من هو سفر الحوالي الذي عارض الملك فهد ثم انتقد سياسة بن سلمان..تقرير
يعتبر المفكر السعودي سفر الحوالي (68 عاماً) أحد أبرز دعاة المملكة العربية السعودية، وله حضور واسع على وسائل الإعلام، وتأثير في أنحاء العالم الإسلامي.
وُلد سفر بن عبد الرحمن الحوالي عام 1955 في "حوالة" قرية سنان بالباحة جنوبي السعودية، وعرف منذ طفولته باجتهاده في التحصيل العلمي، فحصل على الشهادة الابتدائية ثم التحق بمعهد بلجرشي العلمي، فأنهى دراسته خلال خمس سنوات، سافر بعدها إلى المدينة المنورة حيث نال الشهادة الجامعية في الشريعة من الجامعة الإسلامية.
أكمل دراساته العليا في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، حيث حصل على درجة الماجستير والدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى.
عمل الحوالي رئيساً لقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى لفترتين رئاسيتين ثماني سنوات، وأُقيل من الجامعة بسبب مواقفه الرافضة للتدخل العسكري الأمريكي خلال حرب الكويت عام 1990.
يوصف بالشخصية المرحة والجريئة، كما استطاع أن يجمع بين العلوم الشرعية والإنسانية، فهو يدرس العقيدة الإسلامية ويضعها في سياق فهم قضايا الواقع.
– آراء ومؤلفات ترفض توجهات السلطة
برز الحوالي مع نشوب حرب الكويت عام 1990 معلناً رفضه لوجود القوات الأمريكية في السعودية، متحدياً قرار الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود السلطة وفتوى المؤسسة الدينية حينها التي أجازت الاستعانة بالقوات الأمريكية لتحرير الكويت من غزو نظام صدام حسين لها.
ولم يكتف برفض الوجود الأمريكي، بل قدم رؤية سياسية جديدة قائمة على الخطاب الإسلامي برمته، تتبع فيها تطور المخططات الغربية والأمريكية لاحتلال الخليج العربي منذ حرب أكتوبر عام 1973، وألف كتاباً يتضمن مناشدة لعلماء السعودية الكبار بتغيير موقفهم، وأسماه: "وعد كيسنجر والأهداف الأمريكية بالخليج".
ضم الكتاب رصداً للمخططات الأمريكية ضد الخليج، وكان الحوالي توقع- في محاضرة له بعنوان "العالم الإسلامي في ظل الوفاق الدولي"، ألقاها قبل غزو الكويت وتداعياته- أن الولايات المتحدة ستقوم حتماً بعمل يضمن مصالحها ووجودها المباشر في الخليج العربي.
ونتيجة مواقفه اعتقل مرتين؛ الأولى عام 1994 والثانية عام 1999، كما تعرض أثناء مسيرته الإصلاحية للعديد من الاتهامات والتشكيك في مواقفه، لكن في المقابل اعتبر كثيرون أن اعتقاله فتح المجال لأفكار القاعدة والتيار الجهادي بأن تتمدد في الساحة وأن تكتسب أرضاً خصبة.
وبعد أشهر من خروجه من السجن، اشتعلت انتفاضة الأقصى، فكتب الحوالي كتابه "يوم الغضب.. هل بدأ بانتفاضة رجب: قراءة تفسيرية لنبوءات التوراة عن نهاية دولة إسرائيل"، وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001، تغير الكثير من السياسات والأفكار في المنطقة، وتحقق كثير مما كان يحذر منه سابقاً.
وكتب في ذلك بياناً للأمة، وهو أول بيان يصدر عنه بعد خروجه من المعتقل، وطبع بعنوان: "الموقف الشرعي من أحداث 11 سبتمبر"، وبعدها كتب "رسالة من مكة.. عن أي شيء ندافع؟"، وهي عبارة عن رد على خطاب للمثقفين الأمريكيين، الذين برروا الحروب العسكرية الأمريكية، وصدر له كتاب بعنوان: "رسالة من أميركا.. عن أي شيء نقاتل؟".
ألف أول كتبه بعنوان "العلمانية نشأتها وتطورها وأثرها"، وكان عبارة عن رسالته لنيل الماجستير، وكان كتابه الثاني "ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي" أطروحته للحصول على الدكتوراه.
وللحوالي عدة كتب ومساهمات في رصد البعد الديني في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العالم الإسلامي، وفي تحليل فكر اليمين الأمريكي المتطرف، إذ ألف كتاب "القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى"، وكتاب "يوم الغضب"، وكتاب "الانتفاضة والتتار الجدد" عقب الغزو الأمريكي للعراق، كما قدم العديد من الرسائل التوجيهية في بناء الشباب المسلم.
ساهم الحوالي في رعاية النشاطات الإسلامية والاجتماعية في السعودية، وتنشئة آلاف الشباب المسلم على المنهج الإسلامي الصحيح، بعيداً عن "التطرف الفكري والتمييع الديني"، ومواجهة ما يسميه "الإسلام الأمريكي".
– كتاب جديد والحبس مجدداً
اعتقلت السلطات السعودية، الخميس (12 يوليو)، الحوالي وثلاثة من أبنائه واقتادتهم إلى جهة غير معلومة، بعد أن نشر كتاباً بعنوان "المسلمون والحضارة الغربية"، تحدث فيه عن المليارات التي أنفقتها السعودية ودول الخليج على الولايات المتحدة خلال زيارة دونالد ترامب الرياض منتصف عام 2017.
وأثار هذا الكتاب حفيظة السلطات السعودية، حيث هاجم الداعية "الحوالي" فيه سياسات الحكومة السعودية التي يقودها بشكل مباشر ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود، التي "تنفق" المليارات على الغرب، الذين بدورهم يحاربون المسلمين.
وفي الكتاب ذاته وصف الحوالي دولة الإمارات بأن كفيلها هو الولايات المتحدة، وأنها مستعدة لتحقيق مطالب اليهود، وقال أيضاً: "ولا أظن أحداً من المراقبين السياسيين، أو من أهل النظرة الثاقبة، يشك في أن السيسي والإمارات ومحمود عباس خاضعون بشكل ما لأمريكا، وكذا أكثر الحكام".
نقلا عن موقع الخليج اون لاين