نسف الدين بالعمليات الجهادية
أعد الملف : أحمد إبراهيم عصر – أحمد الشايب – محمود حسين – عبدالله عويس
لم يكن الفكر الجهادي أو التكفيري يومًا هو الحل الأمثل علي مر العصور للتعامل مع الأنظمة الفاشية أو للتعامل مع أعداء الدين الإسلامي سواء في الداخل أو الخارج وقد أثبت التاريخ ذلك, فمنذ أن ظهرت الجماعات الجهادية التي تقوم علي القتل والتفجير والعمليات الاستشهادية والانتحارية وحتى يومنا هذا, لم يتغير المشهد كثيرًا ولم تجن هذه الجماعات ثمار طيبة لهذه الأعمال التخريبية التي يرفضه العرف والدين, وإنما كانت النتائج سلبية علي الدين الإسلامي والمنتمين إليه, وأصبحت النظرة الخارجية للإسلام نظرة قاصرة علي هؤلاء المتطرفين الذين يشوهون الدين ويعتقدون أنهم يقدمون خدمات جليلة لوطنهم ولدينهم غافلين أن الله تعالي لم يبح يومًا دمِ إنسانٍ برئ يسال لمجرد الفهم الخاطئ لتعالم الدين الإسلامي الحنيف التي وضحها لنا رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم.
وبعد عزل الدكتور محمد مرسي عن كرسي الحكم في الثالث من يوليو الماضي بدأت نشاطات هذه الجماعات تتبلور بشكل كبير في مصر مرة أخري وبدأنا نرى مرة أخري محاولات اغتيال لبعض الرموز واعتداءات سياسية علي رموز أخرى الأمر الذي يشير إلي عودة الفكر الجهادي إلي مصر بقوة بعد أن ظل خامدًا لفترات طويلة من الزمن, وهؤلاء جميعًا ممن ينتمون إلي جماعات تبيح دم المواطن المصري أو أي إنسان دون وجه حق, فهم ينتمون اسماً فقط إلي الدين الإسلامي ولكن إذا ما أمعنا النظر سنجد أن الإسلام منه براء.
بداية الفكر الجهادي
من البوسنة إلى الشيشان و أفغانستان أضلاع مثلث الدم
بدأت الصحوة الجهادية بانطلاق أفكارها الأساسية في مطلع الستينات (1960 – 1965) م، ثم مرحلة قيام التنظيمات الجهادية المسلحة في معظم بلاد العالم العربي وبعض بلدان العالم الإسلامي، وكانت محاولات المواجهة تلك؛ أساسا مع المرتدين، ونهاية مع بعض أشكال التواجد اليهودي والصليبي وهي المرحلة الممتدة من (1965 – 2000) م.
حيث بدأت هذه الموجة منذ بداية التسعينات، تأخذ شكل العالمية، ولا سيما في تجارب البوسنة والشيشان وانتهاءً بأفغانستان وبعض أعمال الإرهاب الفردية، إلى أن فرض النظام العالمي الجديد نظاما دوليا لمكافحة الإرهاب وتمكن من القضاء على معظم المحاولات التنظيمية والمواجهات القطرية، وحصر الصامدين فيها اليوم في بقاع محدودة، حيث انتقل النظام العالمي على صعيد مكافحة الإرهاب إلى مرحلة حصار ما بقي من تلك الصحوة وكوادرها خارج بلادها، ومكافحة واستئصال ما بقي من جذورها في بلدانها الأصلية، ولاسيما في العالم العربي والإسلامي.
وأما في مصر، فالمحضن الطبيعي الذي يمكن أن تولد فيه هذه الأفكار، وخاصة أيام مؤسسها الشيخ حسن البنا وحرب فلسطين 1948 كما شكلت الضربة الأمنية التي تلقتها الجماعة إبان الحقبة الناصرية وأجواء السجون ودهاليز التعذيب في الخمسينات والستينات المحيط العام الذي وضع فيه سيد قطب الأسس الفكرية والمنهجية للتيار الحركي الجهادي والذي انبثقت منه تقريبا جميع الحركات الإسلامية المسلحة ولكن قيادة الإخوان اختارت تجنب الصدام مع السلطة وبذلك حصل فرز جديد داخل الجماعة وتشكلت مدرستين الأولى المدرسة الإصلاحية والتي قدمت تنازلات وتراجعات وفضلت طريق المهادنة معتمدتا خيار النعامة والثانية هي المدرسة الثورية والتي خاضت مواجهات مسلحة مع الأنظمة العربية والقوى الاستعمارية في العراق وأفغانستان والبوسنة والشيشان وكشمير والصومال وغيرها من بؤر التوتر والصراع على امتداد العالم الإسلام.
ويقول الدكتور أحمد النظيف الصحفي الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، يقول في هذا الشأن, يجب أن نجد تعريفا لهذه الظاهرة الجهادية أو التيار الجهادي وإني أعترف هنا بعجزي عن تعريفه لشدة تعقيد المبحث فهل الجهادي هو من يحمل الفكر أو من يجمل السلاح أم من يحمل الاثنين معا؟ في الحقيقة الأمر صعب التحديد ولم أجد غير تعريف منسوب لأحد كبار منظري التيار الجهادي العالمي أبو مصعب السوري والذي حصر الجهاديين في الجماعات أو الأفراد الذين حملوا فكرة الجهاد المسلح ضد الحكومات القائمة في العالم الإسلامي أو ضد الأعداء الخارجين وحملوا فكرا محددا يقوم على مبادئ الحاكمية وقواعد الولاء والبراء وأساسيات الفكر السياسي الشرعي المعاصر كما هو مفصل ومعروف في أدبياتهم .
