من وراء مذبحة كنيسة تكساس الأمريكية؟.. تقرير
أعلنت الولايات المتحدة حالة الحداد أمس بعد أن فتح ديفين كيلى، مجند مطرود من القوات الجوية الأمريكية، النار داخل كنيسة بولاية تكساس، فى أكبر حادث إطلاق نار جماعى فى تاريخ الولاية، مما أسفر عن مقتل ٢٧ شخصا وإصابة ٢٠ آخرين تتراوح أعمارهم بين ٥ و٧٢ عاما.
وأكدت آن ستيفانيك، المتحدثة باسم القوات الجوية الأمريكية، أن المتهم فى حادث إطلاق النار الجماعى تم طرده من القوات الجوية بسبب اعتدائه على زوجته وطفله، وأنه حكم عليه بالسجن ١٢ شهرا بعد حكم محكمة عسكرية، وهو ما تسبب فى طرده من الخدمة وتخفيض رتبته.
وتابعت أنه خدم فى مجال الاستعدادات اللوجيستية فى قاعدة «هولومان» الجوية العسكرية فى نيو مكسيكو فى الفترة من ٢٠١٠ حتى اتهامه فى ٢٠١٤، وأن مسئوليته تمثلت فى نقل الركاب ومعدات الطائرات فى النقل العسكري.
وقال مسئول أمريكى لوكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية إن كيلى يعيش فى ضاحية سان أنطونيو، ولا يرتبط بتنظيمات إرهابية، وإن التحقيقات بدأت التحقق من تعليقات المتهم الذى لقى مصرعه على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها تعليق يظهر بندقية «إيه آر ١٥» نصف الأوتوماتيكية.
وفى وقت سابق، أعلن فريمان مارتن، المسئول فى قوات الأمن بتكساس، أن «مطلق النار كان مزودا برشاش وسترة واقية من الرصاص، وأنه شاب أبيض فى العشرينات من العمر يرتدى ملابس سوداء».
وقد استطاع أن يلوذ بالفرار قبل أن يتم العثور عليه جثة هامدة داخل سيارته من دون أن يتضح فى الحال ما إذا كان قد انتحر أو أن أحدا أطلق عليه النار.
وفى هذه الأثناء، ذكرت تقارير الشرطة أن أحد الجيران المقيم بجوار الكنيسة سمع أصوات طلقات النار فأمسك بندقيته وأطلق النار على منفذ الجريمة وطارده فى شاحنة نقل، وقالت السلطات إنه أنقذ عددا لا يحصى من الأرواح عندما تبادل إطلاق النار مع المجرم وأجبره على الفرار من الكنيسة .
من جانبه، وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حادث إطلاق النار فى كنيسة تكساس «بأنها مشكلة صحة عقلية فى أعلى مستوياتها، وليست مشكلة تتعلق بانتشار الأسلحة».
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفى فى أولى محطات جولته الآسيوية فى اليابان، فى إشارة إلى ضحايا الحادث « إنه أمر حزين للغاية، هؤلاء مواطنون رائعون».
يأتى الهجوم بعد شهر واحد من أسوأ حادث إطلاق نار فى الولايات المتحدة عندما فتح من وصفته السلطات بالمختل عقليا ستيفن بادوك النار على حفل لاس فيجاس المكشوف يوم ١ أكتوبر الماضي، مما أسفر عن مصرع ٥٨ شخصا وإصابة المئات.
من جهة أخرى، ذكر موقع «بازفيلد» الأمريكى أن المسئولين الأمريكيين تسرعوا عقب الهجوم بنشر معلومات غير صحيحة عن منفذ الهجوم، حيث أعلن النائب فيسنتى جونزاليس عن ولاية تكساس أن المنفذ يدعى سام هايد، ونشرت مواقع التواصل الاجتماعى صور هذا الشخص على «فيسبوك» إلا أنه اتضح أن الاتهام غير صحيح. على صعيد آخر، توالت ردود الأفعال الدولية على الحادث، حيث أدانت الخارجية المصرية فى بيان، الحادث، مؤكدة تضامن حكومة وشعب مصر مع الشعب الأمريكى فى هذا الظرف العصيب.
كما أكدت أن مثل هذه الأعمال الإجرامية، وما تعكسه من فكر متطرف وامتهان للكرامة الإنسانية، تهدد أمن واستقرار جميع شعوب العالم، وأن المجتمع الدولى بات مطالبا بتكثيف الجهود والتكاتف من أجل اتخاذ خطوات جادة وفورية لمواجهة أيادى الشر التى ترتكب مثل تلك العمليات البشعة التى تتنافى مع الأعراف والقيم الإنسانية وتروع الآمنين فى مجتمعاتهم.
كما أدان الأزهر الشريف الهجوم، قائلا إن «تلك الهجمات الإجرامية البغيضة التى تنتهك حرمات بيوت العبادة وتسفك أرواح الأبرياء الآمنين تهدد أمن واستقرار الشعوب». كما أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية الحادث.