راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

نحن غرابا عك ….

فاطمة ناعوت

فاطمة ناعوت

"الحاكم كافر. الجيش كافر. الشرطة كافرة. المسيحيون كفار. المسلمون المتصوفة والشيعة والأزهريون كفار. العاملون بالدولة كفار. القضاة والإعلاميون كفار. ثوار ٣٠ يونيو كفار». قال الأخ أبأنس.

وإذن، لم يتبقَّ لنا كـ«كفار» إلا أن ندفع بطفلين أسمرين نحو الهرم الأكبر (أكبر الأصنام فى مصر الوثنية)، ثم نطوف حول الهرم مُنشدين: «نحن غرابا عكّ، عكّ، عكٌّ إليك عانية، عبادُك اليمانية، كيما نحج الثانية» («عبادُك اليمانية» سنجعلها «عبادُك المصرية»؛ عشان إحنا كفرة مصريين مش كفرة يمنيين وكده). بعد هذا المشهد، سيخرج المؤمنون من وراء ستار الهرم، فتنخلعُ قلوبُنا من الخوف، ثم يظهر قادةُ المؤمنين وجوههم مشرقةٌ بالتقي، يطفرُ السَّنَا الوضّاءُ من شعيرات لحاهم الناصعة، يتمشون أمامنا فى تؤدة ونورُ الإيمان يغمرُ جباههم. أولئك هم الناجون من النار، الذين تمسّكوا بدين الحق من بين كل الشعب المصري الكافر. يتقدم القادةُ: ياسر برهامى وعاصم عبدا لماجد وطارق الزمر، يطلقون سيوفهم الطاهرة فتتطاير الأعناق الكافرة. كلُّ ضربة سيف بخمسين ألفَ عنقٍ! ولا عجب، فسيف المؤمن مدعومٌ بجند الله لتبطش بالكافرين. وهكذا يختفي الشعبُ الكافر والجيش والعسس والقضاء والإعلام من أرض مصر الطيبة، ولا يبقى فيها إلا الألف مؤمن، (أبناء «رابعة» الذين هم: لا قضاة ولا إعلاميون ولا موظفون ولا نصارى ولا شيعة ولا متصوفة ولا أزاهرة ولا شرطة ولا جيش ولا شعب). الألف الذين استعصوا على الشيطان فلم يستطع إغواءهم مثلما أغوانا نحن الـ٩٠ مليون كافر.

بعدما تتطهر أرض مصر من دنسنا وفسوقنا وكفرنا، يبايع المؤمنون خليفتَهم السيد «عاصم بن عبدالماجد»، ويبدأون الحياة «على نظافة» بعد هدم الأوثان؛ أهرامات ومسلات ومعابد فرعونية ومقابر وادى الملوك والملكات، وحرق رفات المومياوات الكافرة، فتتحقق نبوءة الخليفة «ابن عبدالماجد» حين قال فى اعتصام «رابعة» الميمون: «سنقاتل الحضارة الفاجرة».

ما سبق ليس فيلماً هزلياً لمخرج متواضع، بل هو السيناريو الناصع فى دماغ كل إرهاب ممن يحرقون بلادنا ويقتلون جنودنا ويسرقون أموالنا كل نهار ومساء هذه الأيام.

«أبوأنس»، أحد قتلة عريف الشرطة المكلف بحراسة كنيسة العذراء بمدينة ٦ أكتوبر، أقرّ بحق المسلم فى سرقة أموال المسيحي! ورفض وصفها بـ«السرقة» قائلاً: «اسمها مغنم»، وبما أن محل الذهب المستهدف ملك رجل مسيحي، فلا جرم فى سرقته من أجل شراء السلاح الذي سيقتلون به الحاكم والجيش والشرطة والنصارى والشعب الذى أخرج الإخوان من الحكم. واعترف بأنه تدرج من السلفية إلى الجهاديين إلى التكفيريين حتى اقتنع بأن مصر كافرة ويجب قتال أهلها.

ولو أبعدنا المنظار قليلاً سنكتشف أن كل العالم كافر؛ الغرب المسيحي كافر، والآسيويون الهندوس والبوذيون والطاويون والزرادشتيون كفار. أكتبُ إليكم من إحدى الدول الكافرة «هولندا»، حيث أقف إلى جوار سيارة حديثة صُنعت خصيصاً للمعوقين، بابها الخلفى يسمح بدخول كرسى متحرك يحمل المعوق أو المسنّ لكى يقود سيارته بنفسه. أيها الغرب الكافر، لماذا تحترمون المعوق والطفل والمرأة والمسنّ والفقير والحيوان والنبات والهواء والبيئة والطبيعة؟ فى أىّ كتاب «كفر» تعلمتم هذا؟

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register