ومن الممكن القول أن التيارات الجهادية في الإقليم العربي، تنتمي في معظمها إلى الفكر "القاعدي" باستثناء حركة شباب المجاهدين في الصومال، وجماعة حقاني الباكستانية. وتنتشر حاليًّا في الإقليم ثلاث صور للقاعدة. تتمثل الصورة الأولى في القاعدة الأم وهي التنظيم الأصلي الذي أسسه بن لادن، تحت مسمى "الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" في عام 1998، وتشكلت من عدد من التيارات الجهادية من مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، وهي تنشط حاليًّا في أفغانستان والمنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان.
وتتمثل الصورة الثانية في "فروع" القاعدة، التي نشأت بأمر مباشر من أسامة بن لادن، والمثال الوحيد لها هو "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وينشط في المملكة العربية والسعودية واليمن. ويعد هذا التنظيم امتدادًا فكريًّا وأيديولوجيًّا لتنظيم القاعدة المركزي الموجود في أفغانستان، ولكنه لا يتلقى الأوامر من قيادة القاعدة.
وتنصرف الصورة الثالثة إلى "نماذج" القاعدة، وتعبر عنها "التيارات الجهادية"، المنتشرة حاليا في الإقليم، وتتبع نهج القاعدة وتؤمن بأفكارها وأيدولوجيتها،وبطريقة التنظيم وأسلوبه في العمل الجهادي، وتَعتبر بن لادن زعيمًا روحيًّا لها، ولكنها لم تنشأ بأمر من قيادة القاعدة المركزية، وليست لها أي علاقة مباشرة بالقاعدة الأم أو فروعها. ويعبر عنها حاليًّا تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"جماعة أنصار الدين" في مالي، وتنظيم "أنصار الجهاد" في سيناء، وتنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" في العراق.
وقبل قيام الثورات العربية مباشرةً؛ دخلت الجماعات الجهادية في الإقليم مرحلة انحسار وتراجع باستثناء حركة شباب المجاهدين في الصومال، وجماعة حقاني في باكستان، حيث كانت مصر شبه خالية من أنشطة هذه الجماعات، وكذلك الحال في كل من تونس والمغرب، كما انحسرت التيارات الجهادية بشكل كبير في الجزائر، باستثناء بعض الأنشطة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، كما حدث تراجع كبير في نشاط تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" الذي ينشط في كل من المملكة العربية السعودية واليمن.
وكذلك شهدت تلك الفترةُ انحسارًا لنشاط تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" الذي ينشط في العراق، وكذلك تراجع نشاط التنظيمات الجهادية في قطاع غزة، وخاصة بعد سيطرة حماس على القطاع، حيث نجحت في تحجيم التيارات الجهادية الموجودة في القطاع، مثل جماعة جيش الإسلام. وكذلك الحال في لبنان؛ حيث حدث تراجع في نشاط التيارات الجهادية الموجودة هناك، وخاصة بعد أحداث مخيم نهر البارد في 2007.
كما شهدت أفغانستانُ خلال تلك الفترة أيضًا تراجعًا نسبيًّا في عمليات حركة طالبان، وخاصة بعد إصدار الحركة لوثيقتها الشهيرة في9 مايو 2009، والتي تحرم فيها قتل الأسرى والمدنيين، وتقيد عمليات القتل التي كان يقوم بها أبناء الحركة بالعديد من القيود والضوابط؛ حيث تشترط الوثيقة أن تكون العمليات داخل الأراضي الأفغانية وليس خارجها، وأن أي عمل أو قتال خارج أفغانستان لا بد من الرجوع فيه للإمام، أي للملا عمر.
أخطر الجهاديين في العالم
مروان حديد وبن لادن والظواهرى أعلام الرعب
مروان حديد 1934، مؤسس الجماعة الجهادية التي عرفت باسم ، الطليعة المقاتلة، وكان أحد المقربين لسيد قطب أحد أعمدة جماعة الإخوان حينئذ، والذي تبنى أفكاره عن رفض الحكومات والمجتمعات المسلمة باعتبارها مجتمعات جاهلية، لأنها ملحدة أو وثنيّة، وأنّ خلق نظام إسلامي للحكم كان فرضاً مقدّساً، ومن ثمّ لم يكن بديلاً، بل كان فريضة لازمة، وإنّ الجهاد هو السبيل الوحيد لفرض نظام إسلامي جديد.
برز اسم مروان حديد، بوصفه أحد قادة التمرّد في حماه في ربيع 1964، أي بعد عام من وصول البعث إلى السلطة في سوريا، حيث اندلعت موجة احتجاجات مناهضة للحكّام الجدد، وكان أعنفها في حماه، حيث حوّل الإخوان المسلمون الأمر إلى جهاد ديني مسلّح ضد السلطة، على خلفيّة النزعة العلمانيّة للبعث آنذاك، وانتماء بعض رموز الحكم الجديد إلى أقليات مذهبيّة حينها، لتكون سوريا على موعد آخر مع الإرهاب.
وفي 1975، أسس مروان "كتائب محمد" ثم "الطليعة المقاتلة" التي ظل اسمها يتردد لاحقا كذراع عسكري لجماعة "الأخوان المسلمين" في سوريا.
وفي أواخر 1975، وعلى خلفيّة نشاطه «الجهادي»، اعتقل مروان حديد بعد اشتباك مسلّح، وبدأ إضراباً عن الطعام في سجنه، نقل إلى المستشفى وظل فيه حتى وفاته عام 1976.
