للمكتبات رائحة ساحرة، عبقة، وغريبة تستوطن أرجاء الكتب والأرفف، كيف إذن لو زرت مكتبة تعد من أعرق المكتبات في تركيا، تحمل بين طياتها تاريخ العثمانيين وإرثهم الثقافي والعلمي. هي “المكتبة المركزية لجامعة اسطنبول” الأكبر والأغنى محتوى في البلاد.
تحتوي مكتبة جامعة اسطنبول على مخطوطات تعود إلى القرن الخامس عشر وباللغة التركية والأجنبية، ما أدى إلى جذب الكثير من الأجانب إليها، وتعد من أهم المراجع التاريخية والإنسانية لمرتادي المكتبة سواء طلبة أو سياح أو زوار.
لا غرابة من ضخامة المحتوى العلمي والتاريخي فيها لأنها بكل بساطة تعد مكتبة غنية جداً بالمخطوطات القديمة والكتب المطبوعة بالأحرف العثمانية منذ تأسيسها وحتى الربع الأول من القرن العشرين، واستمرت بتوسيع محفوظاتها من الكتب المطبوعة بالأحرف الأبجدية التركية الحديثة بعد إعلان الأبجدية الجديدة عام 1928، ويشكل هذا المخزون الثقافي مرجعاً مهماً للطلبة والمثقفين ورواد المكتبة.
بعد صدور قانون حقوق الطبع والنشر عام 1934، قامت المكتبة بجمع الكتب المطبوعة داخل حدود الجمهورية التركية، وتم تخزين الكتب الغنية التي تجمع مئات السنين وعشرات اللغات مع بعضها. ربما هو التنوع والقدم الذي تحظى به هذه المكتبة الجامعية ميّزها بخصوصية نوعية، لما تضمه من إرث تاريخي ومعلوماتي، وهي بها تحقق معادلة التعليم المستمر والتطوير جيلاً بعد جيل.
لدى الجامعة العديد من الكليات التي تنتشر في أرجاء عدة من اسطنبول، ولكن حرم الجامعة الرئيسي يوجد في ميدان بايزيد، ويدرس في الجامعة 60 ألف طالب جامعي و8 آلاف طالب دراسات عليا كما يعمل في الجامعة 6 آلاف موظف.