راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

منظمة الصحة العالمية تحيى اليوم العالمى للسرطان الثلاثاء المقبل

 

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية

وكالات:

تحيى منظمة الصحة العالمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة الثلاثاء المقبل، اليوم العالمى للسرطان، ويأتى تحت شعار "تبديد الأساطير الضارة والمفاهيم الخاطئة حول مرض السرطان"، وهو الهدف الخامس من الإعلان العالمى للسرطان.

وكان الاتحاد الدولى لمكافحة السرطان قد نظم تظاهرة سنوية فى العام 2005، حيث قررت الأمم المتحدة اعتبار الرابع من فبراير من كل عام، اليوم العالمى للسرطان.

ويهدف لرفع الوعى العالمى بهذا المرض والتعريف بخطورته وطرق الوقاية منه وكيفية علاجه، وتثقيف الأسرة فى كيفية التعامل مع من هو مصاب به من أفراد الأسرة.

وتشير تقارير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن عدد حالات الإصابة بمرض السرطان حول العالم قد قفز إلى 14 مليون مصاب، وكان العدد فى العام 2008 يبلغ 12.7 مليون شخص، وخلال هذه الفترة ارتفع كذلك عدد الوفيات من 7.6 مليون إلى 8.2 مليون، ويمثل نسبة 53.3% من الإناث ونحو 10% من الرجال، وتعزى الزيادة فى عدد المصابين بمرض السرطان إلى التغيير السريع فى نمط الحياة فى الدول النامية.

والسرطان من أكبر المشكلات الصحية ومن أهم أسباب الوفاة فى العالم، فهو مسئول عن نحو 13% من مجموع الوفيات فى العالم، وينشأ من خلية واحدة، ويتم تحول الخلية الطبيعية إلى خلية ورمية فى مراحل متعددة، وعادة ما يتم ذلك التحول من آفة محتملة التسرطن إلى أورام خبيثة.

وهذه التغيرات ناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وثلاث فئات من العوامل الخارجية يمكن تصنيفها كالتالى: العوامل المادية المسرطنة، مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤينة، العوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الأسبستوس ومكونات دخان التبغ والأفلاتوكسين "أحد الملوثات الغذائية" والأرسنيك "أحد ملوثات مياه الشرب"، العوامل البيولوجية المسرطنة، مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو الجراثيم أو الطفيليات.

وتعد الشيخوخة من العوامل الأساسية الأخرى التى تسهم فى تطور السرطان، وتزيد نسبة وقوع السرطان بشكل كبير مع التقدم فى السن، وذلك يعود على الأرجح إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطانات معينة مع الشيخوخة، وتراكم مخاطر الإصابة بالسرطان يتم إلى جانب انخفاض فاعلية آليات تجدد الخلايا كلما تقدم الشخص فى السن.

ويشير تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان إلى أن أحدث تقدير لعدد الإصابات، 28 نوعا من السرطان فى 184 دولة ويقدم نظرة شاملة عن حالات الإصابة بالسرطان عالميا، ووجد التقرير أن أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال والنساء معا كان سرطان الرئة والكبد والقولون.

وقال خبراء الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، إنهم يتوقعون زيادة كبيرة فى حالات الإصابة بالسرطان عالميا، حيث يتوقع أن تشهد حالات الإصابة الجديدة السنوية زيادة إلى 19.3 مليون بحلول عام 2025 مع زيادة أعداد وأعمار سكان العالم.

وتشير الاتجاهات فى أنحاء العالم إلى أنه فى الدول النامية التى تشهد تغيرا مجتمعيا واقتصاديا سريعا، يؤدى التحول إلى أساليب الحياة المتبعة فى الدول الصناعية الغنية إلى زيادة الإصابات بالسرطان المرتبطة بالإنجاب، ونظم الحمية الغذائية واستخدام الهرمونات.

ويعتبر سرطان الرئة الذى يسببه التدخين بشكل رئيسى أكثر أنواع السرطان انتشارا، حيث بلغ عدد حالات الإصابة به 8ر1 مليون شخص، أى بنسبة 13% من العدد الإجمالى للمصابين.

وتوقع التقرير الذى نشرته الوكالة الدولية الخاصة بأبحاث السرطان "IARC"، والذى يقوم بالبحث فى تطور المرض وانتشاره فى العالم أنه مع حلول سنة 2030 سيصل عدد إصابات السرطان إلى 27 مليون مصاب، مع تسجيل 17 مليون حالة وفاة سنوياً.

ويؤدى التدخين إلى إصابة مختلف أعضاء الجسم بالعديد من السرطانات والمضاعفات، إذ يعرض المدخن إلى الإصابة بكل من سرطان اللسان، سرطان اللثة، ويؤدى إلى تفتيت الأسنان، وسرطان الحنجرة.

