راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

ناصر .. الزعيم الذى علمنا السحر

 

فى ذكرى رحيله  ..  بشهادة الشعب العربى

العاشقون للرجل يجدون أنفسهم  أمام " نسخة أصلية " من مواطن مصرى تشوهت ملامحه

الأمة العربية بأكملها دفعته لاحتلال الزعامة في القلوب قبل العقول  .. وحتى الآن .. لايُقبل من مصر إلا شخصا واحد .. " ناصر" 

نَاصر الفقراء .. فاختاروه زعيما تاريخاً لهم .. فكوّن منهم طاقة كونية دمرت كل من وقف أمامه من معارضين

 تدخل شخصيا للإفراج عن فيلم "شىء من الخوف" قائلا: لو إحنا زي عتريس .. يبقي "نستاهل الحرق" .

 حارب دفاعا عن العرب .. فوقفت كل الدول " ناصرية هوية " بعد رحيله تساعد  مصر ضد الصهاينة فى  حرب 7

 

أحمد فوزي السيد

 

بعيدا عن كل الحفلات الصاخبة التي " تمدح فيه " .. "وتنهش فيه" .. وتحدث الكثيرون عن كل شيء ولم يعد هناك جديدا لا يعرفه أحد .. وبالرغم من رغبة الصحف  فى البحث دائما عن الانفراد فى  الحكاوى  ..  عن لغز خطير يسطر حروفا جديدة تضاف إليه .. أو حتي تنتقص منه .. ولكن كثيرا عندما تتذكر الرجل تجد نفسك أمام "نسخة أصلية" من مواطن مصرى .. فتجد نفسك تبحر بعيدا عن الجميع لتكتفى بالاستمتاع بهوامش بسيطة عنه .. ولكنها تلخص بتواضع شديد فى أوقات يترحم فيها الغالبية على سيرة رجل لم تعد ذكراه التى تحفل سنويا بمزيد من الأضواء .. ليس لمجرد انه رجل عاش وخُلد فى القلوب .. ولاهى ميعاد سنوى للاستماع إلى لحن الكرامة الخالد المطوىّ فى كتاب الزمن من وقت أن كانت مصر ترفع رأسها عاليا أمام قوى الاستكبار والطغيان  حتي وهى مهزومة  وقواتها المسلحة شبه مدمرة على الأرض .. ولكنها ذكري تخلد فيها مشاعر تستدعى شموخ وكبرياء " تاريخ " ..  دافع عنه رجل  دفعته الأمة العربية بأكملها لاحتلال الزعامة في القلوب قبل العقول .. ومهما تعددت أخطاؤه .. ومهما كثرت عثراته .. سواء اتفقت أو اختلفت عليها .. أن كنت من مؤيديه أو حتي  معارضيه .. ستظل دائما تراه .. " الزعيم  الذي علمنا السحر".

 

الزعيم التاريخي للعدالة الاجتماعية 

   لست من متصوفي عبد الناصر .. أو حتي من مجرد الفاتحين الدائمين لسيرته مصحوبة " بمصمصة " الشفاه  تندرًا على ضياع زمن الرجال بعد رحيله .. ولكنى من مؤيدي تاريخ يظل وحده ينصف هذا الرجل .. خاصة إذا ماواجهنا انجازاته بأخطائه التي يجعلها البعض دائما "عباءة سوداء" .. تلتف علي مشواره .. فتداري كل مافعله ..  ولا تظهر منه إلا ..  " لونها القاتم " ..

  السحر ارتبط مع الرجل بارتباطه بالفقراء .. كون منهم طاقة كونية دمرت كل من وقف أمامه من معارضين .. فالرجل الذى حلم بإمبراطورية كبري تشتعل فى كل ركن من الوطن العربى بقيادة مصر .. جعل همه الأول الفقراء وخصص لهم دائما الجانب الأكبر فى خطاباته .. بل كان يصف نفسه برئيس الجمهورية ابن " الرجل العادي" بما يجعل أى ابن "رجل عادى" مثله يتولى رئاسة الجمهورية فيما بعد .. وتحققت النبوءة .. وكأنه كان يداعب خيوط المستقبل  .. فكلًا من أنور السادات وحسنى مبارك .. وحتى محمد مرسى لم يكونوا إلا أبناء لبسطاء من الشعب .. بغض النظر عن الخلفية العسكريين للسادات ومبارك .. والخلفية العلمية للدكتور مرسي .. ولكنهم توحدوا فى النهاية فى تحت نفس الراية .. أولاد الفقراء.. والتي كانت من النتائج  التاريخية لثورة يوليو

