راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

موقع إسرائيلي: هل شارف زمن السيسي على الانتهاء؟

1278277581552ff2d0c380ac94461bfb67da013524

تحت عنوان "مشاكل السيسي"، طرح موقع "ميدل نيوز" الإسرائيلي سؤالا يتعلق بمدى قدرة النظام المصري على الصمود، في ظل إصراره على استخدام ما وصفه بـ"القمع" في مواجهة الانتقادات الداخلية المتصاعدة، والتي تسببت فيها سلسلة من الإخفاقات آخرها غرق الإسكندرية في مياه السيول، وهو ما رد عليه النظام باعتقال 17 من جماعة الإخوان المسلمين بعد اتهامهم بإغراق المدينة.

ورأى الموقع المتخصص في شئون الشرق الأوسط أن عددا من الدول الأوروبية والغربية بدأت في إعادة حساباتها بشأن نظام الرئيس السيسي، بعد أن راهنت عليه لتحقيق الاستقرار في البلاد على حساب الديمقراطية، لكن الحوادث الإرهابية الأخيرة دفعتها للتفكير مجددا في مآلات الأمور.

 

إلى نص المقال..

بعد سلسلة أزمات في الأسابيع الماضية، بات نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عرضة لانتقادات داخلية ودولية حادة بدعوى ممارسة القمع وممارسات غير لائقة.

وفي وقت أدت سيول الأسكندرية لضغط كبير على السيسي في الساحة الداخلية، تعرض نظامه لاستنكار عالمي لقمع الصحفيين. في المقابل، وبعد عدة أسابيع من مقتل سياح مكسيكيين، تحطمت طائرة روسية بسيناء وقتل جميع ركابها الـ 224. الحادث الذي تبين لاحقا أنه عمل إرهابي، طرح تساؤلات حول قدرة مصر فيما يتعلق بالحفاظ على الأمن الداخلي على أراضيها.

طرحت سلسلة الحوادث هذه تساؤلات بين محليين حول مسألة إن كان زمن السيسي في السلطة قد شارف على الانتهاء. بالتطرق إلى انعدام الاستقرار المتزايد في مصر، قال محللون سياسيون إن الأزمة تشير إلى عدم قدرة النظام على مواجهة عدد من الحوادث في وقت متزامن.

قال شادي حميد من معهد بروكينجز لدراسات الشرق الأوسط إن انعدام الأمن المتواصل في مصر لا يفاجئ أحدا في ضوء الرد الوحيد للسيسي: تعظيم قوة النظام، التنصل من المسئولية، وفرض تعتيم إعلامي.

منذ كارثة التحطم بسيناء، هناك الكثير من التقارير المحرجة حول تدابير أمنية غير مناسبة اتخذتها السلطات حيال السياح بشرم الشيخ.

أوقفت روسيا رحلاتها للمطارات المصرية، بعدما أوقفت بريطانيا أيضا وبشكل مؤقت رحلاتها لشرم- قبل ساعات قليلة من لقاء جمع السيسي ورئيس حكومة بريطانيا ديفيد كاميرون.

في الأثناء اتضح أن السبب وراء تحطم الطائرة قنبلة زرعت على متنها، بكلمات أخرى يدور الحديث عملية إرهابية وليس خللا فنيا.

كما انتقدت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى غربية التدابير الأمنية الواهية لمصر في مواجهة تهديد الإرهاب المتصاعد، رغم أن مصر تواصل الزعم أنها تسيطر على الأوضاع الأمنية.

بداية فقدان الثقة في السيسي

على أية حال، يقول محللون تحدثوا لموقع ميدل إيست أي إن الأحداث الأخيرة أدت إلى تغير مفاجئ في الطريقة التي تنظر بها دول أجنبية للسيسي.

المحللة السياسية المصرية نجوان الأشول قالت إن هناك وعيا متزايدا بأن النظام المصري يعمل بشكل معيب ولا يمكن اعتباره شريكا، أيضا عندما يتعلق الامر بالحفاظ على الاستقرار. وبحسب ما قالته فإن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تفضل الاستقرار على الديمقراطية وتعتقد أن بإمكان السيسي الحفاظ عليه.

لكن عندما رأت تلك الدول السياح المكسيكيين يقتلون والطائرة الروسية تتحطم في وقت لا تتمكن فيه مصرمن التحقيق في ملابسات ما حدث (أجريت التحقيقات في الأساس على يد طواقم من دول أخرى)، فإن تلك الحكومات تبدأ فقدان الثقة في نظام السيسي. أدى هذا أيضا إلى خيبة أمل الكثير من المصريين الذين رأوا السلوك المعيب لنظامهم أمام التدخل الأجنبي.

