انتهت حكاية بوفون في يوفنتوس مع إعلانه الرحيل نهاية الموسم ليضع حداً لـ17 عام مثل فيهم البيانكونيري وتحمل فيهم بأوقات كثيرة ابتعاد الفريق عن البطولات.

إعلان بوفون للرحيل مع عدم إعلان اعتزاله يُظهر بشكل صريح عدم توصله لاتفاق مع إدارة يوفنتوس للتجديد وبمعنى آخر يمكن القول أن الإدارة دفعته للرحيل وهذا التصرف لا يبدو منطقياً مع رجل لعب بقميص السيدة العجوز بدوري الدرجة الثانية بعد أشهر قليلة من فوزه بكأس العالم.

على طريقة ديل بييرو بوفون قد لا يعتزل بيوفنتوس بعد كل ما قدمه للفريق لكن الفارق هو أن "جيجي" وصل حالياً لسن الـ40 وهو العمر الذي نادراً ما يصل إليه لاعب كرة قدم.

يوفنتوس يدين بالفضل لبوفون بسنوات كثيرة فحتى حين كان بالدرجة الأولى يمكننا ببساطة أن نتذكر بأن الحارس كان مطمعاً للكثير من الكبار بالوقت الذي لم يكُن فيه الفريق قادراً على تحقيق إنجاز كبير وكان بإمكان جيجي الرحيل بأي وقت لكنه اختار الاستمرار بالتالي قد لا يبدو تصرف إدارة اليوفي أخلاقياً تجاه الحارس الأسطوري.

حين ننظر للأمر من زاوية مختلفة يمكننا أن نفهم بأن اليوفي أيضاً صبر على بوفون فالكل يعرف أن الحارس لم يعُد قادراً على الجري وتقديم المستوى المنتظر على الأقل بآخر موسم ومصلحة النادي التي عمل بوفون لأجلها سابقاً تتطلب حالياً التخلي عنه وإعطاء فرصة للمميز شيزني الذي انتقل بالصيف الماضي للفريق سعياً لتعويض بوفون مع نهاية هذا الموسم لذا لن يكون من المنطقي وضع شيزني على الدكة لموسم آخر كي يستمر بوفون حتى سن الـ41 فمكان بوفون إن أراد الاستمرار حالياً مع النادي هو منصب إداري وليس الاستمرار بالملعب وهو ما عرضته إدارة اليوفي فعلاً!

يوفنتوس بحاجة لانتفاضة مع تقدم سن بوفون وكيليني وبارزالي والعديد من اللاعبين ولا يمكن تأخير الأمر أكثر ويمكن القول أن إعطاءه الفرصة لبوفون كي يلعب لهذا السن هو تقدير كافٍ لما قدمه لكنه بالنهاية لن يتمكن من إعطاء الحارس فرصة اللعب للأبد ولابد أن تستمر الحياة ويجد بطل إيطاليا من يحمي عرينه وحالياً تبدو الفرصة مناسبة للغاية مع وجود شيزني ولا يجب التفريط بها.

عاطفياً قد يبدو التخلي عن بوفون محزناً لكن بالمنطق حصل بوفون على كل الفرص لتمثيل اليوفي حتى سن الـ40 ولابد من إعطاء شيزني الفرصة لتحقيق ما انتقل ليوفنتوس من أجله والمرتبط بلعب الموسم القادم أساسياً خاصة وأن جسد بوفون بات يتحدث لوحده عن ضرورة اتخاذ قرار الاعتزال كي يودع جيجي وهو بالقمة دون أن يسمح لمستواه بالنزول أكثر.