 عندما تبحث عن الشعبية الجارفة للرجل .. والحقيقة المجردة فى امتلاك ناصر لهذه القاعدة الجماهيرية الضخمة .. ستجد سلسلة من الإجراءات التى تبناها منذ بداية التحام الشعب المصري مع الانقلاب الناعم على الملك فاروق، حتى التصق بالأمر لقب ثورة، فكانت قوانين الإصلاح الزراعي التي صدرت بعد شهرين فقط وهو مايجعلنا أمام حقيقة أخري، تصف الأمر أنه لم يكن مجرد انتفاضة مشاعر غضب من ضباط الجيش ضد حكم الملك الذى أذلهم فى حرب 48، بل كانت هناك لقاءات ومشاورات ورؤية عامة تحكم ضباط يوليو بشأن الوطن والمواطن،   لاسيما وأن الثورة لم تهدأ بعد قوانين الإصلاح الراعى .. بل تبعها العديد من الإجراءات والقرارات التي حققت حالة فريدة فى تلك الظروف لتطبيق " العدالة الاجتماعية" التى كان ينشدها ناصر لإرضاء طموح  الكثير من فقراء هذا الوطن وقتها، سواء بتوفير لهم سبل الحياة النظيفة من  طعام ومسكن آدمي وتعليم لأولادهم بل أو .. بجعل التعليم " إجبارى " .. وهو مايدخلنا فى نقطة فاصلة أخرى تناقض تماما ما يتحدث عنها الكثير من مناهضى ناصر بأنه مسؤول أول عما آلت إليه الحياة الثقافية بمصر من تجريف .. وفرض قيود مكبلة للعقل .. فكيف لرجل يسعى لذلك أن يجعل التعليم " إجبارى " فى توقيت لم يكن التعليم من والويات الطبقة الكادحة .. ولكنه بذلك منح مساواة تاريخية بين أبناء الطبقة الفقيرة .. وأبناء الطبقة الاحتكارية التى كانت " تستعبدهم" .. بما خلق نضجًا اجتماعيا سرعان ماتبلورفى  تثبيت أقدام الطبقة الوسطى المثقفة فى المجتمع .. والتي تندر عليها الآن بالمناسبة، وأصبح ربما لأول مرة دوت تعقيدات .. أو ضربة حظ قدرية " لواحد في المليون"، بإمكان ابن الفلاح الفقير أن يحصل على أعلى الشهادات من التعليم، بما يجعل الكثير من المصريين يتنقلون بمستوياتهم المعيشية إلى درجات أعلى، وهو مايعد أكبر شهادة فى حق ناصر بما يبعده تماما عن دعاوى واتهامات "تأميم الفكر" وإرهابه للثقافة والمثقفين، ومايدل على ذلك الكلمة التى لايناساها احد، والتى خرجت من ناصر بعفوية شديدة بعدما منعت الرقابة فيلم "شىء من الخوف"، فرد قائلا: لو إحنا زي عتريس .. يبقي "نستاهل الحرق" .

  الحقيقة التاريخية تقول أن الرجل لديه العديد من الأخطاء .. ولكن الإنجازات الاجتماعية التى حققها دون أن يتورط في شبهة فساد .. أو استغلال من الذى نعانى منه الآن بسبب "محاولات هدم التجربة الناصرية" عاما بعد الآخر .. وبيع كل الأصول التي انحنى فيها ظهر الرجل ليعيدوا استعباد المواطن من جديد، تجعله دائما فوق أي شبهات من أي نوع  لمصلحة شخصية،  خاصة أن العهد الناصرى شهد العديد من الأحداث الساخنة التي كانت تستلزم نوعا من الحسم .

