بقلم : عبدالرحيم ثابت

دماء المصريين التي هدرت علي اﻻراضي الليبية …وذبح المصريين كما الخراف …لم تذهب هدرا بل وجدت ردا سريعا وقويا من الجيش المصري حيث فاجئ العالم والمنطقة بالرد …وهذا الرد الطبيعي ﻻي حدث مماثل لمجموعة مرتزقة من العالم اجتمعوا باسم اﻻسﻻم ليقتلوا اﻻبرياء ويحرقوا البﻻد باسم اﻻسﻻم واﻻسﻻم منهم ومن افعالهم واقوالهم بريئ…..يريدون مجتمع فوضوي لجمعات مسلحة تطبق الدين من وجهة نظرها المتخلفة ….لقد اختلف البعض حول امكانية وطرق الرد اﻻ انا الدولة المصرية… لم تري اﻻ هذا الرد حتي يعتبر من يعتبر …ويردع من يرتدع عما يجيش بصدره تجاه مصر والمصريين .عمليات خطف المصريين لم تكن اﻻولي ولن تكن اﻻخيرة ….ﻻن هدف التفتيت والدمار معد وممنهج ويسير وفق اليات وخطط عسكرية مدروسة ….ولذلك كان ﻻبد من الرد …..ولكن ﻻبد للدولة المصرية ان تعلم أنها بدأت طريق وعر ويتتطلب قدرات عسكرية وسياسية واقتصادية عالية جدا في وقت تمر فيه مصر بأزمة اقتصادية طاحنة …ووضع داخلي ﻻيقل خطورة عن الوضع الخارجي ….فسيناء مازالت مصدر قلق وازعاج وتهديد خطير ….ووضع سياسي مضطرب داخليا …..كل هذه العوامل تجعل مهمة مصر ودورها ليس باﻻمر السهل بل يتطلب من الجميع التصدي ….واﻻتحاد …..من اجل التصدي للفكر اﻻرهابي الذي حتي اﻻن ﻻنعلم ماذا ستؤدي نتائجة اﻻ لشئ واحد وهو الدماء .
رسالتي للشعب المصري مهما اختلفنا سياسيا مع النظام الحاكم ….اﻻ اننا ﻻنختلف عن الوطن ……وان عاني وظلم البعض …..ولكن ﻻ نختلف عليه…..مصر غالية جيشا وشعبا ووطننا ……جيشنا امننا وقوتنا …اري واسمع الكثير من الفيس بوكين يشتم ويهين …ويتطاول ….ولكن اقول له ….المجال اﻻن يترك ﻻولي اﻻمر …..ﻻمجال لﻻجتهاد …بل تتصرف القيادة وفق مالديها من معلومات قد ﻻنعلمها وﻻ نريد ان نعلمها ان كانت تمثل خطرا علي اﻻمن القومي ….ما نريده فقط حفظ الدماء والدولة من اﻻنهيار ﻻن تجارب من حولنا ….سيئة ….ومحزنة …..ومن ﻻيريد أن ﻻ يعلم ذلك فهذه مشكلته ….وفي حاجة الي مراجعة نفسه ومواقفه …..
وليكن لنا من ليبيا عبرة …حيث بعد اسقاط نظام القذافي بدعم دولي انقسم الداخل الليبي الي قسمين قسم الدولة بحكومتها اﻻنفصالية وتمثيلها الدبلوماسي وتحالفاتها الدولية والدبلوماسية وقسم الجماعات المسلحة والتي ﻻيوجد تنسيق فيما بينها بينما تعمل وفق اهداف وغايات خاصة ومختلفة …وهذه الجماعات خارج السيطرة تماما وهي تقسم الي 3 اقسام …الجماعة اﻻولي وهي الجماعة المكانية التي تتبع قبيلة او مدينة ما …والجماعة الثانية وهي الجماعات الفكريةوالتي تتبع افكار وعقائد وايديولوجيان مختلفة …والجماعة الثالثة وهي جماعات صغيرة تتبع اشخاص لهم نفوذ في ليبيا…حيث يوجد 23 كيان مسلح بليبيا منهم 11 جماعة مسلحة مع المؤتمر الوطني العام حكومة طرابلس مثل ثوار ليبيبا وقوات فجر ليبيبا ….و12 كيان مع مجلس النواب في طبرق والذي يشمل رئيس الوزراء الليبي المعترف به دوليا عبدالله الثني…وايضا قوات رئاسة اﻻركان التي تتبع حفتر…اما فيما يخص داعش فيرتبط بتنظيم انصار الشريعة والتي بايعت داعش واصبحت تتمتد في ليبيا وبشكل سريع وقوي وتتمركز في درنة علي ساحل البحر وبعض مناطق بني غازي…بمعني ان ليبيا اﻻن تدار بحكومتين انفصالتين حكومة المؤتمر الوطني عبدالله الحاسي وحكومة عبدالله الثني حكومة البيضاء وتسأل البعض لماذا الجيش المصري يقصف درنة ….واﻻجابة ﻻن درنة هي معقل المعارضة الإسلامية في عهد القذافي بعدها تحولت لنقطة تجمع والتقاء أعضاء الكثير من الجماعات الإسلامية المسلحة في ليبيا وهي أول مدينة ليبية تبايع تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " علانية والتي شهدت أول استعراض عسكري لقافلة سيارات تابعة للتنظيم الدولي العام الماضيي وتمثل نقطة انطلاق وتوزيع رئيسية لمقاتلي داعش في ليبيا.

والمدينة قريبة من طبرق ومن البيضاء والمدينتان تعتبران مقرات مجلس النواب الطبرقي والحكومة المعترف بها دوليًا بقيادة الثني والمتحالفة مع حفتر، لذلك فدرنة بشكل واضح تدخل في المناطق الرئيسية والحيوية التي يسيطر عليها جماعات إسلامية مسلحة معادية لمصر وبعض دول المنطقة .
درنة هي من المكان الرئيسي الآن لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا على الرغم من وجوده في سرت "مكان اختطاف المصريين"ووجوده في بني غازي وطرابلس بشكل أقل.
مماسبق يتضح أن ليبيا أصبحت في انقسام من الصعب التوحد مرة أخري ممايوضح انها اصبحت كيانات تابعة لجماعات كل منه يعمل وفق فكره وقبيلته وجماعتة اﻻمر الذي يدعو دول كثيرة لتنفذ ماتحلم به من ارضها ….المشهد يطابق المشهد اليمني ..والمشهد السوري …..بشكل كبير ….فهل الدول عندما تقاد بجماعات مسلحة تصبح دول ام كيانات منفصلة …في النهاية ….تهدف وتؤدي الي هدم كيان الدولة والغاء عمل المؤسسات والعمل بنظام الجماعات المسلحة ………….؟
مصر لن تستطيع التغلب علي كل هذه المخاطر والتي اصبحت تهدد حدودها الشرقية والغربية والمنطقة ….بل ﻻبد من تنسيق دولي من اجل الخروج من خطر حقيقي اصبح ﻻيهدد مصر فقط بل المنطقة واوروبا والذي اصبحت التنظيم يعلنها بشكل واضح انه علي مشارف دخول اوروبا …علي الرغم من وجود ضحايا ليبين مدنيين في القصف المصري …اﻻ ان القوات المصرية تبرر ذلك بانه ﻻسبيل لها اﻻ محاربة داعش ﻻنها اصبحت تمثل خطر حقيقي علي الدولة المصرية .