ومن أخطر الشخصيات في العالم وأحد أهم الشخصيات التي أثرت في رسم ملامح العالم خلال القرن العشرين، أسامة بن لادن، فقد كان بن لادن زعيما لتنظيم القاعدة أهم التنظيمات الجهادية التي غيرت مصير العالم بالعمليات والهجمات التي نفذتها في مناطق مختلفة وأهمها الاعتداء على أمريكا في عقر دارها خلال هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وظل أسامة بن لادن طوال سنوات عديدة الرجل الأخطر والعدو الأول للولايات المتحدة واستمرت حياته حافلة بالألغاز والأسرار كما ارتبطت سيرة بن لادن بنشأة ومسيرة وتطور تنظيم القاعدة. ولم تكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة بنيويورك وواشنطن والتي أسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، الوحيدة في سجلات بن لادن ولكنها كانت الأخطر لأنها غيرت بالفعل الخريطة السياسية للعالم.
بدأت مسيرة الجهاد عند بن لادن من أفغانستان، حيث وظف ثروته وعلاقاته الواسعة لتحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان عام ١٩٧٩. وقد تحدثت التقارير عن علاقة بن لادن بالمخابرات الأمريكية خلال فترة الغزو السوفيتي حيث سعت الولايات المتحدة إلي تحجيم المد السوفيتي في العالم خلال فترة الحرب الباردة عبر دعم بن لادن والمجاهدين في أفغانستان خاصة بالسلاح.
وينحى باللائمة على بن لادن في التخطيط لسلسلة هجمات على أهداف أمريكية في إفريقيا والشرق الأوسط في التسعينات لقناعته بأن المسلمين ضحايا للإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة.
لم يمس بن لادن أي سوء حين شنت الولايات المتحدة هجمات بالصواريخ على معسكراته في أفغانستان بعد تفجير سفارتين للولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا بشرق أفريقيا في عام ١٩٩٨ . وتشير بعض التقارير إلى أنه كاد يفقد حياته في انفجار قنبلة أمريكية خلال ملاحقته في أواخر عام ٢٠٠١ بجبال تورا بورا في شرق أفغانستان.
تبعها في العام التالي في 11 سبتمبر 2001 تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من قبل 19 شابا من أتباع بن لادن بعد وأطلق على تلك العملية اسم هجمات سبتمبر.اختطفت أربع طائرات أمريكية، ضربت اثنتان منها برجي التجارة العالمي في نيويورك، وسقطت الثالثة في بنسلفانيا، بينما حاولت الأخيرة ضرب مبنى البنتاغون، ما أدى في نهاية ذلك اليوم إلى قتل نحو ثلاثة آلاف شخص.
اختفى زعيم تنظيم القاعدة عن الأنظار بعد الحرب على طالبان والقاعدة في أفغانستان وظن البعض أن أسامة بن لادن كان مختبئًا في المنطقة الجبلية لأفغانستان والمتاخمة للحدود الباكستانية. وادعى "أن الرئيس الأمريكي كان مخطئاً بتفسيره أن القاعدة مناهضة للحرية ويستند قوله على أن القاعدة تقول الحقيقة التي لبثت أمريكا دوما بإخفائها".
وقد وفرت حركة طالبان ملاذا آمنا لأسامة بن لادن عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر ورفضت التخلي عنه أو تسلمه لأمريكا ودفعت ثمن ذلك التحالف مع بن لادن بإعلان أمريكا حربا على أفغانستان لتستهل بها الولايات المتحدة حربها العالمية على الإرهاب ولتسقط نظام طالبان.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى بن لادن والقاعدة. وقد شن الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش حربا موسعة علي الإرهاب وبدأت تلك الحرب بإسقاط نظام طالبان في أفغانستان في أكتوبر عام ٢٠٠١ ثم محاولة القوات الأمريكية قتل أو أسر بن لادن في أفغانستان وكادت أن تعتقله في منطقة تورا بورا الجبلية ولكنه تمكن من الفرار.
وفي شريط مرئي بثته قناة الجزيرة في 30 أكتوبر 2004، برر ابن لادن ولأول مرة سبب إقدام القاعدة على توجيه ضربة للمباني المدنية في الولايات المتحدة، فقد علل بن لادن الضربة بقوله:"بعدما طفح الكيل بالمسلمين من إقدام إسرائيل على اجتياح لبنان سنة 1982، وما تفعله من أعمال إرهابية ضد المدنيين الأبرياء في فلسطين وما تشهده الساحة الإسلامية من انتهاكات إسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني. وما أيضًا يراه كل العالم بأن أمريكا تساند وتبارك إسرائيل بما تفعله باحتلالها أراضٍ ليست حقًّا لها لا في تاريخ أو حضارة".
وفي عالم الاتصالات والسماوات المفتوحة استمرت الحرب النفسية من بن لادن والرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ضد واشنطن حيث اختار بن لادن قناة الجزيرة وخصها بتسجيلات الفيديو والصوتية لنقل رسائله إلى الغرب وأمريكا. وقد بث بن لادن وساعده الأيمن الظواهري وحلفاؤهما أكثر من ٦٠ رسالة منذ هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ عكست في مجملها الفكر الأيديولوجي الأصولي الإسلامي لتنظيم القاعدة الذي ينطلق من قاعدة الجهاد.