  فعندما تبحث تاريخ تلك الحقبة تجد أن الاحتلال الأجنبى الذى جثم على صدور البلاد أكثر من سبعون عاما كان يحاول دائما الانتقاص من السيادة الوطنية سواء قل ذلك أم كُثر،  وبالتالى فالحاجة لشيء من القوة في معادلة الاستقرار بعيدا عن اتباع الانجليز، "بفكر هذا التوقيت" كانت ضرورة .. لاسيما وان الأحزاب المدنية كانت تشهد نوعا من الضعف والتراخى .. وهناك من اتهمها "بممالئة الإنجليز" أيام وجوده فى البلاد ، فضلا عن الصراعات الحزبية ليس من أجل  المنافسة الشريفة بل من أجل السلطة والثروة، وبالتالى كان قرار ضباط يوليو .. باستثناء الرئيس الراحل محمد نجيب، "بتأميم السياسة مؤقتا" من أجل النهوض بالمواطن المصري وإقامة حلم العروبة الذى كان يداعب خيال ناصر ورفاقه، والسعى لتحقيق أهداف الثورة لترسيخ معالم السيادة المصرية على الأرض عبر إجبار الاحتلال على الرحيل من البلاد وإعلان الاستقلال الوطني، وتبعه مراحل أخرى لحماية السيادة بنقل اقتصادنا من مرحلة الركود والاعتماد على تصنيف مصر كدولة زراعية، ليبدأ عصر نهضة شاملة، يدخل فى نطاق دول محور التنمية فى ذلك الوقت، التي كانت تسبقهم مصر وقتها، ولولا المعارك التي أنهكتها وجعلتها تدان بسبب شحنات الأسلحة من الاتحاد السوفييتي وقتها، لكانت البلاد الآن في وضع ربما يزعج الغرب .. مثلما أزعجهم مؤسس الدولة المصرية الحديثة الأولى محمد على.

   وبالتالي من الإنصاف أن نعطي للرجل حقه الطبيعي فى كونه صانع "العدالة الاجتماعية"الأول فى العصر الحديث ..خاصة بعد سنوات عانى فيها المصريون من أبشع أنواع الظلم والجهل والاستعباد .. وبالرغم من الانتقادات الكثيرة التي وُجهت لقوانين الإصلاح والتى نعترف جميعا أنها شابها كثيرا من الظلم للبعض ، ولكن عندما تعلم أن هذا القانون أيضا كان السبب فى تجفيف منابع الظلم الاجتماعى  بمصر؛ لاسيما وأنه قبل صدوره .. لم تكن مصر تنعم حتي ولو بقدر قليل من التباين فى العدالة الاجتماعية، خاصة وان  90% من الأراضي الزراعية المصرية كانت فى يد تلك الحفنة التي يشتكي ورثتهم حتى الآن من ظلم وجبروت ناصر الذى استقطع ملايين الأفدنة والممتلكات منهم وأعطاها للفقراء ويناصرهم فى ذلك بالطبع كتائب "حقوق الإنسان" والناقمين على العهد الناصرى الذى لم يشغلهم لحظة الفرق الشاسع والحقيقة المخجلة التي كان يعانى منها الشعب المصرى .. وتفرغوا لصب اللعنات على الرجل .. وجعهم تألم الأثرياء من فقدان أجزاء من ثرواتهم ولم يؤلمهم عبادة وسخرة الغالبية العظمي من الشعب الكادح المطحون، خاصة أن ناصر قدم صورة فريدة في كيفية إنعاش العدالة الاجتماعية قولا وفعلا .. وليس كما يحدث الآن، فقام الرجل مستخدمًا قوانين الإصلاح الزارعى بتوزيع مايقرب من 3 إلى 5 فدادين على كل الأسر، بما يكفل توزيع الثروة الزراعية المصرية على أبنائها جميعا، وبذلك حقق ناصر " نصرا اجتماعيا " رهيبا يعجز عنه كل كهنة حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية الموجودين على الساحة الآن .. بعدما وجه ضربة للظلم حتي لو كان ذلك بالاستعانة "ببعض الظلم"  لطبقة عاشت طويلا فى رحاب استخدام الوطن بأكمله لصالحها ..  فقط .. من أجل العدالة .

