موقعة مؤتمر وزراء الخارحية العرب.. "تأديب وفد قطر" من جميع الجبهات
انتقلت مجددًا الأزمة القطرية لأروقة الجامعة العربية، لكن للمرة الأولى على المستوى الوزاري، إذ تعرض وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي، لوصلة من الإحراج الدبلوماسي، بعد سقوطه المدوي بدفاعه عن إيران التي أقسم على وصفها بأنها دولة "شريفة"، الأمر الذي أثار سُخرية السفير السعودي الذي وصف حديث الوفد القطري بالأضحوكة.
ووقع خلاف حاد بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" وبين قطر، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى عُقد اليوم في الجامعة العربية، بعد أن تطاولت قطر على دول الرباعي العربي خلال الاجتماع وتحدثت بمهاترات حول الأزمة معها، وتعمدت أن تصف الأزمة بـ"الحصار"، مما دفع وزراء الدول الأربع بالتصميم على الرد على قطر، وفندوا حديث قطر والرد عليه بكل حدة خلال الاجتماع.
ولقّن سامح شكري وزير الخارجية المصري، نظيره القطري درسًا في التعامل الدبلوماسي، مؤكدًا حق الدول الأربع في الرد على تطاوله وعباراته المتدنية التي شملت وصف إعلاميي دول المقاطعة بالكلاب المسعورة.
وفجّر السِجال خلال الاجتماع أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، عندما أكد خلال كلمته بالاجتماع على وقوف الإمارات الى جانب مصر قيادة وحكومة وشعبًا في حربها ضد الإرهاب الغاشم، وشدد على تصميم بلاده على مواصلة التصدي لسياسات دولة قطر والضغط من أجل استجابتها لمطالب دول المقاطعة، وبعد انتهاء كلمته طلب سلطان المريخى وزير الدولة للشئون الخارجية القطري الذى ترأس وفد الدوحة فى الاجتماع، الرد على كلمة قرقاش، إلا أن رئيس الإجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجيبوتي محمود علي يوسف، طلب منه الانتظار الى آخر الجلسة، وفقًا لترتيب طلب الكلمات، وانفعل الوزير القطري خلال الاجتماع وأصر على الرد قائلًا:"هذا ما يصير"، ورد عليه الوزير الجيبوتى: "هون على نفسك، اسمك غير مُسجل، انتظر الى انتهاء المسجلين من إلقاء كلماتهم.. سأعطيك الكلمة بعد انتهائهم".
وبعد هجوم الوزير الإماراتي، تحدث الوفد البحريني عن انتهاكات قطر وتدخلاتها في شؤون المملكة، فيما أكد السفير أحمد قطان سفير السعودية في مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية، الذي ترأس وفد السعودية فى الاجتماع خلال كلمة المملكة، على أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين ضد قطر هي إجراءات سيادية تمت بناءً على السياسات الحالية للحكومة القطرية المستمرة منذ فترة طويلة ومنها دعم الإرهاب واستضافتها للمتورطين بالإرهاب على أراضيها.
وأكد السفير السعودي إن المطالب الـ 13 أدت لتسليط الضوء على عدم التزام قطر بتعهداتها السابقة مثل اتفاقيّ الرياض عام 2013 و2014، التي لم تلتزم بهما قطر مما فرض علينا إتخاذ هذه الاجراءات لمصلحة قطر ومصلحة شعوب المنطقة، وتساءل قطان: "كم دولة قطعت علاقتها بقطر وسحبت سفرائها وخفضت تمثيلها الدبلوماسي؟".
واعتبر المندوب السعودي أن قطر وأدت أول أمل لانفراج أزمتها مع الدول العربية بعد الاتصال الهاتفي الذي قام به أمير قطر بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إذ حرّفت قطر حقيقة الاتصال الذي جرى بمُبادرة من أمير دولة قطر.
وأوضح أن ذلك عزز حقيقة عدم رغبة قطر في الحوار، مطالبًا قطر بأن تعود إلى الحضن الخليجى الدافئ بدلًا من حضن إيران البارد.
وقال إن علاقة قطر بإيران شأن سيادي لكن سيكون نتيجته الخراب والدمار، فالجميع يعلم دور إيران في الخليج ولا يوجد دولة استفادت من الاقتراب من إيران ، وستثبت الأيام القادمة عدم صحة هذا التوجه وأجزم أن الشعب القطري لايؤيد هذا التوجه.