في تسجيل فيديو في سبتمبر ٢٠٠٧بمناسبة الذكرى السادسة لهجمات ١١ سبتمبر قال بن لادن إن الولايات المتحدة ضعيفة على الرغم من قوتها الاقتصادية والعسكرية لكنه لم يوجه تهديدات محددة، وبهذا أصبح بن لادن أكثر الأشخاص خطورة والذين تبنوا الفكر الجهادي في العالم.
اغتيل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فجر الاثنين 2 مايو 2011 في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة. وحدثت الواقعة إثر مداهمة قوات أمريكية خاصة تدعى السيلز لمجمع سكني كان يقيم به مع زوجاته وأبنائه. ودار رحى اشتباك بين بن لادن ورجاله وبين القوات الأمريكية المصحوبة بعناصر من الاستخبارات الباكستانية ونجم الاشتباك عن مصرعه بطلقة في رأسه. وقد تمكن المدافعون من إسقاط إحدى المروحيات الأربع التي هاجمت المنزل.
وخلف بن لادن، أيمن الظواهري (19 يونيو عام 1951م) رئيس تنظيم القاعدة خلفاً لأسامة بن لادن بعد ما كان ثاني أبرز قياديي منظمة القاعدة العسكرية التي تصنفها معظم دول العالم كمنظمة إرهابية من بعد أسامة بن لادن، وزعيم تنظيم الجهاد الإسلامي العسكري المحظور في مصر. رصدت الحكومة الأمريكية مكافأة تقدر بـ 25 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
عمل كجراح (تخصص جراحة عامة) وساعد في تأسيس جماعة الجهاد المصرية ويعتقد بعض الخبراء انه من العناصر الأساسية وراء هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. وكان اسم الظواهري ثانياً ما بعد بن لادن في قائمة تضم 22 من أهم الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة ما بعد عام 2001. ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه.
بعد تبرئته من قضية اغتيال السادات أدين بحيازة الأسلحة بصورة غير مشروعة، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات تعرض فيها للتع ذيب بصورة منتظمة قبل السلطات خلال الفترة التي قضاها في السجن في مصر، وهي التجربة التي يقال إنها حولته إلى التطرف وعقب الإفراج عنه في العام 1985، غادر إلى السعودية.
وبعد خروجه من السجن بوقت قصير توجه إلى بيشاور في باكستان وأفغانستان المجاورة في وقت لاحق، حيث أسس فصيلاً لحركة الجهاد الإسلامي، وعمل طبيباً أيضاً في البلاد خلال فترة الاحتلال السوفيتي. وتولى الظواهري قيادة جماعة الجهاد بعد أن عودتها للظهور في العام 1993 م وعد الشخصية الرئيسية وراء سلسلة من الهجمات داخل مصر بما فيها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي. وتسببت سلسلة الهجمات التي شنتها تلك المجموعة للإطاحة بالحكومة المصرية وإقامة دولة إسلامية في البلاد خلال منتصف التسعينيات من القرن الماضي. وفي العام 1997 م قالت وزارة الخارجية الأميركية إن زعيم جماعة "طلائع الفتح"، وهو فصيل من فصائل حركة الجهاد الإسلامي، يقف وراء المذبحة التي تعرض لها السياح أجانب في مدينة الأقصر في العام نفسه. وبعد ذلك بعامين صدر على الظواهري حكم بالإعدام غيابيا من قبل محكمة عسكرية مصرية لدوره في الكثير من الهجمات في مصر.
أخطر التنظيمات الجهادية في العالم
"طالبان – أفغانستان" شوكة في جنب الكبار
القاعدة أو تنظيم القاعدة، هي منظمة وحركة متعدد الجنسيات سنية إسلامية أصولية، تأسست في الفترة بين أغسطس 1988وأواخر 1989 / أوائل 1990، تدعو إلى الجهاد الدولي. ترتكز حاليًا وبكثافة في اليمن، وخاصة في المناطق القبلية والمناطق الجنوبية، والمسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، هاجمت القاعدة أهدافًا مدنية وعسكرية في مختلف الدول، أبرزها هجمات 11 سبتمبر 2001، تبع هذه الهجمات قيام الحكومة الأمريكية بشن "حربٍ على الإرهاب".
تشمل التقنيات التي تستخدمها القاعدة الهجمات الانتحارية والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة، والتي يقوم بها أحد أعضاء التنظيم الذين تعهّدوا بالولاء لأسامة بن لادن أو بعض الأفراد الذين خضعوا للتدريب في أحد المخيمات في أفغانستان أو السودان.
تشمل أهداف القاعدة إنهاء النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلامية، وإنشاء خلافة إسلامية جديدة. وتعتقد القاعدة أن هناك تحالفًا مسيحيًا – يهوديًا يتآمر لتدمير الإسلام، كما وصفت فلسفة القاعدة الإدارية بأنها "مركزية في القرار ولا مركزية في التنفيذ".
وبعد الحادي عشر من سبتمبر والحرب على الإرهاب، أصبحت قيادة تنظيم القاعدة معزولة جغرافيًا، مما أدى إلى ظهور قيادات إقليمية للمجموعات المختلفة، تعمل تحت اسم القاعدة. تصنف القاعدة كمنظمة إرهابية من قبل كل من مجلس الأمن والأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية للاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الأمريكية وأستراليا والهند وكندا وإسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وهولندا والمملكة المتحدة وروسيا والسويد وتركيا وسويسرا.
وقد ارتبط بن لادن بنشأة القاعدة ووضع أصل الكلمة في مقابلة مسجلة على شريط فيديو مع صحفي قناة الجزيرة تيسير علوني في أكتوبر عام ٢٠٠١ "ظهر اسم القاعدة منذ فترة طويلة بمحض الصدفة، فالراحل أبو عبيدة البنشيري أسس معسكرات تدريب المجاهدين لمكافحة إرهاب السوفيت قال كنا نسمي معسكرات التدريب بالقاعدة، وبقي الاسم كذلك".
