راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

مظاهرات عالمية تدين سفك دماء الفلسطينيين فى «يوم العودة»بقطاع غزة

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية ممارسة نهجها فى انتهاك كل معانى حقوق الإنسان، فعلى الرغم من مناداة حكامها بحقوق الإنسان، إلا أنها تنتهكه حتى فى أبسط معانية لتمارس جميع وسائل التسلط على حقوق الفلسطينين فى أرضهم، ليبقى الوجه المتلون للإدارة الأمريكية هو الباقى للعالم، ولتبقى لغة المصالح هى عنوان واشنطن فى التعامل مع الدول الأخرى.

وتجسدت الانتهاكات فى فلسطين منتهاها بأيدى إسرائيلية ورعاية أمريكية، وآخرها استشهاد 59 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلى بينهم رضيعة عمرها 8 شهورعلى الحدود مع غزة، أمس الاثنين، الأمر الذى أثار استياء دولى كبير مع دعوات إلى ضبط النفس، وذلك فى الوقت الذى منعت فيه الولايات المتحدة، تبنى بيان لمجلس الأمن يدعو لإجراء تحقيق مستقل فى أعمال عنف الاحتلال الإسرائيلى تجاه الفلسطينيين.

مسيرة تضامنية مع فلسطين

ولم تكن حالة الرفض والاستياء من الانتهاكات الإسرائيلية فى فلسطين، بدعم واشنطن، على المستوى الرسمى فقط، بل كانت هناك موجة غضب عارمة على المستوى الشعبى، ففى تركيا تظاهر آلاف المواطنين تحت شعار "القدس للمسلمين"، مدينين جميع أشكال العنف التى يستخدمها الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، وفى إيطاليا رفرفت أعلام فلسطين فى شوارع روما، ليدين آلاف الأشخاص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس منادين بالحرية للفلسطينيين.

وكذلك فى المكسيك تظاهر المئات ضد استخدام الاحتلال الإسرائيلى الرصاص الحى تجاة المتظاهرين السلميين خلال يوم العودة، كما تظاهر العشرات أمام برج ترامب فى واشنطن لإدانة قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بينما انتقدت دول عدة منها بريطانيا وفرنسا وروسيا تدشين السفارة الأمريكية فى القدس الذى تنصّلت منه 128 من الدول الـ193 الأعضاء بالأمم المتحدة.

مسيرات تحت شعار القدس للمسلمين

ومن جهته، قال المفوض الأعلى لحقوق الإنسان فى الأمم المتحدة زيد رعد الحسين، إن "مقتل عشرات الأشخاص وإصابة المئات بالرصاص الحى فى غزة يجب أن يتوقف فورا، وعلى المسئولين عن هذه الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان أن يحاسبوا"، فيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، قلقه العميق للوضع فى غزة، كما دانت منظمة العفو "الانتهاك الصارخ" لحقوق الإنسان و"جرائم الحرب" بغزة.

وعلى الصعيد ذاته، أكد ألون ليئيل الدبلوماسى الإسرائيلى السابق، أن الكثيرين فى إسرائيل لم يتصوروا فى السنوات الأخيرة أن مصير الصراع الإسرائيلى -الفلسطينى، سيقرره "الغرباء"، وقال ليئيل – فى مقال بصحيفة (الجارديان) البريطانية – "إننا دائما ما كنا نعتقد أن مستقبلنا يجب أن يناقشه الإسرائيليون والفلسطينيون"، وأنه يجب على الجانبين فقط تقرير مصيرهما وعدم السماح لأى طرف آخر بفرض حل لذلك الصراع.

وأوضح أن نقل الولايات المتحدة لسفارتها من تل أبيب إلى القدس يعد اعترافا بإدعاء إسرائيل أن القدس عاصمتها، وفى ظل تلك الخطوة الخطيرة التى تتعارض مع جميع القرارات الدولية السابقة بشأن القدس يقوم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتحديد مصير الصراع بمفرده، وذكر أن ذلك يشير إلى أنه عندما يتدخل ترامب من جانب واحد نيابة عن الحكومة الإسرائيلية، فأن النهج الإسرائيلى المعلن سابقا يتم تهميشه بهدوء.