كما أنه من الثابت علميا أن 80% من سرطانات الرئة يسببها التدخين، حيث تبلغ نسبة الوفيات به عند المدخنين 11 ضعفا لما هى عند غير المدخنين، وأن 90% من المصابين بسرطان الرئة يلقون وفاتهم خلال 5 سنوات.

كما أن التدخين مسئول عن ازدياد حالات سرطان المثانة والكلية إلى الضعف ويزيد من سرطان الفم، والمرىء، والمعدة والبنكرياس، بالإضافة إلى أن التدخين مسئول عن معظم حالات سرطان الرئة، فهو يزيد من حدوث التهاب القصبات الرئوية وانتفاخ الرئة ويؤدى إلى ضيق النفس لدى أقل جهد وإلى الشعور بالإعياء والسعال المزمن.

وأفادت منظمة الصحة العالمية أن الارتفاع فى معدلات الإصابة بسرطان الثدى لدى النساء يعتبر حادا، وقد ارتفعت بسببه حالات الوفاة منذ العام 2008، ويعتبر سرطان الثدى أكثر أنواع السرطان انتشارا بين النساء فى 140 دولة حول العالم.

وقد تم تشخيص إصابة 7 ر1 مليون امرأة بسرطان الثدى فى العام 2013 بزيادة تجاوزت 20 % عن العام 2008، وتعتبر المنظمة أن سرطان الثدى من الأمراض القاتلة على وجه الخصوص فى البلدان النامية.

وقال ديفيد فورمان، من الهيئة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إن سرطان الثدى يعتبر أحد الأسباب الرئيسية التى تفضى إلى الوفاة فى الدول الأقل نموا.

وعزا فورمان ذلك إلى التغير فى نمط الحياة، والذى يتسبب بدوره فى ارتفاع أعداد المصابين، فضلا عن جانب آخر يتمثل فى عدم توفر الإمكانات الطبية المتقدمة للنساء فى هذه المناطق.

وتؤكد المنظمة أن الحاجة أصبحت ماسة لإحراز تقدم فى اكتشاف وتشخيص وعلاج حالات سرطان الثدى فى البلدان النامية ، وانتشار السرطان فى العالم العربى، وأنواع السرطان الأكثر انتشارا، وكذلك العوامل الاجتماعية، الصحية، البيئية، الاقتصادية التى تؤثر على انتشار نوع سرطان معين عن غيره، ومحاولة من خلال هذه التغطية الإسهام فى تغيير التعامل لدى قطاعات كبيرة من الشعوب العربية مع السرطان.

ويحتل سرطان الرئة، الثدى النسائى، والمعدة والقولون والمستقيم 40% من حالات الإصابة المشخصة بالسرطان لدى الجنسين عامة، أما بالنسبة للرجال فقد حصد سرطان الرئة نصيب الأسد بواقع 5ر16% من كافة الحالات الجديدة، أما بالنسبة للنساء فقد جاء سرطان الثدى بطبيعة الحال فى المرتبة الأولى من ناحية التشخيص بواقع 23% من الحالات الجديدة لدى النساء.. وبالنسبة للسرطان، فالمفارقة هى أنه كلما تطورت الدولة واتجهت من ناحية تصنيعها ونمط حياتها نحو نمط الحياة الذى يصنف كمتقدم كلما ازدادت نسب السرطان المسجلة فيها باستثناء السرطانات التى تنتقل بالعدوى، ولكن مع ذلك لا داعى للتفاؤل كثيرا فبطبيعة الحال تزداد نسبة حالات الوفاة، مقابل حالات الإصابة فى الدول التى لا تصنف متقدمة، بسبب مستوى الخدمات الصحية والوعى والتطور العلاجى المقارن.

وتبلغ نسب حدوث السرطان فى أوروبا وأمريكا 5 أضعاف حدوثه فى مصر، فهناك من 100 إلى 200 حالة جديدة كل عام لكل 100 ألف مواطن مصرى، فى حين أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لديها من 400 إلى 500 حالة جديدة لكل 100 ألف مواطن، وأما الدول العربية فتقترب نسب حدوث السرطان فيها من مصر، ولكنها تزيد فى لبنان وسوريا.

ويحتل سرطان المثانة المرتبة الأولى فى كل من الجزائر، مصر، سوريا والعراق، بينما يحتل سرطان القولون – المستقيم المرتبة الأولى فى كل من ليبيا، المملكة العربية السعودية، الأردن وفلسطين، ويتصدر سرطان البروستاتا حالات الإصابة فى كل من المغرب وعمان والسودان، وتنفرد اليمن بسرطان الشفة وتجويف الفم.