غير أن الصحفي "بيتر بيرجن" قال أنه حصل على وثيقتين منن سراييفو في مكتب المؤسسة الخيرية الدولية تشيران إلى أن المنظمة التي تأسست في أغسطس ١٩٨٨ حيث اتفق بن لادن مع المشاركين في تلك الاجتماعات ومن بينهم أيمن الظواهري وعبد الله عزام في ٢٠ أغسطس ١٩٨٨، على أن "القاعدة" ستكون الجماعة الرسمية التي تجمع الفصائل الإسلامية التي هدفها رفع كلمة الله والانتصار لدينه. وكانت هناك قائمة شروط للعضوية مثل السمع والطاعة وحسن الخلق والتعهد بطاعة القادة. وبذلك خرج تنظيم القاعدة كمنظمة وحركة متعددة الجنسيات سنية إسلامية أصولية،وتدعو إلى الجهاد الدولي. وترتكز حاليًا وبكثافة في اليمن وخاصة في المناطق القبلية والمناطق الجنوبية، والمسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وهاجمت القاعدة أهدافًا مدنية وعسكرية في مختلف الدول واعتمدت العمليات الانتحارية ، أبرزها هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
في البداية، كان الهدف من تأسيس القاعدة محاربة الشيوعيين في الحرب السوفيتية في أفغانستان، بدعم من الولايات المتحدة التي كانت تنظر إلى الصراع الدائر في أفغانستان بين الشيوعيين والأفغان المتحالفين مع القوات السوفيتية من جهة والأفغان المجاهدين من جهة أخرى، على أنه يمثل حالة صارخة من التوسع والعدوان السوفييتي. موّلت الولايات المتحدة عن طريق المخابرات الباكستانية المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الاحتلال السوفيتي في برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمي بـ "عملية الإعصار".
في الوقت نفسه، تزايدت أعداد العرب المجاهدين المنضمين للقاعدة (الذين أطلق عليهم "الأفغان العرب") للجهاد ضد النظام الماركسي الأفغاني، بمساعدة من المنظمات الإسلامية الدولية، وخاصة مكتب خدمات المجاهدين العرب،[36] الذي أمدهم بأموال تقارب 600 مليون دولار في السنة تبرعت بها حكومة المملكة العربية السعودية والأفراد المسلمين وخاصة من السعوديين الأثرياء المقربين من أسامة بن لادن.
مع نهاية المهمة العسكرية السوفيتية في أفغانستان، أراد بعض المجاهدين توسيع نطاق عملياتهم لتشمل مدّ الجهاد الإسلامي في أجزاء أخرى من العالم، كإسرائيل وكشمير. ولتحقيق تلك الطموحات، تشكلت عدة منظمات متداخلة ومتشابكة ومنها تنظيم القاعدة، الذي شكله أسامة بن لادن مع اجتماع أولي عقد في 11 أغسطس 1988. تمنى ابن لادن القيام بعمليات غير عسكرية في مناطق أخرى من العالم.
أعلن تنظيم القاعدة في عام 1996، الجهاد لطرد القوات والمصالح الأجنبية من الأراضي الإسلامية. وأصدر ابن لادن فتوى، اعتبرت إعلان عام للحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وبدأ في تركيز موارد القاعدة لمهاجمة الولايات المتحدة ومصالحها. ففي 25 يونيو 1996، تم تفجير أبراج الخبر التي تقع في مدينة الخبر في المملكة العربية السعودية مما أسفر عن مقتل 19 جندي أمريكي.
وفي 23 فبراير 1998، شارك أسامة بن لادن وأيمن الظواهري زعيم الجهاد الإسلامي المصري، إلى جانب ثلاثة آخرين من الزعماء الإسلاميين، في توقيع وإصدار فتوى تحت اسم الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين أعلنوا فيها : إن حكم قتل الأمريكيين وحلفائهم مدنيين وعسكريين، فرض عين على كل مسلم في كل بلد متى تيسر له ذلك، حتى يتحرر المسجد الأقصى والمسجد الحرام من قبضتهم. وحتى تخرج جيوشهم من كل أرض الإسلام، مسلولة الحد كسيرة الجناح. عاجزة عن تهديد أي مسلم وذلك وفقا لقول الله، ((وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة))، وقوله ((قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)).
ومن أهم العمليات الجهادية التي شنتها تنظيم القاعدة في العالم، بالترتيب في يوم 29 ديسمبر 1992، قامت القاعدة بأول هجماتها الإرهابية بتفجير قنبلتان في عدن. كان هدفها الأول هو فندق موفنبيك، والثاني موقف السيارات التابع لفندق جولدموهر. كانت تلك التفجيرات محاولة للقضاء على الجنود الأمريكيين، وهم في طريقهم إلى الصومال للمشاركة في جهود الإغاثة الدولية للمجاعة، في إطار "عملية استعادة الأمل". داخليًا، اعتبرت القاعدة التفجير انتصارًا أثار خوف الأمريكيين، ولكن في الولايات المتحدة كان الهجوم بالكاد يلحظ.