وتجددت المشادات بهجوم مضاد أعطى الوزير الجيبوتى رئيس الاجتماع الكلمة لسلطان المريخى رئيس وفد قطر بالاجتماع، للرد على "قرقاش و"قطان".
وبدأ "المريخى" حديثه ردًا على ممثلي الدول الأربع برده، بكلمات استفزازية، مدعيًا أن قطر سعت للحوار، وقائمة مطالب الدول الأربع غير قابلة للتنفيذ من الدوحة أو دولة الوساطة "الكويت" لأنها تجسد مساس بسياسة الدوحة، موضحًا أن بلاده تريد الحوار وتلتزم به، نافيًا دعمها للإرهاب، وانتقد المريخى محاولة السعودية لتغيير النظام القطري ودعم عبد الله آل ثانى حفيد مؤسس قطر، وإعداده بديلًا لأمير قطر، وقال ساخرًا: "صار المحور الآن تغيير النظام.. بدلًا من دعمنا للإرهاب.. أين الجامعة العربية من هذا؟!"..واستفز المريخى مشاعر جميع الحضور وخاصة السعودية عندما قال: "أقسم بالله إيران أثبتت أنها دولة شريفة عن آخرين.. ولقد عرفنا النوايا من بداية الأزمة معنا".
وبعد حديث الوزير القطرى، طلب الوزير الجيبوتي رئيس الإجتماع إنهاء الجلسة أمام وسائل الإعلام، مما أثار غضب سامح شكري وزير الخارجية وأحمد قطان رئيس الوفد السعودي فى الاجتماع وكذلك وزيريّ الإمارات والبحرين، وقال شكري أن ما أثاره الوزير القطري غير وارد في بنود جدول الأعمال وما قاله مجرد مهاترات، ليرد الوزير القطري بأن "قرقاش" هو من أثار ذلك، فقال "قرقاش" أن ما قاله عن قطر ضمن كلمة رسمية وبلاده تعاني من تدخل الدوحة فى شؤونها الداخلية ودعمها للإرهاب في المنطقة، كما أصر "قطان" على الرد أيضًا على ما وصفه بـ"مهاترات" الوزير القطري، وحاول وزير الخارجية العراقي المشارك فى الاجتماع باحتواء الموقف واستخدام "العقل العربي" في الجلسات المغلقة حتى لا يثار أمام وسائل الإعلام.
إلا أن "شكرى وقطان وقرقاش" أصروا على الحديث أمام وسائل الإعلام، وانطلق "شكري" في كلمة منفعلًا قائلًا: "إننا نعلم جيدًا ما تفعله قطر داخل مصر..وسنستمر فى الدفاع عن شعبنا..وحق شهدائنا لن يضيع..ومصر مستمرة في حقوقها السيادة..مصر صاحبة 7 الآلاف سنة حضارة..ونحن دولة ذات سيادة سنستمر في الحفاظ على حقوقنا السيادية".
وفتح الوزير الجيبوتى رئيس الاجتماع الرد على الوزير القطري أمام وسائل الإعلام، ورد "قطان" على الوزير القطرى بعد رد "شكري" وقال: "كيف يقول أن إيران شريفة.. إيران حرقت سفارتنا لديها.. هنيئًا لكم بإيران وإن شاء الله عن قريب ستندمون على ذلك"، كما كان رد "قرقاش" أيضًا وأكد أن قطر تدعم الإرهاب بكافة صورة، وأيده الوزير البحريني المشارك، وبعد ذلك طلب الوزير القطرى مرة أخرى الحديث وحاول استفزاز دول الرباعى العربي والدفاع عن بلاده، وحاول "قطان" مقاطعته فقال له الوزير القطرى: "عندما اتحدث أنت تنصت"، ليرد قطان: "لا أنت الذي ينصت"، ووجه قطان حديثه معاتبًا الوزير الجيبوتى وقال له: " لم يكن مدرجًا أن تتحدث قطر، ولكنكم أعطيتم الكلمة لها بعيدًا عما متفق عليه"..ليوجه حديثه إلى الوزير القطرى ويقول: "السعودية قادرة على فعل أى شئ"..وبعد ذلك أنهى الوزير الجيبوتي رئيس الإجتماع الجلسة بعد سلسلة المشاحنات تلك.