مع اقتراب مشروع الضبعة.. هل تدخل التكنولوجيا النووية بيوت المصريين؟..تقرير
بتحركات دءوبة تستكمل الدولة المصرية مسيرة التنمية والبناء، لمواكبة التطورات التكنولوجية فى شتى المجالات ومن بينها الطاقة التى كانت قبل سنوات أحد أبرز المشكلات التى تؤرق الحكومات التى تعاقبت على إدارة الدولة منذ عقود، وقوضت بطبيعة الحال قدرات مصر الصناعية وحالت دون النهوض بالاقتصاد.
وفى الوقت الذى تقترب فيه مصر من إنجاز مشروع الضبعة النووى بالتعاون مع الجانب الروسى، يغفل كثيرون داخل مصر أن المحطة النووية المزمع بناءها لن تقتصر فوائدها فقط على توليد الكهرباء بتكاليف زهيدة، وإنما تمتد لتشمل العديد من الاستخدامات السلمية الأخرى، ومن بينها التدفئة وتحلية المياه وغير ذلك.
ومن قبل العاصمة الروسية موسكو، قال خبراء روس فى مجال الطاقة لـ"اليوم السابع"، إن مفاعلات الضبعة النووية ستساعد مصر على الدخول فى مرحلة جديدة من استخدامات الطاقة، وهو ما يحقق منافع عدة لخدمة المصانع والمنشآت الحكومية بل ومنازل المواطنين.
وكشف خبراء لـ"اليوم السابع" أن المفاعلات النووية لها مميزات قد لا يعلمها البعض وهى تدفئة المنازل وتوصيل المياه الساخنة إلى البيوت كما يحدث فى روسيا، حيث تستخدم موسكو مفاعلاتها الكهروذرية فى تدفئة المنازل من البرودة القارسة التى تصل فى بعض الأوقات إلى 20 درجة تحت الصفر، وتصل فى أماكن أخرى إلى 30 درجة تحت الصفر.
وتستخدم روسيا فى تدفئة المنازل المفاعلات النووية والحرارية من الجيل الثالث، والتى ستعمل على تأسيسها فى مصر بسعة 4800 ميجاوات، حيث يتم استخدام نظام التدفئة المركزية، الذين يعتمد على مد مواسير داخل المنازل مستمدة من هذه المفاعلات، تمتاز بتوصيل الماء الساخن للمنازل والتدفئة فى وقت واحد.
وتستخدم روسيا أحدث أنواع المفاعلات النووية، تعمل فيه الطاقة الحرارية الناتجة عن تسخين الماء المحيط باليورانيوم حتى درجة الغليان، فيتولد بخار عند ضغط عالى، فيتم نقل البخار عالى الضغط عبر التوربينات البخارية، حيث يمكن استخدام الماء الساخن المتولد من تفاعل انشطار اليورانيوم من حيث المبدأ فى العمليات الصناعية أو للتدفئة فى المناطق الباردة.
ولكن يجب معرفة أيضا أن الماء المحيط بالكومة الذرية يصبح مشعا مع الوقت ولا يصلح للاستخدام المدنى، لهذا يتم تدويره فى مبادل حرارى تنتقل فيه الحرارة من ماء المفاعل إلى ماء آخر نظيف يمكن استغلاله، أى تكون فى المفاعل دورتان للمياه وهما دورة أولية داخل المفاعل، ودورة ثانوية خارج المفاعل، والأخيرة تكون نظيفة ويمكن استغلال حرارتها فى الأغراض المدنية، وتحلية مياه البحر.
وأضاف الخبراء أن مصر بإمكانها عند تدشين المدن الجديدة، مثل العاصمة الإدارية أو غيرها، دمج المنازل المقرر بنائها بأنظمة مواكبة لتلك الطاقة الجديدة من خلال بناء المواسير الخاصة بالتدفئة والسخانات المركزية التى بإمكانها مد الوحدات السكنية بماء ساخن وبنظام تدفئة عالى الكفاءة بتكلفة أقل كثيرا من النظم التقليدية، حيث تمتد مثل هذه المواسير الخاصة بالمياه والتدفئة المركزية داخل المنازل فى روسيا، وتظهر بشكل واضح فى المنازل داخل الغرف وفى الحمامات.
نقلا عن اليوم السابع