تفجير مركز التجارة العالمي في عام 1993، عندما استخدم رمزي يوسف شاحنة مفخخة لمهاجمة مركز التجارة العالمي في نيويورك. كان الهجوم يستهدف تدمير أساس البرج الأول، وبالتالي انهياره على البرج الثاني، وبذلك يسقط المجمع بأكمله، كان يوسف يأمل في قتل 250,000 شخص. اهتزت الأبراج وتمايلت، ولكن الأساس تماسك ونجح رمزي في قتل ستة أشخاص فقط (على الرغم من أنه جرح 1,042 آخرين، وتسبب في إلحاق أضرار تقدر بما يقرب من 300 مليون دولار في الممتلكات).
هجمات 11 سبتمبر، حيث تعتبر اعتداءات 11 سبتمبر هي أكثر الأعمال الإرهابية تدميرًا في أمريكا وفي تاريخ العالم، والتي أسفرت عن مصرع ما يقرب من 3,000 شخص، حيث اصطدمت طائرتين بأبراج مركز التجارة العالمي، وطائرة ثالثة في وزارة الدفاع الأمريكية، ورابعة استهدفت الكابيتول ولكنها تحطمت في بنسلفانيا.
قامت القاعدة بهذه الهجمات عملاً بفتوى عام 1998 الصادرة ضد الولايات المتحدة وحلفائها من جانب القوات العسكرية بقيادة ابن لادن والظواهري وغيرهم. وتشير الدلائل إلى أن الفرق الانتحارية قادها القائد العسكري للقاعدة محمد عطا بالاشتراك مع ابن لادن وأيمن الظواهري وخالد شيخ محمد والحنبلي كمخططين رئيسيين.
أرسل بن لادن عدة رسائل بعد 11 سبتمبر 2001، تشيد بالهجمات وشرح دوافعها نافيًا أي تورط بها، وبرر ابن لادن الهجمات بالمظالم التي يشعر بها كل المسلمين، وبالتصور العام عن أن الولايات المتحدة تقوم بقمع المسلمين.
وأكد بن لادن أن أمريكا تذبح المسلمين في فلسطين والشيشان وكشمير والعراق، وأنه يحق للمسلمين الرد بهجوم انتقامي. وادعى أيضًا أن هجمات 11 سبتمبر لم تكن تستهدف النساء والأطفال، ولكن تستهدف رموز القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية.
هناك أدلة تشير إلى أن الأهداف الأصلية لهذا الهجوم، قد تكون محطات للطاقة النووية على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ولكن في وقت لاحق، غيرت القاعدة الأهداف. كما كان يخشى من أن مثل هذا الهجوم "قد يخرج عن نطاق السيطرة."
في أعقاب هذه الهجمات، قررت حكومة الولايات المتحدة الرد عسكريًا، وبدأت في إعداد القوات المسلحة للإطاحة بنظام طالبان الذي يعتقد أنه كان يأوي تنظيم القاعدة. وقبل هجومها، عرضت على زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر فرصة لتسليم بن لادن وكبار معاونيه. كانت أول القوات التي دخلت أفغانستان، قوات شبه عسكرية من شعبة العمليات الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية.
عرضت طالبان تسليم بن لادن إلى بلد محايد للمحاكمة، إذا قدمت الولايات المتحدة الأدلة على تواطؤ ابن لادن في الهجمات. ورد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش قائلاً : "نحن نعلم أنه مذنب. قوموا بتسليمه."
وحذر رئيس وزراء بريطانيا توني بلير نظام طالبان قائلاً "تخلوا بن لادن، أو تخلوا عن السلطة."
وبعد ذلك بوقت قصير، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بغزو أفغانستان، وبالاشتراك مع تحالف الشمال الأفغاني، أسقطوا حكومة طالبان في حرب أفغانستان.
ارتفعت موجة متصاعدة من الغضب في العالم الإسلامي، تجاه القاعدة وفروعها. وحذر علماء دين ومقاتلين سابقين ونشطاء من تكفير القاعدة للمسلمين، وقتلها لهم في الدول الإسلامية وخاصةً العراق.
انتقد علناً نعمان بن عتمان الأفغاني العربي والعضو السابق في الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة، في رسالة مفتوحة أيمن الظواهري في نوفمبر 2007، بعد إقناعه قادة جماعته السابقة المسجونين بالدخول في مفاوضات سلام مع النظام الليبي. وفي الوقت الذي أعلن فيه أيمن الظواهري انتساب الجماعة لتنظيم القاعدة. وفي نوفمبر 2007، أطلقت الحكومة الليبية سراح 90 من أعضاء الجماعة من السجن، وبعد عدة أشهر في وقت لاحق "وقيل إنهم تخلوا عن العنف".
في عام 2007، ومع اقتراب الذكرى السنوية السادسة لهجمات 11 سبتمبر، قام الشيخ سلمان العودة رجل الدين السعودي وأحد آباء الصحوة، بتوبيخ أسامة بن لادن، حيث وجه خطاب إلى زعيم القاعدة على قناة إم بي سي، شوهد على نطاق واسع في شبكة تلفزيون الشرق الأوسط، وخاطبه قائلاً
أخي أسامة، كم من الدماء أريقت؟ وكم من الأبرياء والأطفال والمسنين والنساء قد لقوا مصرعهم… تحت اسم القاعدة؟ هل ستكون سعيدا للقاء الله سبحانه وتعالى، وأنت تحمل عبء مئات الآلاف أو الملايين من الضحايا على ظهرك؟
وفي عام 2007، انسحب سيد إمام الشريف صاحب التأثير في الأفغان العرب والأب الروحي للقاعدة والمؤيد السابق للتكفير، بشكل مثير من تنظيم القاعدة بعد إصداره كتابه "ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم". وفقًا لمركز بيو للاستطلاعات، فإن تأييد القاعدة قلّ في جميع أنحاء العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة.
