راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

من يجيد الرقص؟

p.8 (2)

منذ أيام كنت حضرت اجتماع في إحدى المؤسسات الأكاديمية الحكومية وكان أقل درجة علمية لحاضريه هي الدكتوراه أي كما يقال صفوة المجتمع ، والرائع أن معظم الحضور اتفق على تحكيم القانون فيما يتخذ من قرارات في هذا الاجتماع المزعوم، ولكن المؤسف وبجدارة أن يلوى عنق القانون وتمزق اللوائح عندما اصطدمت مع المصالح الشخصية ونقول : عادي أن يحدث هذا الأمر وأكثر بل ونعتبره أمرا طبيعيا في زمن الرقص على كل الحبال ولن أجد أفضل من هذا الوصف لم تقوم عليه جل المؤسسات .سواء اتفقنا على نوع الرقصة وشكلها ، أم اختلفنا حول من يجيد الرقص. ومن المؤسف حقا أن يتحلى صفوة المجتمع وهم حاضري الاجتماع بكل ما يخطر ومالا يخطر على بال من ألوان الكذب والتضليل والنفاق والبهتان مدعين الشرف والأمانة والأخلاص وهكذا يبدع الكل في الرقص بكل الحبال ،مرة باسم الدين وثانية حسب اللوائح والقوانين وأخيرا وليس أخراالمصلحةالعامة.
وهذه تعد لدي خيانة بكل المقايس فللخيانة معنى وحيد فالحنث بالعهد والنكول بما تم الأتفاق عليه من طريق الحيلة والغدر والمخادعة من خلال اتخاذ إجراءات منفردة أحادية الجانب خفيةً وبشكل مستتر، ودون مواجهة بعض الأطراف الآخرى،.
ألم يقرأ هؤلاء الصفوة عن الدين وتعاليمه ومبادئه الذي يجب أن يتحلى بها الإنسان ؟
ألم يقرأ هؤلاء عن أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه عن نفسه :"أدبني ربي فأحسن تأديبي"وقالت عنه السيدة عائشة رضى الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله : "إنه كان قرآنا يمشي على الأرض"وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"ولم يكن من أجل الحصول على درجة الدكتوراه حتى نتحلى بالأخلاق وحتى نجيد ثقافة الاختلاف وثقافة الحوارونجيد فن إدارة الاجتماعات المنزهة عن الآنا والمجردة عن الفصيل المناهض للدولة و الذي ينتمي إليه جل أعضاء الاجتماع ويجثم على صدور مؤسسات الدولة والذى يسعى جاهدا من أجل القضاء على كل بذرة خير تبذرها أيادي المخلصين المحبين بل العاشقين لتراب هذا البلد الأمين.أنه ورما سرطانيا تغلغل في جسد مصر ثم شاء العلى القدير أن يتواجد الطبيب الماهر الذي استطاع أن يستأصله من الجسد المريض وضمن له الشفاء. هذا باختصار هو موجز القضية فهل يجوز بعد كل ما عاناه المريض من متاعب حتى من الله عليه بالشفاء أن يعرض نفسه للتلوث الذي
تسبب فى هذا المرض ؟
متى نكف عن الرقص على الحبال فلم يعد هناك مصرى وطنى واحد يطيق سماعهم فهم لا يتكلمون إلا بما يخدم أغراضهم. نعم هما شعب وإحنا شعب. نحن شعب نعشق مصر وترابها وهم شعب لا يعترفون بوطن ولا يهمهم أن يحكمها إندونيسى أو باكستانى فهى ليست سوى أرض. نحن شعب مسالم لم نتعود على القتل والتفجير والتفخيخ وهم شعب يتلذذ بسفك الدماء. نحن شعب سننتصر وهم شعب سقط في مزبلة التاريخ.
أن من أكبرعوامل المخاطر التي تواجه أي مؤسسة هي عقد الاجتماعات بهذه الصورة المخلة بكل المواثيق الأخلاقية بدأ من خدمة الأهواء الشخصية وإضاعة الوقت ومرورا بإهدار المجهودات وإصابة الحضور بالملل والاجتماع لمجرد الحصول على البدل المادي وتحقيق انتصارات وهمية لهؤلاء الفصيل الذى خدع بلد بكاملها فهل نثق فيه لإدراة الاجتماعات الذي تقوم عليها نهضة المؤسسات ومن ثم البلد .
أننا بحاجة إلى تفعيل ضمائرنا أولا حتى نعقد اجتماعات فاعلة مبناها الرغبة الأكيدة لدى الحضور في القيام بواجبهم نحو المؤسسة المنتمى إليها من مرحلة التخطيط التي يجب أن تتضمن جدول الأعمال والأهداف ثم تنظيم الاجتماع وإدارته وأخيرا متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قرارات مع جلاء الغاية ووضوحها تحقيقا لمصلحة العمل وبعيدا عن الحبال ذات الأنغام الراقصة والتفنن في من يجيد الرقص.

أ.د/ مفيدة إبراهيم على عبد الخالق
عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات
أستاذ الأدب والنقد ــ جامعة الأزهر

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register