   لم يقف ناصر فى "حظوة الفلاحين" وحدهم .. بل استطاع أن يؤسس نهضة صناعية متكاملة ، فضلا عن اهتمامه بتأمين " كرامة العامل " الذى اعتبره صانع النهضة الحقيقى، وأقر قوانين تمنع الفصل التعسفي للعمال، وبات صاحب العمل من حقه الاختيار جيدًا، واختبار القوة البشرية التي يريدها من حيث الصلاحية، ولكن بصك العقد .. بات صاحب العمل "ملزما" بالعامل وبحقوقه .. وبات أصحاب المنشآت لايقوون علي منازعته وإرهابه فى عمله للحصول على أكثر استفادة منه، وبات يحكمهم نصوص صارمة لإثبات مخالفات العمل تمهيدا للاستغناء عنه .. علي خلاف الماضى الذي كان يسمح لأصحاب المنشآت أو المصانع أو حتي أصحاب الأعمال العادية بالاستغناء والتنكيل بالعمال دون سبب .. بالضبط مثلما يحدث الآن .. ولم يتبق للعمال من   قانون العمل  الناصرى الشهير ..  إلا استخدامه " كفزاعة صوتية ".. يستخدمه العامل عندما يتعرض للتعسف أو التنكيل، ولكن هيهات بين أيام دولة "صاحب قانون العمل" .. وبين دولة .. " أصحاب العمل "

   المثير أن الرجل لم يكتف فقط بقوانين تحض على ممارسة العدالة الاجتماعية وإلزام الجميع بها، ولكنه أمن للعمال مصادر أرزاقهم .. وعبر عن ذلك عمليًا بإنشاء أكثر من 1200 مصنع، وحتى يقضى تمامًا على البطالة،  تبع ذلك بإصدار قانون " يلزم الدولة " بتعيين الخريجين بالقطاع العام ، وبغض النظر عن سوء استخدام هذا القانون بعد ذلك، ولكن مقصد القانون، وطريقة تطبيقه فى السنوات الأولى، قبل الدخول فى عصر الانفتاح الاقتصادى، لايعطى مدلولا إلا عن شيء واحد .. حب جارف لهذا الشعب .. من هذا الرجل .

 

التاريخ ينصف ناصر فى حروبه الدفاع عن العرب

  بعيدا عن الملخص البسيط الذي أوردته فى سيره ناصر.. والذي يستعرض كيف استخلص هذا العملاق حب من الأعماق نتيجة إعلانه الانحياز الدائم لمصلحة الطبقة المهشمة التي رفعته عاليا .. وبات أحد زعمائها التاريخيين، يأتى الملف الشائك الذى دائما مايثار على أنه شوكة فى عنق إنجازاته ..  دفن الحياة السياسية .. والتعددية الحزبية والديمقراطية هى وأصحابها فى مستنقع النسيان .

    حسب موقع ويكبيديا الشهير، تولى عبد الناصر الحكم عن طريق وضع  الرئيس الأسبق محمد نجيب " تحت الإقامة الجبرية "، وتولى ناصر رئاسة الوزراء ثم رئاسة الجمهورية باستفتاء شعبي يوم 24 يونيو 1956 وفقا لدستور 16 يناير 1956،  وتولى بعدها ناصر فترتين رئاستين، ولكن الحدث الرئيس الذى جعل الدكتاتورية تتحكم .. بغالبية آراء مجلس قيادة الثورة  .. حادث المنشية الشهير الذي حاول فيها الإخوان "حسب الرواية الرسمية للحادث" اغتيال ناصر أثناء إلقائه خطاب جماهيري بالإسكندرية السبب فى التحول الجذري في شخصية ناصر .. فمن رجل يهادن الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان وكانت العلاقة تسير فى اتجاه حميم .. إلى رصد كل قيادات الإخوان .. واصطياد رموزهم وإعدام بعضهم .. ثم تحول الاضطهاد السياسي بعد ذلك إلي اليساريين والشيوعيين .. وغيرهم .. وبدا عصر جديد يعتمد على ترسيخ فكرة العدالة الاجتماعية وتنحية الديمقراطية جانبا .. وعلى التوزاى في الإصلاحات الداخلية .. اعتمد على توسيع البعد العربى ..وتنمية القومية العربية  .. "وتلميع مفرداتها" .