الأزهر يراجع التكفيريين فكرياً ..والجهاديون متمسكون بعقيدة فاسدة!
أثيرت شكوك كثيرة حول مدي صدق المراجعات الفكرية الجهادية والتى أدانت فتاوي العنف والاعتداء علي رجال القوات المسلحة والشرطة ودعاوي الحسبة وقتل السياح وحرق الكنائس ونهب محلات الأقباط, في وقت احتاج فيه الإسلاميون إلي كسب ثقة مجتمع بأكمله لا يزال يتشكك في مدي صدق تلك المراجعات، وبعدما انتشرت الفكر الجهادي بشكل واضح في العديد من المناطق الحساسة التي تمثل الأمن القومي وسلامة الشعوب ،أصبح للأزهر الشريف دورا في القضاء على تلك الأفكار الجهادية التي تريد القضاء على مؤسسات الدولة باسم الإسلام .
صرح الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية – جامعة الأزهر أن الأزهر الشريف يدين تلك الأفكار الجهادية التي تتركز على عقيدة فاسدة تتمثل في قتل قوات الجيش والشرطة وهذا لا يرضي به عقل ولا دين ، وتلك الأفعال التي يتم عملها من قبل بعض الجهات السلفية الجهادية في سيناء هي مخالفة تمام لمبادئ الدين الإسلامي المتسامحة في كل شئ ، وهذا يدل علي تفكير هؤلاء الجهاديين الإسلاميين الذين يريدون السيطرة على زمام الحكم من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية وهذا غير صحيح ،ولكن بالعكس ما يحدث منهم هو مخالف للشريعة الإسلامية بكل أركانها ومبادئها السمحة التي تتبرأ من تلك الأفعال الإجرامية مهما كانت لأنها في الأصل مخالفة لدين الله .
ويضيف كريمة إن تلك الأفعال الإجرامية التي تحدث في سيناء وغيرها لا تتفق مع مبادئ الدين الإسلامي مهما كانت ،لأنها في الأصل يتم فعلها من تلك الجماعات الإجرامية لمصالح شخصية في الأساس هي منافية للدين الإسلامي ، ولكن تلك الأفعال يتم ممارستها لزعزعة استقرار الشارع المصري ومؤسسات الدولة التي مازلت مستيقظة لتلك الأفاعيل التي تمارسها تلك الجماعات .
وفي نفس السياق صرح د. محمد الشحات الجندي الأمين العام السابق للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية أن الأزهر الشريف رأي واضح وصريح في تلك الممارسات الإرهابية التي يتم التجهيز لها بشكل مباشر لاستهداف مبادئ الإسلام المتسامحة والتي تعبر عن الشعب المصري الطيب الذي لا يعرف شيئاً عن تلك التحركات الإرهابية التي تحدث في سيناء باسم الدين كما يقولوا وهذا غير صحيح لأن تلك الإحداث الإرهابية التي يتم تنفذها على أساس ديني هي عبارة عن فزاعة يستخدمها أصحاب الفكر الجهادي لتفزيع الناس باسم الدين ولكن في الحقيقة ما يحدث مخالف تمام للحقيقة التي يغفلها الجميع أن هؤلاء يعملون لحساب جهات أجنبية لضرب الاستقرار الدولي باسم الإسلام وهذا واضح جدا لمن درس تلك الأفكار الجهادية وتعاملها مع الشعوب العربية والغربية لمصلحة جهات تريد أن تجعل صورة الإسلام سيئة وهذا لن يحدث بمشيئة الله .
ويشير الجندي أن الفكر الجهادي يتركز على بناء العمليات الإرهابية على أساس ديني من خلال نشر الأكاذيب للمجاهدين في سيناء والعريش ورفح أن محاربة الجيش المصري هي واجب ديني لابد من تنفيذه من خلال نشر الكراهية في قلوب هؤلاء بسبب عمليات التطهير التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في تلك المناطق من خلال تمشيط العملية الأمنية للقضاء على بؤرة الإرهاب الذي يشهده البعض في مناطق متفرقة في سيناء ومطروح والعريش والشيخ زويد ورفح وهذا يعكس طبيعية البيئة التي يعيش فيها البدو لأنهم يستخدموا السلاح بشكل كبير في كل شئ مما يؤكد أن القبائل البدوية تعتنق تلك الفكر الجهادي للقضاء على كل من يواجه القبائل في سيناء او في أي مكان كان ، وهذا يؤكد المعتقد السائد في ضواحي المناطق البدوية .
ويعلق د/منصور مندور- أحد كبار علماء الأزهر الشريف على انتشار الفكر الجهادي في ربوع المحروسة هو سبب إهمال الأزهر الشريف وانشغاله عن الدعوة الإسلامية الوسطية التي تعتبر العلاج الوحيد لتلك الأفكار الجهادية التي انتشرت في مصر بشكل كبير خصوصا في سيناء والعريش والمناطق الأخرى وهذا بسبب إهمال الأزهر في دعوته خصوصا في الفترة الأخيرة التي انشغل بها بمعارك السياسة التي جعلت في النهاية انتشار تلك الجماعات الإجرامية لترهيب المواطنين السلميين في التظاهرات اليومية التي تخرج في سيناء مثلا وغيرها .