كذلك كتب عمر خليفة من صحيفة العربي الجديد أن الاعتداء على الطائرة الروسية سحق الثقة في السيسي، والرواية التي حاول تمريرها فيما يتعلق بالاستقرار في بلاد الفراعنة. وكتب:”وضع السيسي بيضه كله في سلة الأمن، وقد تكسرت بيضة تلو الأخرى. وبدلا من إصلاح المشكلة أو مواجهتها بحرفية، يواصل النظام دفن رأسه في الرمال والصراخ "مؤامرة".

باستثناء تحطم الطائرة والأزمة السياحية، اضطرت مصر لمواجهة موجة انتقادات دولية على خلفية سلسلة انتهاكات لحرية الصحافة، وتحديدا حبس عدد من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان في الأسابيع الماضية، أبرزهم الصحفي حسام بهجت، الذي أطلق سراحه بعد ثلاثة أيام بعد التحقيق معه واتهامه بنشر أخبار كاذبة. كان سبب اعتقاله مقالا نشره حول محاكمة 26 ضابطا في الجيش بتهمة التخطيط للانقلاب.

رغم أن بهجت حر الآن، ما زال عدد من الصحفيين والنشطاء الاجتماعيين في السجن. يزعم محللون أن حالة مصر في كل ما يتعلق بحرية التعبير أسوأ من وضعها في عصر حسني مبارك.

وفقا للأشول، لا يريد النظام ببساطة سماع انتقادات. نفذت هذه الاعتقالات بعد أيام قليلة من زيارة السيسي إلى لندن، هناك نظمت تظاهرات ضد دعوة السيسي وقيل إنها تخالف حقوق الإنسان. كما أعرب صحفيون مصريون عن غضبهم لهذا الأمر، وإن لم يكتب ذلك على صحفات وسائل الإعلام.

هل يتخلى الجيش عن الرئيس؟

على ساحة أكثر محلية، أثارت السيول التي وقعت مؤخرا بالإسكندرية ومدن قريبة والتي أدت إلى موت 7 أشخاص على الأقل غضبا واسعا في البلاد. ورغم أن هناك حالات وفاة تحدث سنويا جراء السيول في مدن دلتا النيل، لا يمكن مقارنة الوضع هذا العام بسنوات سابقة.

يقول أحد الطلاب بالإسكندرية، إن السيول كشفت مدى تدهور الدولة وعدم قدرة الحكومة على مواجهة الأزمة :”خسر الناس حياتهم، وأعمالهم، ومنازلهم، في وقت لعبت فيه الحكومة دور المتفرج".

ردت الحكومة على السيول بالقبض على 17 عضوا بتنظيم الإخوان المسلمين واتهمتهم بإغراق الإسكندرية عبر وضع مواد أسمنتية لإغلاق منظومة الصرف. قالت الأشول في هذا الصدد :”الحكومة في أزمة وتحاول إلقاء التهمة على أي أحد للهروب من المحاسبة".

في المقابل أرجع محللون السبب في الأزمة إلى البنية التحتية المتدهورة التي كانت نتاج سنوات من الفساد وعدم تحمل المسئولية من قبل النظام.

وكالة أنباء "بلومبرج" نقلت أخيرا عن عناصر حكومية إسرائيلية إنهم قلقون من إمكانية انهيار نظام السيسي. وشككوا في قدرته على مواجهة صعود الإرهابيين من داعش في سيناء، وباقي التهديدات التي تواجه النظام.

يقول محللون إن النظام يخطئ عندما يعتقد أن تصعيد القمع سوف يساعده في مواجهة الأزمة، وإن ذلك يعجل بانهياره على حد زعمهم.

تقول الأشول إنه طالما كانت الحكومة غير مستقرة، فإن سيطرة السيسي على مقاليد الحكم تبدو غير مؤكدة، :”السمعة السيئة للسيسي وسلوكياته المعيبة سوف تشجع على التغيير. هذا التغيير يجب أن يأتي من الشعب أو من داخل الجيش في محاولة للحفاظ على صورته ومكانته. يتوقع أن يقرر الجيش في مرحلة معينة التخلي عن شخص واحد لمصلحة الجميع. حدث هذا مع مبارك، وطنطاوي وعنان ويمكن أن يحدث أيضا مع السيسي".

لكن يرى عدد من المحللين أنه من السابق جدا لأوانه تحديد مصير السيسي. يقول المحلل حميد من معهد بروكينجز :”هناك شئ واحد يلعب لصالح السيسي، وهو الاستعداد لاستخدام مستويات غير مسبوقة من القوة لفرض إرادته على دولة تفتقر لمعارضة موحدة ومتماسكة. لكنها (القوة) لن تجدي نفعا للأبد".

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register