير من الناس بالصدمة مثل مشهد قتل “ريحانة” في مسلسل “كفر دلهاب”، بطولة يوسف الشريف وروجينا ومحمد رياض، وقد اتهم عدد من النقاد الرقابة بالاستسهال وعدم السعي للدخول في صدامات مع شركات الإنتاج.
السيناريست الكبير مجدي صابر قال: “إلى جانب الرقابة على المصنفات الفنية، يجب أن تكون هناك رقابة داخلية من جانب المبدعين، والقصد أن صنَّاع العمل الفني يجب أن يحافظوا على الآداب العامة وتقاليد المجتمع، فعندما يحرك الضمير المبدع لن تجد أخطاء، والأمر الثاني يجب أن ترتفع آليات الرقابة لمنع الأعمال السيئة، لكن من المضحك أن ظاهرة العرض قبل الحصول على ترخيص الرقابة باتت منتشرة وكثيرة، وهذا يؤكد وجود خلل بالمنظومة”.
ويعلق الدكتور خالد عبدالجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية عبر “إرم نيوز” قائلاً: “بالفعل توجد أعمال تعرض الآن دون الحصول على إذن من الرقابة وذلك بسبب الفضائيات الخاصة التي تضرب بالقانون عرض الحائط، فقد قمنا بمنع عدد من المسلسلات والإعلانات لأنها تحمل دلالات وألفاظاً ومشاهد مسيئة ورغم ذلك تجاهلت القنوات الفضائية تحذيرات الرقابة ولجأت للقضاء، ولن نلتزم الصمت”.