وأكد أن معظم الإسرائيليين (باستثنائه) يرحبون بهذا التدخل الأمريكى الحاسم، أما الفلسطينيون، على الجانب الآخر، مدمرون ويشعرون بأنهم تعرضوا للغش، فليس لديهم القدرة على منع هذه الخطوة لكنهم أعلنوا بالفعل أن الإدارة الأمريكية استبعدت نفسها من العمل كوسيط نزيه.

احتجاجات فى إيطاليا

وأشار ليئيل، إلى أن الإدارة الأمريكية تفعل دائما ما تعترض عليه الأطراف، فهى تحدد من جانب واحد نتيجة الصراع وتدمر آمال إنشاء دولتين منفصلتين وتعمل على إعادة تشكيل مصير الشرق الأوسط بأكمله، ويتساءل "بما أن الغرباء يتدخلون بالفعل فى تشكيل مصير الصراع، لماذا تتدخل فقط الولايات المتحدة ولماذا ترامب وحده؟، وأين أطراف التوازن الأخرى الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا؟، وإذا كانت الولايات المتحدة تستطيع التدخل فى جانب واحد، لماذا لا يتدخل الأربعة أعضاء الآخرين الدائمين بمجلس الأمن الدولى وكل منهم يتبع مبادئه أو لماذا لا يتحدون معا؟".

جانب من المسيرات التضامنية فى المكسيك

وأكد الدبلوماسى الإسرائيلى، على ضرورة أن تكون بريطانيا فى المقدمة، فصحيح أن الانتداب البريطانى انتهى فى فلسطين منذ 70 عاما، إلا أن بريطانيا لا تزال تعرف أكثر من أى دولة أخرى ما فى المصلحة وهو التعايش السلمى لليهود والمسلمين والمسيحيين فى الأرض المقدسة والتمسك بالقانون الدولى، وقد تبنت بريطانيا هذين المبدأين منذ مدة طويلة.

ونبه إلى أنه بغض النظر عن نية بريطانيا عام 1917 بإعلان بلفور أو عام 1948 عندما غادرت فلسطين، فأن الحكومة البريطانية التى كان بلفور وزيرا لخارجيتها فضلت بوضوح "وطنا قوميا" لليهود، ولكنها أضافت "لا شئ يمكن أن يمس الحقوق المدنية والدينية" لغير اليهود فى فلسطين، فهل يشعر الشعب البريطانى الآن بالارتياح لنتيجة الدولة الواحدة؟.

الرئيس الفلسطينى محمود عباس

– مصر تؤكد دعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطينى

بدورها، أكدت الخارجية المصرية، "دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وعلى رأسها الحق فى إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

ومن جهته أكد مفتى الجمهورية المصرية شوقى علام، فى بيان، أن تدشين السفارة الأمريكية "هو استفزاز صريح وواضح لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض"، مشددا على أن "هذه الاستفزازات الأمريكية تزيد الوضع صعوبة وتدخل بالمنطقة فى مزيد من الصراعات والحروب مما يهدد الأمن والسلام العالمى".

– بريطانيا وفرنسا تدينان العنف فى غزة

وفى السياق ذاته، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، "نحن قلقون إزاء التقارير عن العنف وخسارة الأرواح فى غزة، وندعو إلى الهدوء وضبط النفس لتجنب أعمال مدمرة لجهود السلام".

فيما دان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أعمال العنف التى ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق المتظاهرين الفلسطينيين فى غزة، وذلك خلال محادثتين عبر الهاتف أجراهما مساء الاثنين، مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى.

وقال وزير الخارجية الفرنسى جان ايف لودريان، "فى وقت يتصاعد التوتر على الأرض تدعو فرنسا جميع الفرقاء إلى التحلى بالمسئولية بهدف تجنب تصعيد جديد".

الآلاف يتظاهرون فى تركيا

– الاتحاد الأوروبى يدعو إلى أقصى درجات ضبط النفس

فيما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى، إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، وقالت "قتل عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال وأصيب مئات بنيران إسرائيلية خلال احتجاجات واسعة مستمرة قرب سياج غزة. نتوقع من الجميع التصرف بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من الخسائر فى الأرواح".