ويعرف الـ HDI بمؤشر التطوير البشرى، وهو يصنف الدول حسب درجة تطورها والخدمات التى تقدمها لمواطنيها، ويتم تقسيم هذا المؤشر بعلامات: مرتفع جدا، مرتفع، متوسط، منخفض، وتقع معظم البلدان العربية ضمن التصنيف المتوسط والمرتفع باستثناء قطر والإمارات العربية المتحدة اللواتى تقعن ضمن تصنيف الـHDI المرتفع جدا.

والمثير هنا أن نسبة الإصابات بالسرطان فى الدول ذات التصنيف المرتفع جدا والمرتفع وصلت لـ62% من المجمل العالمى مقابل 36% بالنسبة للدول ذات تصنيف HDI المتوسط ، بينما تتغير الحال بالنسبة للموت جراء السرطان، حيث بلغت النسبة 45% فى الدول ذات التصنيف المرتفع جدا والمرتفع، و52% بالنسبة للدول ذات تصنيف HDI المتوسط وحدها.

وكلما كان اكتشاف الإصابة بالسرطان مبكرا كانت نسب الشفاء عالية وتصل فى بعض الحالات لأكثر من 90% وحالات أخرى أكثر من 60 إلى 70%، وهناك حالات تقل فيها نسب الشفاء بحيث لا تتعدى 20%، وبالتالى يبلغ متوسط نسب الشفاء 50% فى الدول العربية، وتزداد النسبة إلى 66% فى أمريكا وأوروبا.

وترجع بعض أسباب تراجع نسبة الشفاء فى العالم العربى إلى خوف المريض من الذهاب للطبيب، فضلا عن أن بعض الأطباء ليسوا لديهم خبرة كبيرة فى تشخيص الأورام، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية وقلة الوعى تجاه المرض فى وسائل الإعلام، وأخيرا العامل النفسى للمريض الذى يلعب دورا مهما فى التعافى من المرض، وهو الأمر الذى لا يهتم به عدد كبير من المرضى فى الدول العربية حيث تنتابهم حالة من اليأس وعدم الأمل بالشفاء عند اكتشافهم إصابتهم بالمرض.

ويعتبر ذلك عنصرا أساسيا فى مواجهة المرض، ففى حين تتعامل الذهنية الغربية بعقلانية مع خبر الإصابة وتسعى لتخطيط حياتها القادمة، وبرنامج العلاج فيما بعد محاولة تجاوز الصدمة، فإن الذهنية العربية "ومعظمنا قد يكون تعامل مع الأمر من قريب أو من بعيد" يلزمها وقت أكبر كى تلملم ذاتها وهى غالبا ما تتعامل بتراجيدية مفرطة مع الأمر، وتضع الموت كمحطة قريبة حتمية حتى لوكان السرطان من النوع الذى يمكن علاجه والشفاء منه تقريبا.

إن التعامل القدرى والعاطفى جدا قد يفيد فى أحيان معينة كثيرة فى الحياة ولكن ليس فى حالة التعامل مع الإصابة بالسرطان، خاصة إذا عرفنا أن حوالى 30% من حالات الوفاة جراء أمراض السرطان يمكن تجنبها والوقاية منها، وهى تشمل الكحول، التدخين، السمنة واتباع نمط حياة غير صحى.

ويختلف وضع الخدمات العلاجية والمراكز المتخصصة لعلاج الأورام والأطباء المتخصصين من بلد لآخر، ففى الوقت الذى يوجد فى مصر قرابة 30 مركزا وقسما لعلاج الأورام بالمستشفيات الجامعية ومراكز وزارة الصحة، بالإضافة إلى المعهد القومى للأورام وأقسام الأورام بالمستشفيات الخاصة والشرطة والجيش والبترول والطيران، ويوجد قرابة 1000 طبيب متخصص فى علاج الأورام بكافة أنواعها ، نجد أعداد الأطباء والمراكز فى الدول العربية قليلة للغاية، وبالتالى نجد طبيب الأورام فيها يعالج جميع أنواع السرطانات.

وبصورة عامة فإن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الوقاية المطلوبة من حالات السرطان تتطلب توفير بيئة خالية من الدخان "للأطفال بشكل خاص"، والحرص على تناول طعام متوازن، وتجنب السمنة بدءا من الطفولة، والمعرفة الدقيقة للقاحات الخاصة بفيروسات أمراض مثل سرطان الكبد وسرطان عنق الرحم.

أما سرطان الثدى فهو موضع حملات توعية مكثفة على المستوى العالمى، وتؤكد المنظمة على ضرورة التشخيص المبكر وتوفير خدمات العلاج الإشعاعى لمحاولة إنقاذ حياة الأفراد.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register