   المثير فى الأمر أن كل الانتقادات للرجل، والانتكاسات المختلفة التي تعرضت لها فكرته " القومية العربية" وجعلت البعض من أعدائه يلحقون به الاتهامات بالعبث بمصر لكسب زعامة على جثة الوطن عبر إدخال البلاد فى العديد من المغامرات العسكرية التى " شلت الاقتصاد " .. وهددت أركان الدولة .. ومهدت لاحتلالها من جديد .. إلا أن المتابع للتحولات الجذرية العميقة فى المنطقة العربية وقتها .. سيجد أن اتباع ناصر بعد ذهاب حقبة الخمسينات، وقدوم مطلع الستينات ..  وصل أنصار الفكرة الناصرية للسلطة في عدة دول عربية، وبات ناصر الملهم الأول للعروبة .. وصانع مجدها .. والنجم الأوحد الذى ينادى باسمه في كل المحافل والأوساط الشعبية فى الوطن العربى ..

   وبالرغم من شن حرب ضارية عليه من معارضيه بسبب دخول مصر العديد من الحروب التي لاناقة لها فيها ولاجمل .. إلا أن العديد من الخبراء أنصفوه .. مؤكدين أن تدخل ناصر في اليمن على سبيل المثال أعطي مصر خبرات تكتيكية في التدريب علي معارك " الاستنزاف " .. وشل قدرات العدو، لاسيما وأن المنطقة كانت قد تشكلت من جديد عبر إدخال الصهاينة من طرف الغرب كدولة في المنطقة .. مما تسبب فى إشعالها من قبل قدوم عبد الناصر وثورته للحكم  .. بمعني أنه لم يُلهب المنطقة بعداء مع دولة  " فُرضت فرضا "  من الغرب .. واصطدامه بها فيما بعد كان كان حتمياً .. وانعكاس طبيعى للهالة العربية التى أعطت  "مصر الناصرية" التاج العربى للعروبة وقتها ..  مما جعلها حامى الحمى للمنطقة بأسرها، ثم جاءت حرب 73 لتزيد من أنصاف الرجل بعدما استخدم المصريون مضيق باب المندب باليمن لفرض حصار بحري على الاقتصاد الصهيونى .. وهو مالم يكن يحدث لولا حكم نظام " ناصري الهوية " باليمن .. ويسعى بكل قوة لرد الجميل لمصر وشعبها، فضلا عن عدم إغفال الفريق سعد الدين الشاذلى "الذى يمجده الإسلاميون" الآن  لذلك فى مذكراته .. فتحدث الرجل بالإجادة عن حرب اليمن، مؤكدا أن دول جنوب الجزيرة العربية  ساعدت مصر فى حرب 73 بمايقرب من 17 مليار دولار .. ثمنا لدور ناصر معهم .. وبالتالى خلقت فكرة القومية العربية حصنا أمينا حول مصر مثلما كانت لهم .. درعا وسيفًا ..

  المنصف لناصر.. سيجد الرجل المصرى البسيط الذى استطاع أن "يزرع  برج"  يطعن الكرامة الأمريكية فى مقتل بعدما فكرت فى شرائه .. وبات " برج القاهرة "  الذى بنى بالأموال التى خصصتها المخابرات الأمريكية " لتجنيد ناصر"  شاهد علي الهامة العالية للمصريين .. وزعيمهم الجسور " ناصر"، سيجد رمزا تتحاكي به الأمم التي صنعت من أفكاره نضال ضد الاستعباد .. وحملت شارته كل الدول العربية والإفريقية وحتي فى جميع انحاء العالم المتحرر بعدما  تحدى الذل ورفع رايات العزة والكرامة .. حتى لو كان ذلك على حساب أبعاد السياسة والسياسين عن المشهد بديكتاتورية ربما كان لها مالها وعليها ماعليها ..

  وبالرغم من أن معارضيه يرونه صورة للحاكم المستبد .. وينتقدون انتهاكات حكومته لحقوق الإنسان.. إلا انه ذلك ظل فى نظر عظماء العالم ومؤرخيه واحدا من الشخصيات السياسية البارزة التى صنعت التاريخ الحديث .. رحمك الله ياناصر مصر والمصريين .. وغفر لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر .

 

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register