مُعتنقو فكر قاتل بائع الخمور.. «من أنتم ؟!»..«تقرير»
كريم جابر
شهدت الإسكندرية, الأيام الماضية, جريمة قتل بشعة و شنيعة ولا يمكن لأي كلمة أن تصف هذه الجريمة النكراء, والتي أقدم عليها شخص يدعى «عادل أبو النور» وذبح القتيل يوسف لمعي صاحب محل خمور بشارع خالد بن الوليد الواقع بشرق مدينة الإسكندرية.
لا يمكننا وصف واتخزال الجريمة في خبر أو كلمات أو تقريراً صحفياً, ولكن علينا أن نتعرف على الدوافع والأسباب وراء الجريمة, جميع الأديان السماوية, ترفض القتل والعنف والدمار.
القاتل والذي يفترش الأرض لبيع العسلية والحلوى في حي فيكتوريا بجوار منزله, «مُلتحي الذقن» وكان يدعي أنه متدين بلحيته, عزيزي القارىء هؤلاء الذين شوهوا الدين الإسلامي لعدم فهمهم الصحيح للإسلام, ينصبون أنفسهم مكان الخالق في الأرض لمحاسبة البشر, ويشرعنون لأنفسهم أنهم أوصياء لمحاسبة الآخرين و كأنهم ملائكة لا يخطئون, الأسلام لم يأمر بالقتل, و الله تعالى لم يأمر في كتابه بقتل الكفار أوغيرهم من الديانات السماوية الآخرى فما بالك بالمسلمين؟!.
أُريد أن أعلم مَنّ منح هؤلاء الحق ليُكفروا به الآخرين, فالله هو وحده من سيُحسبنا على أفعالنا وليس البشر, شيئاً عجيباً لا نفهمه في أدمغة هذه الفئة المتشزرمة والمُتطرفة, وحقاً كما يقولون أن ديننا الحنيف بريئاً منهم جميعاً.
أبو النور كان يبيع عسلية ويسكن فى غرفة متواضعة، وكان يكره سماع الاغاني ويتشاجر مع جيرانه اذا سمع صوت الاغاني, وكان يعتدي على زوجتة بالضرب المُبرح ثم انفصلا عن بعضهما لهذا السبب, نعتقد إنه موسوس بداخله, هكذا قالت إحدى جيران وصاحبة المنزل الذي يقطن فيه القاتل, مضيفة: يسكن هنا منذ 12 عاماً,وكان يذهب للصلاة ومواظب علي فروضها, الحقيقة لم نتوقع ما ارتبكه القاتل, وكان لا يتردد عليه أحداً.
ويضيف أحد جيرانه: عند سماعي للأغاني في سيارتي كان يطالبني بلهجة عنيفة بإغلاقها, وأحياناً يطرق باب منزلي ليطالبني بهذا الطلب.
و أشار أخر إلى أن هناك بعض من الأشخاص كانوا يترددون عليه بصفة يومية منهم مُلتحون والبعض الآخر دونها, وكانوا يسهرون معه ليلاً, ونجله هذا الجار كان تخشى أصدقائه بأشكالهم المُرعبة.
و سردت سيدة, يوم القبض عليه قائلة: جاء هذا اليوم لشقته في الـ12 ظهراً, قام بإغلاق و فصل الكهرباء بشقته, ثم غادرها, وأتى رجال الشرطة في هذا اليوم في حوالي الـ3 مساءً,وأشارت : من الواضح أنه أرتكب جريمته ثم جاء إلى هنا.
وقال صديق القاتل ,عامل جراج, أن معرفته بالمتهم بالقتل تمتد لأكثر من 15 عاماً,ونادرا ما كان يلقي علي المحيطين به السلام.
وأضاف:«عرف عنه دوام الشجار مع الأقباط الموجودين في المنطقة من حوله، وفي صباح اليوم الذي قتل فيه بائع الخمور، تشاجر مع سائق تاكسي قبطي نتيجة وقوفه أمام فرشته، وبعد انتهاء المشاجرة، نتيجة تدخل الأهالي والصلح بينهما، هجم عليه من الخلف وطعنه بمطواه في وجهه، فأصابه بثمانية غرز، بخلاف شجاره قبل عدة شهور مع قبطي من أبناء المنطقة أيضا دون سبب واضح».
و على الجانب الأخر, كشفت التحقيقات التي تجريها إدارة البحث الجنائي برئاسة العميد شريف عبد الحميد, أن القاتل, شهير بـ«عادل عسلية» سبق وتواجد في مكان الجريمة من قبل بفترة طويلة، وحذر المجني عليه من بيع الخمور قائلا: «ما تبعش خمرة تاني».
وأضاف مصدر أمني، أن التحقيقات كشفت أن المتهم لا يجيد القراءة والكتابة وثقافته محدودة بشكل عام وبالأمور الدينية بشكل خاص، ولم يتم التعرف بعد على دوافعه لارتكاب الجريمة.
وأشار المصدر، إلى أنه يجري مناقشة المتهم واستجوابه، وكذلك معرفة الشخص الآخر الذي قام بتهريبه من مكان الحادث، وهل ما تم يأتي في إطار تنظيم إرهابي متشدد.
وردا على سؤال أحد الضباط عن محرضه قال المتهم «الشيوخ يا باشا» دون أن يذكر أسماء.
قررت نيابة شرق الإسكندرية الكلية، صباح اليوم، الخميس، حبس القاتل، 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجريها معه.
كانت النيابة قد استمعت على مدار اليوم وأمس إلى أقوال المتهم، والذي أشار إلى انه قام بارتكاب الواقعة بسبب إصرار المتهم على بيع الخمور رغم تحذيره أكثر من مرة.
من جانبها واجهت النيابة المتهم بالصور والفيديوهات المفرغة من كاميرات المراقبة، كما واجهته بشهود الواقعة، ونجلى المجنى عليه طونى وبيتر، وكذلك عامل القهوة المجاورة للمحل، كما استمعت النيابة لأقوال عدد من شهود العيان بالمنطقة والذين شاهدوا الحادث لحظة وقوعه، وايضا عدد من ضباط البحث الجنائي والأمن الوطني بمديرية أمن الإسكندرية.
وأشار نجل القتيل إلى أنه لم يشاهد القاتل من قبل مستبعدا أن يكون هناك سابقة تعامل بين القاتل وبين والده كما أشيع.