راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

محمد ابوحلاوه يكتب من موائد الإفطار الي موائد الروح

شهر رمضان المبارك ليس مجرد شهر للصيام عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة إيمانية تُعيد تشكيل وعي الإنسان، وتُحيي فيه قيم التقوى والانضباط الذاتي. إنه شهر التغيير الحقيقي، حيث تتحول الروح من حالة الرتابة والغفلة إلى حالة اليقظة والارتقاء

 

رمضان هو الشهر الذي يمنحنا الفرصة لمراجعة أنفسنا، وإعادة ترتيب أولوياتنا. فالصيام ليس فقط امتناعًا عن المفطرات المادية، بل هو أيضًا امتناع عن الغضب، والغيبة، والسلوكيات السلبية التي تُثقل كاهلنا في حياتنا اليومية. إنه تدريب عملي على الانتصار على الذات، وعلى كبح جماح الشهوات التي قد تُبعدنا عن جوهر إنسانيتنا

 

في رمضان، نتعلم أن الإرادة الحقيقية ليست في القدرة على التحكم في الآخرين، بل في القدرة على التحكم في أنفسنا. عندما نصوم، نُدرك أننا قادرون على تجاوز حدود الجسد، وأن طاقتنا الروحية هي التي تحدد مسار حياتنا، وليس العكس

 

كما أن رمضان هو شهر التواصل الإنساني والاجتماعي. ففي هذا الشهر، تزداد أواصر المحبة بين الناس، حيث يجتمعون على موائد الإفطار، ويتشاركون في فعل الخير، ويساعدون المحتاجين. إنه شهر يُذكرنا بأننا جميعًا جزء من نسيج إنساني واحد، وأن سعادتنا الحقيقية تكمن في إسعاد الآخرين

 

لكن التحدي الحقيقي الذي يواجهنا في رمضان هو كيف نجعل هذا التغيير مستمرًا حتى بعد انتهاء الشهر. فليس الهدف من رمضان أن نعيش حالة استثنائية لمدة 30 يومًا، ثم نعود إلى ما كنا عليه. الهدف هو أن نستفيد من هذه الفرصة الذهبية لبناء عادات إيجابية تدوم معنا طوال العام

 

في النهاية، رمضان هو رسالة قوية لكل إنسان يسعى إلى التغيير والارتقاء. إنه فرصة لنتصالح مع أنفسنا، ومع الله، ومع الآخرين. فلنستغل هذه الفرصة الذهبية، ولنجعل من رمضان نقطة انطلاق نحو حياة أكثر إشراقًا وإنسانية

بالمختصر

رمضان ليس مجرد شهر.. إنه حالة من القداسة والتجديد التي يجب أن نعيشها بكل جوارحنا. فلنكن من الذين يخرجون من هذا الشهر وقد انتصروا على ذواتهم، وبدأوا فصلًا جديدًا من حياتهم مليئًا بالإيمان والأمل

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register