حذرت شركة تريند مايكرو للأمن السيبراني من أن مصر قد تكون إحدى أكثر الدول عرضة لخطر الهجمات الإلكترونية في القارة الإفريقية.

وقال شادي سمير، رئيس مجموعة سيليكت انترناشيونال بمقابلة مع "العربية"، إن القطاع المصرفي بالعالم على سبيل المثال يتعرض لأكثر الهجمات الإلكترونية وبمعدل أعلى 65% من غيره من القطاعات، وذلك لأسباب المطامع المالية للمهاجمين، ولا يقتصر هذا الزخم على مصر.

ورصدت شركة تريند مايكرو أكثر من 240 ألف هجوم للبرامج الخبيثة بمصر خلال الربع الرابع من عام2017 فقط، ويأتي التخوف الأكبر من ارتفاع عدد هجمات البرامج الخبيثة على الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والتي ارتفع عددها إلى 300 هجمة بالربع الرابع من 2017 بزيادة 37% مقارنة بالربع الثالث.

وكشف التقرير أن القطاع الصناعي في مصر كان الأكثر تضررا بهجمات البرامج الخبيثة، وتلاه قطاع التعليم، ثم المواقع الحكومية، وقطاعا العقارات والتكنولوجيا، وكانت تقارير أشارت الشهر الماضي إلى تعرض شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا لاختراق من وحدات قرصنة إلكترونية مصدرها كوريا الشمالية.

من المتوقع أن تبلغ تكاليف الخسائر التي يتكبدها العالم جراء الهجمات الإلكترونية ما يعادل 6 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2021، وفقاً لشركة الأبحاث الأمريكية “Cybersecurity Ventures”.

وتحدد الخارطة اللحظية لشركة “كاسبرسكي لاب” العالمية للأمن الإلكتروني، الدول الأكثر تعرضاً للهجمات الإلكترونية، وتستمد الشركة البيانات من شبكة كاسبرسكي الأمنية لاكتشاف التهديدات عبر أدوات متعددة تشمل On-Access Scan وOn-Demand Scan وWeb Mail Anti-Viruses، وكذا Vulnerability Scan ، و Intrusion Detection System.

قامت فوربس الشرق الأوسط برصد وتتبع بيانات خريطة كاسبرسكي يوم الخميس 22 مارس 2018، للتعرف على أكثر الدول العربية تعرضاً للهجمات الإلكترونية، وجاءت المملكة العربية السعودية فى صدارة الدول العربية، محتلة المركز 17 عالمياً، تتبعها الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 18 عالمياً، ثم الجزائر فى المركز الثالث عربياً و24 عالمياً من حيث التعرض للهجمات الإلكترونية.

كشف مركز الأمن الإلكتروني السعودي فى اخر إحصائية له عن زيادة عدد التهديدات الإلكترونية بالمملكة العربية السعودية فى الربع الأخير من 2017 بنحو 7% مقارنة بالربع الثالث من العام نفسه، استهدفت أغلب التهديدات جهات حكومية وقطاعي الطاقة والاتصالات، فيما أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات فى الإمارات عن إحباط 615 هجمة إلكترونية خلال أول عشرة أشهر من 2017.

فيما قالت شركة سيمانتك المتخصصة فى الأمن الإلكتروني في تقرير حديث إن مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة شهد تحسناً في مجال مقاومة التهديدات الأمنية عبر الانترنت لتهبط من المركز 51 في 2016 إلى المرتبة 52 عالمياً خلال 2017 من حيث تعرضها للتهديدات الأمنية، ورغم ذلك قفزت الإمارات إلى المركز التاسع على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بعد احتلت المركز العاشر العام الماضي.

تابعت سيمانتك أنه على صعيد المنطقة أيضاً، لدى الإمارات العربية المتحدة ثالث أكبر نسبة من الأفراد الذين يقومون بتعدين العملات الإفتراضية، بينما تأتي المملكة العربية السعودية فى الصدارة، وأضافت شركة الأمن الإلكتروني الأمريكية أن الإمارات العربية المتحدة كانت سادس أكبر دولة مستهدفة بهجمات الفدية الخبيثة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، في حين كانت السعودية الأولى على صعيد المنطقة.

حلّت الجزائر فى المرتبة الثالثة عربياً من حيث التعرض لهجمات إلكترونية وفقاً للخارطة اللحظية لكاسبرسكي بعد السعودية والإمارات، وتصنف الجزائر دائماً ضمن الدول الأكثر تضرراً من الهجمات الإلكترونية، ووضعت كاسبرسكي الدولة الشمال أفريقية تحت تصنيف الأكثر خطورة فى العام الماضي، مشيرة إلى أن 44% من المستخدمين الجزائريين واجهوا هجمات عبر الانترنت وهي النسبة الأعلى عالمياً.

وجاءت مصر فى المركز 32 عالمياً وفقاً لما أظهرته خارطة كاسبرسكي اللحظية، لتصبح رابع أكثر دولة عربية تتعرض لهجمات إلكترونية، وأحرزت مصر تقدماً على صعيد مواجهة جرائم الإنترنت، وهو ما دفعها للمركز 14 عالمياً فى مؤشر قياس استعدادت الدول فى مجال الأمن السيبراني، وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات، والثاني على مستوى الدول العربية والأفريقية.

تأتي المغرب كخامس أكثر دولة عربية تتعرض لهجمات إلكترونية، وتحتل المرتبة 41 عالمياً، وأشار كاسبرسكي لاب في تقرير إلى أن 53.5% من المستخدمين المغاربة قد واجهوا مخاطر مرتفعة جراء التعرض لهجمات إلكترونية محلياً في 2017.

تعد الجرائم الإلكترونية واحدة من أكثر الجرائم الاقتصادية تأثيراً على مؤسسات الأعمال، خلال عام 2017 هاجم فيروس الفدية الخبيث WannaCry اَلاف الشركات على مستوى 150 دولة حول العالم متسبباً فى خسائر قدرت بمليارات الدولارات.

ووفقاً لمسح أعلنته (Pwc) الأسبوع الماضي، فإن 77% من إجمالي أكثر من 50 رئيس تنفيذي بمنطقة الشرق الأوسط يشعرون بالقلق تجاه الهجمات الإلكترونية مقارنة بنسبة بلغت 66% العام الماضي، فيما قال 62% من الرؤساء التنفيذيين الإقليميين إنهم سيضخوا استثمارات أكبر فى مجال الحماية من الهجمات الإلكترونية مقارنة بنسبة 50% فقط عالمياً.

الأمن الإلكترونيخسائر