وأضافت "على إسرائيل احترام حق الاحتجاج السلمى ومبدأ عدم الإفراط فى استخدام القوة. وعلى حماس ومن يقودون التظاهرات فى غزة ضمان أن تظل غير عنيفة ويجب أن لا يستغلوها لأغراض أخرى"، فيما ذكرت بـ"الموقف الواضح والموحد للاتحاد الأوروبى" بشأن القدس.

احتجاجات فى المكسيك

– روسيا وتركيا ينددان بأحداث غزة ويرفضان نقل السفارة الأمريكية

ومن جانبه، قال الناطق باسم الرئيس الروسى، ردا على سؤال حول ما إذا كان نقل السفارة الأمريكية يثر مخاوف روسيا من تفاقم الوضع فى المنطقة، "نعم، لدينا مثل هذه المخاوف وسبق أن عبرنا عنها".

كما أعلن وزير الخارجية سيرجى لافروف "أننا مقتنعون بأنه يجب ألا نعود من جانب واحد عن قرارات الأسرة الدولية، مصير القدس يجب أن يقرر بالحوار المباشر مع الفلسطينيين".

بينما، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، "نرفض قرار (نقل السفارة) الذى ينتهك القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة"، مضيفا أن "الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار أن تكون طرفا فى النزاع وبالتالى تخسر دور الوسيط فى عملية السلام" فى الشرق الأوسط، واتهم أردوغان إسرائيل بممارسة "إرهاب الدولة" و"الإبادة".

وقال نائب رئيس الوزراء التركى بكير بوزداغ، إنّ تركيا تقوم باستدعاء سفيرها فى الولايات المتحدة وإسرائيل "لإجراء مشاورات" إثر أحداث غزة، وندد وزير الخارجية التركى مولود تشاوش أوغلو من جانبه "بمجزرة" وبـ"ارهاب دولة" فى تعليقه على حصيلة القتلى المرتفعة للفلسطينيين فى غزة، وأضاف "اللعنة على إسرائيل وقواتها".

جانب من المظاهرات

– الكويت تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن حول الأوضاع فى الشرق الأوسط

وعلى المستوى العربى، أعلنت البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة، إنها دعت لاجتماع طارئ لمجلس الأمن، صباح الثلاثاء، حول الوضع فى الشرق الأوسط، وقال منصور العتيبى سفير الكويت لدى الأمم المتحدة، "ندين ما حدث، سيكون هناك رد فعل من قبلنا"، فيما جدد العاهل المغربى، الذى يرأس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامى، رفضه الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

وقال فى رسالة إلى عباس، إن هذه "الخطوة تتعارض مع القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التى تؤكد عدم جواز تغيير الوضع القانونى والتاريخى للمدينة المقدسة". ووصفها بـ"العمل الأحادى الجانب الذى يتنافى مع ما دأبت الأسرة الدولية فى التأكيد عليه"، كما عبر مصدر مسئول فى الخارجية السعودية، "عن إدانة المملكة العربية السعودية الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى".

تظاهرات ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

– ردود فعل غاضبة من المذابح الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين فى غزة

وكتب وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، على "تويتر"، "النظام الإسرائيلى يذبح عددا كبيرا من الفلسطينيين بدم بارد أثناء احتجاجهم فى أكبر سجن مفتوح فى العالم"، فيما نقلت وكالة سانا الرسمية عن مصدر فى وزارة الخارجية السورية، قوله، إن "الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات المجزرة الوحشية التى ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلى بحق المدنيين الفلسطينيين العزل".

كما قال وزير الخارجية ديديه ريندرز "أدعو إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة واستئناف الحوار للتوصل إلى حل دائم للنزاع فى أقرب فرصة"، وأبدت وزيرة الخارجية انى اريكسن سورايدى، "قلقها العميق لدوامة العنف التى نشهدها حاليا على الحدود بين إسرائيل وغزة".

وأضافت "من غير المقبول إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين"، فيما وجه الرئيس البرازيلى ميشال تامر "نداء من أجل السلام"، آسفه "لأعمال العنف الرهيبة".

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register