مذبحة الإسكندرية .. "حمار نقل" يتسبب في أحداث عنف قوية
مذبحة الإسكندرية، حادثة شهيرة وقعت فى الإسكندرية إبان عهد الخديو توفيق وتم تدبيرها من قبل بريطانيا وفرنسا حتى تجد الذريعة لاحتلال مصر، وقعت الحادثة فى 11 يونيو 1882م وكان سببها قيام مكارى (سائق لحمار) من مالطا من رعايا بريطانيا بقتل أحد المصريين، فشب نزاع وسرعان ما تطورت تلك المشاجرة البسيطة إلى أحداث عنف ضد الأوروبيين المقيمين فى الإسكندرية وقتل فيها حوالى خمسين أوروبيا و250 مصريا وأصيب خلالها أيضا أحد ضباط الأسطول البريطانى.
وبدأت القصة فى تمام الساعة الثانية ظهرا يوم الأحد 11 يونيو، عندما استأجر رجل من مالطا أى من رعايا إنجلترا، حمارا من المواطن المصرى السيد العجان، وطلب منه أن يطوف به العديد من الشوارع، المالطى فوق الحمار والمواطن يمسك بالحمار ويسير بجواره فى لهيب الشمس ويجرى أحيانا.
وعندما تعب الحمار طلب السيد العجان أجرته فأعطاه المالطى قرشا واحدا، رأى الجعان أن هذا المقابل قليل ولا يتناسب مع قدر الجهد والوقت الذى بذله، وحدث جدل بينهما فأخرج الرجل المالطى سكينا من ثيابه وأخذ يطعن به المواطن المصرى حتى قتله، وكان ذلك بالقرب من قهوة القزاز القريبة من مخفر اللبان بشارع السبع بنات فى منطقة ميدان المنشية.
حيث تجمع الأهالى، فجرى المالطى ودخل أحد البيوت التى يسكنها المالطيون واليونانيون خلف قهوة القزاز، وأخذ السكان الأجانب يطلقون الرصاص على الأهالى، وثارت نفوس المصريين، وانطلقوا يهجمون على أى أجنبى فى الشوارع والدكاكين، وانضم إليهم البلطجية بالعصى والهراوات، واشتعلت المنطقة كلها بالغضب، وانطلقوا يصيحون فى شوارع الإسكندرية كلها يهيجون الناس أن الأجانب يقتلون المصريين، وكانت مذبحة الإسكندرية.
اختلف الرواة حول عدد الضحايا، أحد الأجانب من الذين شاهدوا الأحداث قال: “إن العدد وصل إلى 300 قتيل من الجانبين”، أما الإحصاء المحايد فيقول: “إن عدد القتلى كانوا 238 منهم 75 من الأوروبيين و163 من الأهالى”، وقال البعض: “إن عددهم كان يتراوح بين 45 و50 قتيلا”.