مركز الملك عبد الله العالمي يُشيد بالأدوار المؤثرة للأفراد والكيانات الدينية
أكّد فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات على الأدوار المؤثِّرة للأفراد والقيادات والكيانات الدينية الفاعلة، التي تجعلها قوةً مجتمعية لا يُستهان بها كقدوات في بناء السلام، وقت الأزمات وتحقيق الاستقرار في مجتمعاتها والعيش في ظل المواطنة المشتركة، ومن ثم المساهمة في صياغة خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030. وتزداد هذه القناعة رسوخًا حينما تشير الإحصاءات إلى أن (8) من كل (10) أشخاص في العالم لديهم معتقدات دينية، مشيرًا إلى نهج برامج مركز الحوار العالمي (كايسيد)، ومنصاته الحوارية العالمية المرتكز على الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتفعيل دور الأفراد والقيادات ومؤسسات القيم الدينية لمساندة صانعي السياسات، بوصفه دورًا رياديًا ومحوريًا في دفع أجندة التنمية البشرية المستدامة للأمام قُدمًا، من خلال تعزيز التنسيق والتوكيد على القيم الدينية والإنسانية.
جاء ذلك خلال إدارته حلقة النقاش الإلكترونية حول القيم الدينية والأهداف التنمية المستدامة، التي نظَّمها مركز الحوار العالمي عصر امس الخميس 22 أكتوبر بمشاركة معالي الدكتور بندر بن محمد حمزة حجار، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية؛ والدكتورة عزة كرم، الأمين العام لمنظمة أديان من أجل السلام؛ والدكتورة إيفون هيلي، الممثل الخاص للمدير العام لبرنامج مساعدة الشعب الفلسطيني ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ والدكتور إياد أبو مغلي، المنسق الرئيس لمبادرة الإيمان من أجل الأرض التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة؛ والدكتورة إستر ليمان- سو، المدير العالمي للإيمان والتنمية في منظمة الرؤية العالمية.
وأشار بن معمر في البيان الصادر له منذ قليل عبر الصفحة الرسمية للمركز، إلى رؤى وتصورات والطاقات الملهمة للقيادات ومؤسسات القيم الدينية باتت مسموعة لدى صانعي السياسات، وأدوارهم أصبحت محل تقدير المجتمع الدولي بالنظر إلى تأثيراتهم كقدوات في مجتمعاتهم الإنسانية، مشيرًا إلى أدوارهم الفاعلة في عدد من مناطق العالم، منها أفريقيا، حيث يقدمون ما نسبته بين 30% إلى 70% من الخدمات الصحية إعمالًا للهدف، رقم (3)، بينما يبذلون جهودًا ملموسة على الصعيد العالمي في إعمال الهدف، رقم (4) بشأن تقديم خدمات التعليم للجميع، وتناضل المنظمات الدينية الخيرية لإعمال الهدف، رقم (1) بشأن القضاء على الفقر، وتلعب دورًا محوريًا في توجيه دفة النقاش حول تحقيق الأهداف 12 و13 و16 من خلال التركيز على إرساء أساليب المعيشة القائمة على القيم والأخلاق، مشيدًا بجهودهم الإنسانية والإغاثية المبذولة التي كشفتها المشاريع البارزة، في مجالات: توفير الغذاء والمياه النظيفة والاستثمار في أشكال جديدة من الطاقة والتعليم الشامل وتعزيز المساواة بين الجنسين.
وأكد الأمين العام لمركز الحوار العالمي أن إدراج الأفراد والقيادات ومؤسسات القيم الدينية في جدول أعمال 2030 يحمل في طياته تحديات فريدة؛ فغالبًا ما تكون هناك فجوة بين الخطاب الديني لمنظمات القيم الدينية وحقوق الإنسان العلمانية للجهات الدولية والوطنية الفاعلة، مشيرًا إلى أنها الفجوة ذاتها التي يسعى مركز الحوار العالمي إلى ردمها من خلال عمله القائم على تدريب الجهات الفاعلة على مستوى القاعدة الشعبية لأجل إدارة الحوار مع كافة أتباع الأديان والثقافات وصانعي السياسات عبر برنامج كايسيد للزمالة الدولية، الذي يُنفذ ذلك من خلال بناء منصات توفر مساحات آمنة تسمح للقيادات الدينية بالتفاعل ومساندة صانعي السياسات على مواجهة التحديات المشتركة في مجتمعاتهم التي ترتبط غالبًا بخدمات، مثل: الطعام والماء والبيئة النظيفة ومن خلال بناء ودعم قنوات الاتصال بين المنظمات الدولية والقيادات ومؤسسات القيم الدينية والإنسانية الفاعلة، على سبيل المثال: منتدى الاتحاد الأفريقي للحوار بين أتباع الأديان والمنتدى الأوروبي المعني بسياسات اللاجئين والمهاجرين.
وفي ختام كلمته، شدَّد ابن معمر على التزام مركز الحوار العالمي (كايسيد) بالمعايير العالمية في أدائه كمنظمة حوار حكومية دولية، مشيرًا إلى أن كايسيد لا يدخر جهدًا من أجل المساعدة في سد الفجوة بين صانعي السياسات من ناحية وبين القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية من ناحية أخرى من خلال إجراءات مشتركة ملموسة على سبيل المثال مع تحالف الأمم المتحدة للحضارات ومكتب المستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعي.