كريم جابر

الدائرة التى توصف دائمًا بأنها «تورتة البرلمان»، بالرغم من أنها تضم مناطق راقية وهادئة مثل وسط البلد، والزمالك وجاردن سيتى، إلا أنها ليست هادئة فى الانتخابات البرلمانية، وتعد من أسخن المناطق المشتعلة بالعاصمة.

الصراع بقصر النيل، تحول من صراع بين مرشحين، إلى صراع بين رجال أعمال وسياسيين، فالدائرة بها اثنان مرشحان، أحدهما مدعوم من أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى، وكما أطلق عليه البعض «إمبراطور الحديد»، والآخر مدعوم من نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، وصاحب مجموعة شركات «أوراسكوم»، وكلاهما يخوض المعركة من أجل المكسب، والقدرة على السيطرة على الدائرة الأبرز، التى يقع فى نطاقها مقر «مجلس النواب».

الأمر الذى يزيد صعوبة المنافسة بالدائرة، هو حصولها على مقعد واحد فى تقسيم الدوائر الأخير، فضلًا عن ضم منطقتى بولاق أبو العلا والأزبكية لها، ما زاد الأمر تعقيدًا بالنسبة للمرشحين بها.

سيطرت ظاهرة المال السياسى، على المشهد الانتخابى بالدائرة، وذلك وفقًا لتقارير العديد من منظمات المراقبة للعملية الانتخابية، وكشفت مصادر , أن حمودة ينفق كل شهر حوالى ٧٣٠ ألف جنيه إعانات شهرية لأهالى الدائرة، خاصة بعد ضم منطقتى بولاق أبوالعلا والأزبكية، بخلاف الهدايا العينية والوعود بالوظائف والمناصب.

وأكدت المصادر، أن المخازن التى يستخدمها حمودة، لتوزيع الرشاوى الانتخابية، أحدها موجود فى شارع سليمان باشا الخادم، ويقوم عليها محمد زكى ومحمد أبوالعلا، وهما أعضاء بحملة محمد حمودة الانتخابية، والآخر يديره حسن الوحش، بمنطقة السبتية، فيما يدير الحاج صلاح سلطان، أحد المخازن على ناصية شارع الزهار ببولاق العلا، ويقومون من خلاله بتوزيع الرشاوى الانتخابية، على الناخبين فى اللجان القريبة منهم.

يأتى ذلك بعد القبض على مدير حملة حمودة، بمنطقة بولاق أبوالعلا، فى أحد المخازن التى كان يديرها، بالتعاون مع ٥ مندوبين فى شارع الصحافة، بمنطقة بولاق أبوالعلا.

وكشفت مصادر لإحدى الصحف، أنه تم الإبلاغ عن أحد المخازن التى يديرها رجال حمودة، وقام مأمور قسم أبوالعلا، بالتوجه بقوة من القسم إلى المخزن، وتم القبض على جميع الموجودين به، بالإضافة إلى مبلغ ٦٥٠ ألف جنيه، كانت مجهزة لتوزيعها كرشاوى انتخابية على المواطنين.

أما رجل ساويرس بالدائرة، فقد أنفق ٥ ملايين جنيه، وذلك فى تحركاته بالدائرة، وخدماته التى يقدمها للأهالى، فضلًا عن أنه أقام أكثر من ألف بوابة دعائية على مداخل بولاق والأزبكية وقصر النيل والزمالك، تكلفة الواحدة منها ١٠٠٠ جنيه ما يعنى أن بند البوابة وحدة كلفه مليون جنيه.