راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

مراكز الأبحاث العربية ودورها في صناعة القرار السياسي

تتعاظم أهمية مراكز البحوث والدراسات والمؤسسات الفكرية في المنطقة العربية في الوقت الراهن الذى تمر فيه منذ أواخر عام 2010books بتغيرات وتحولات إقليمية جوهرية، حيث  تزايد الدور المطلوب من هذه المراكز والمؤسسات نظرا لوجود العديد من الظواهر التي بحاجة الى دراسة واستقصاء وتحليل سواء على الصعيد السياسي او الاجتماعي او التاريخي، فضلا عن الحاجة الحقيقية الى البناء الجديد والاصلاح الشامل الذى يمس مختلف مناحي الحياة السياسية والديمقراطية والحريات والتعليم والاقتصاد والتنمية المستدامة.

في خضم كل ذلك، لم يعد دور تلك المؤسسات الفكرية مجرد ملء الفراغ الأكاديمي أو سد الفجوات البحثية او معالجة ضعف كامن في احدى مجالات المعرفة النظرية، بل أصبح المطلوب من المراكز البحثية أن تقدم التحليلات الصائبة والتصورات الدقيقة للأوضاع التي تمر بها الدول العربية، وتقديم الاسهامات التحليلية للسياسات التي تُتخذ على المستويات كافة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وتقديم رؤاها وتصوراتها في رسم السياسات واتخاذ القرارات وسن القوانين.

ومن هذا المنطلق، أضحى من الأهمية بمكان ايلاء اهتمام متزايد بدور مراكز البحوث ومؤسسات باعتبارها الطريقة الأمثل لإيصال المعرفة المتخصصة، من خلال ما تقدمه من إصدارات علمية وندوات متخصصة، من شأنها أن تضاعف مستوى الوعي لدى صانع القرار والمؤسسات والأفراد، وتساعدهم على الربط بين الوقائع الميدانية وإطارها العلمي النظري. فضلا عن دورها الريادي في توجيه عالم اليوم؛ بحكم أنّها أداة مهمة لإنتاج العديد من المشاريع الحيوية التي تتصل بالدولة والمجتمع والفرد، ووسيلة لدراسة كل ما يتصل بتلك المشاريع وفق منهج علمي معرفي. كما تُعدّ مراكز الأبحاث من القضايا الوطنية الهامة والحيوية، التي تعكس اهتمام الشعوب بالعلم والمعرفة والتقدم الحضاري واستشراف آفاق المستقبل.

وادراكا لهذه الدور وتلك الأهمية كانت مملكة البحرين سباقة في هذا الخصوص، حيث شهد المجال العام انشاء العديد من المراكز البحثية والفكرية فضلا عن معهد التنمية السياسية الذى يلعب دورا مهما في هذا الخصوص. وقد تجسد هذا الاهتمام من جانب الحكومة البحرينية برئاسة الامير خليفة بن سلمان آل خليفة الذى حرص في كل خطاباته ولقاءاته التأكيد على اهمية دعم هذه المراكز ومساندتها ماليا ولوجسيتيا، ولعل لقاءه الأخير مع مدير مركز الإمارات للدراسات يؤكد على تلك الأهمية التي يحظى بها البحث العلمي لدى الحكومة البحرينية، فنظرة سريعة الى واقع كثير من البلدان العربية لم يسجل الواقع اهتمام يذكر من جانب حكومات هذه الدول بقضية البحث العلمي، فلم نجد هناك احتفاء من جانب رئيس الوزراء في اي من تلك البلدان باستقبال مدراء المراكز البحثية ودعمهم، ولعل النموذج الذى يقدمه الامير خليفة بن سلمان في هذا الخصوص يظل نبراسا في جبين الحكومة البحرينية التي تولى اهتماما فريدا بقضية البحث العلمي سواء من خلال التشجيع المستمر للباحثين والعلماء والكتاب والمبدعين بتنظيم لقاءات مستمرة سواء بصورة فردية او جماعية ينظمها رئيس الوزراء البحريني معهم او من خلال رعايته للكثير من هؤلاء الباحثين، وهو ما يعكس حقيقة ادراك رئيس الوزراء للدور الداعم الذى تلعبه هذه المراكز في صناعة القرار الخليجي في مواجهة التحديات والهجمات التي تتعرض لها بلدان مجلس التعاون بهدف التقليل من نجاحاتها. ولعل هذه المناسبة تدعونا الى الاقتراح بتخصيص جائزة علمية بحثية باسم الامير خليفة بن سلمان آل خليفة تمنح للتميزين في البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والطبيعية.

خلاصة القول، أن مراكز البحوث ومؤسسات التفكير لم تعد ترفًا يمكن لأي مجتمعٍ يسعى إِلى التطور أَن يستغني عنه، ما دام يسعى إِلى التصالح مع نفسه وحاضره، غير أَن احوال البلدان العربية لا تسوق إِلى ذلك. وإِذا كان هذا الحال صار يشهد انعطافات ليست هينة، فإِن المراقب قد يُخمن أن تحولاً سيطرأ على علاقة صناع القرار بمراكز البحوث والدراسات، لأنه لا مجال لتقدم الدول العربية دون الاهتمام بالبحث العلمي ومراكز الدراسات والبحوث في عالم تتزايد فيه المتغيرات في كل المجالات وتتنوع فيه التحديات التي تُفرض على الواقع الذي تعيشه الدول، وهو ما أدركته الحكومة البحرينية برئاسة الامير خليفة بن سلمان، فأكدت على حرصها المستمر للحفاظ على النجاحات التي تحققت والطموح الى مزيد من التطلعات المستقبلية.

 

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register