"مقهى القاهرة" بفلسطين مُحاكاة للحياة المصرية بغزة..تقرير
قام بعض من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق بتشيد مقهى شعبي يحاكي ويسرد مظاهر الحياة المصرية, وذلك على بعد كليو متر من الحدود البرية والبحرية بين البلدين الشقيقين
وبحسب العاملين في المقهى, فإنه يتم التعامل بالجنيه بالإضافة إلى مجسمات للمعالم الآثرية وأبرزها الأهرامات وأبو الهول كنوع من جذب الزبائن, ويحمل اسم القاهرة.
ويقع مشروع المقهى, على مساحة 3 آلاف متر مربع، ويقع على الطريق الساحلي لمدينة رفح، جنوبي القطاع، واستغرق العمل به نحو 3 شهور، ويتوقع افتتاحه في عيد الفطر القادم.
ويشبه مدخل المقهى، بوابة الجانب المصري لمعبر رفح البري، فيما يشد الأنظار من خلفها مجسم يحاكي تمثال أبو الهول الشهير، تم تشييده من الخرسانة.
وخلفه مباشرة، تقع مجسمات تحاكي أهرامات الجيزة الثلاثة، تم تشييدها من مادتي الخشب و"الفلين".
ويتوزع في المقهى، مجسمات لمؤسسات ومباني موجودة في مصر، ومنها دار الأوبرا المصرية، واتحاد الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو"، ومسجد الحسين، وبُرج القاهرة ، وقهوة أم كلثوم، وصالون حلاقة كُتب على مدخله "صالون محمد الصغيّر"، وكافتيريا "نعمة"، ومحال لبيع أكلة الكشري المصرية الشهيرة.
ورُفع في المكان علم مصري كبير، ونقشت على جدرانه رسومات وكلمات تعود للعصر الفرعوني.
كما أطلق القائمون على المقهى، أسماء شوارع مصرية شهيرة على مسالكه وممراته الداخلية، ومنها "شارع المُعز، شهاب"، وغيرها.
ويقول نضال الجرمي، (45 عاما)، أحد مالكي المقهى، إنه عاش في مصر لسنوات عديدة، ودفعه تعلقه بها لإنشاء هذا المشروع.
وأضاف:" في البداية صنعت مجسمات مصرية على سطح منزلي، بمخيم الشابورة برفح، وكان هذا قبل سبع سنوات".
وأردف:" منذ ذلك الوقت راودتني فكرة تطبيق ذلك على مكان يُصبح معلما أثريا يعزز علاقة الشعبين المصري والفلسطينية التاريخية، ويتحول لمقصد للفلسطينيين، الذين يتمنون زيارة مصر، كونها الأقرب لهم".
وباشر الجرمي، منذ حوالي ثلاثة أشهر، بالبحث عن قطعة أرض مناسبة لإقامة المقهى، حتى وجد مكانًا، قام باستصلاحه، وباشر ومعه أشقائه وأبنائه وعدد من العمال والفنانين العمل به.
ويقول إن أكثر من 70% من العمل قد تم إنجازه، ومن المتوقع أن يتم افتتاحه قبيل عيد الفطر القادم.
ولا يخلو المكان من الزائرين، الذين يدفعهم الفضول للاطلاع على المشروع، رغم عدم افتتاحه رسميا، والتقاط الصور التذكارية فيه.
ويقول "الجرمي" إنه يرغب بجعل الزائرين، يشعرون وكأنهم يعيشون في مصر، خاصة ممن لم يتمكنوا من زيارتها.
ويضيف:" الشعب المصري والفلسطيني شعبٌ واحد، لا فرق بينهما، ومصر البلد الأقرب لفلسطين جغرافيًا وتاريخيًا، وهناك علاقة اجتماعية وتصاهر وقرابة على جانبي الحدود".
بدوره، يقول شريك "الجرمي" في المشروع، وسام مكاوي "24عامًا"، لمراسل وكالة الأناضول، إنهم يرغبون في تعزيز العلاقة والترابط بين الشعبين الفلسطيني والمصري من خلال المقهى.
وأضاف:" المقهى يجسد معالم ومؤسسات مصرية، يتمنى كثير من الفلسطينيين رؤيتها، ولم يتمكنوا بفعل الظروف المادية أو السياسية".
ويلفت، إلى أن الزائر للمقهى سيشعر أنه دخل مصر، وسيتم تسليمه أشبه بجواز سفر، يُسهل حركته داخل المقهى، كما أن العاملين في المقهى عاشوا بمصر، وسيستقبلون الزبائن ويتحدثون معهم باللهجة المصرية.
وكشف أن التعامل المالي في المقهى سيكون بعملة الجنيه المصري، وليس بالشيقل الإسرائيلي؛ فيما ستكون الإضاءة الليلية والزينة كما الشوارع والأحياء المصرية، بالإضافة إلى إذاعة أغاني الفنانين المصريين القدامى، وبخاصة "أم كلثوم".
ويشترك قطاع غزة، بحدود برية وبحرية مع مصر، كما تمتلك العديد من العائلات، بعلاقات قرابة ومصاهرة مع عائلات مصرية.