ويضيف مندور على الأزهر الشريف محاربه الفكر بفكر آخر فعليه أن يركز في الدعوة ضد الإرهاب المستور تحت طاولة الإسلاميين في سيناء والعريش وغيرهم ، ومن هنا يقدر أن يقضي علي تلك المهاترات التي تحدث في شتي ربوع المحروسة والسبب يرجع إلي تحول المعارك السياسية في مصر وخاصتنا في الآونة الأخيرة لساحة حرب بين الجماعات الجهادية والقوات العسكرية .
والعدو الصهيوني ..الرابح الأكبر!
القضية الفلسطينية .. عنوان لمحنة تتأجج وأزمة باتت واقعاً مفروضاً على العالم العربي رغم كافة المواقف والتصريحات الرافضة للانتهاكات الصهيونية والمؤتمرات والاتفاقيات التي يعقدها زعماء العرب بشكل دوري من أجل نصرة الأقصى فلا جديد على أرض الواقع سوى تمادى الكيان الصهيوني في جرائمه و بناء المستوطنات داخل مدينة القدس التي تأتى ضمن محاولات التهويد وهذا يعبر عن مدي استفادة العدو الصهيوني من تلك العمليات الإرهابية في إعطاء الشرعية في نظر الغرب للتنكيل بالفلسطيني باعتبارهم دمويين إسلاميين .
صرح الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أن العدو الصهيوني يستفيد من تلك العمليات الإرهابية التي تحدث في سيناء والعريش والشيخ زويد والدليل على ذلك مساعداتها لتلك العناصر الإرهابية في سيناء وغيرها للانتقام من القوات المسلحة من الدرجة الأولي لأنها تريد أن تحتل سيناء بأي شكل من الأشكال وهذا يحدث بالفعل ولكن من الناحية التدريجية من خلال نشر تلك التنظيمات الإرهابية في سيناء ومناطق آخري لزعزعة استقرار الدولة المصرية والمؤسسة العسكرية التي تقف بالمرصاد أمام العدو الصهيوني الداعم للعمليات الإرهابية بشكل كبير في المنطقة .
ويضيف فهمي أن المحللين السياسيين يؤكدوا أن الولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن سياستها الأمنية مع تنظيم القاعدة, ورأى بعضهم أنها طوعت القاعدة للقيام بأعمال إرهابية في الداخل العربي "مثل سيناء" وهذا حدث بالفعل في المنطقة العربية لصالح الكيان الصهيوني الذي ينظم تلك الحملات الإرهابية في سيناء وغيرها لكي يسيطر على البقعة الأخيرة في الدول العربية التي ينظر إليها منذ استحواذ القوات المسلحة المصرية على سيناء وتحريرها من الاحتلال الصهيوني القوي ، ومن هنا ينظر المحللون لتلك الأمور من وجهة نظر سياسية متوحدة وهي أن الإدارة الأمريكية تساعد الكيان الصهيوني على استحواذ الأمور في تلك المناطق الموجود فيها البؤر الإرهابية .
ويؤكد فهمي أن من منطلق التجربة الأمريكية يتردد أن مصطلح الحرب على الإرهاب مطاط وسيئ السمعة، وهذا ما تستخدمه الآن الإدارة الأمريكية لتأكد للعالم والكيان الصهيوني أنه ليس هناك حرب على الإرهاب ولكن الإرهاب يتمثل في المنظومة المصرية الآن وهذا يظهر من كلام المسئولين في الإدارة الأمريكية وتصريحاتهم حول واقع الأحداث الإرهابية التي تحدث في سيناء .
ومن جانبه أكد إبراهيم غالي باحث في مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط أن هناك استفادة كبيرة للعدو الصهيوني من تلك العمليات الإرهابية التي يتم تنفذها الآن بكل دقة في المناطق المحيطة بقطاع غزة لإعطاء الشرعية للعالم الغربي للتنكيل بالفلسطيني باعتبارهم دمويين إسلاميين ينتمون لجماعة الإخوان كحركة حماس وغيرها داخل قطاع غزة ، وهذا يؤكد لنا كعرب أن العمليات التي تتم الآن هي بمثابة ضربة قاسمة للقطاع العربي بالكامل لصالح الكيان الصهيوني الذي يسيطر على المناطق الحساسة في الدول العربية بحجة القضاء على المنظمة الإرهابية وهذا غير صحيح على الإطلاق وهذا ما يعكس لحالات الاختناق التي تصيب قبائل البدوية بسبب انتشار بؤرة الإرهاب في كل مناطق سيناء تحت مرمي ومسمع قيادات الجيش الصهيوني الذي يريد أن يسيطر على قطاع كبير من الأمة العربية لتحقيق مشروعة الصهيوني .
ويضيف غالي أن هناك حملات إرهابية منظمة يتم تفعيلها الآن من الكيان الصهيوني لضرب قطاع غزة وقتل الشعب الفلسطيني بدم بارد وهذا من أجل محاربة الإرهاب كما يقولوا وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق ، ويؤكد أن تلك الحملات لاستهداف أبناء الوطن الواحد في قطاع غزة واستهداف أبناء التيار الإسلامي من حركة حماس لزعزعة الاستقرار العربي في المنطقة بشكل قوي .
ومن جانبه أكد الدكتور مدحت حماد خبير الشئون الإيرانية، رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والتنموية أن الصراع العربي الإسرائيلي عاد مجدداً بعدما اقتصر في السنوات الماضية علي صراع فلسطيني إسرائيلي ،لاسيما في ظل رفض إسرائيل الانصياع لما أوردته اتفاقية السلام فضلاً عن رفضها وقف عمليات تهويد القدس المستمرة وتصريحاتها بشأن التدخل في سوريا ومحاربة حزب الله، سنوات على الصراع العربي الإسرائيلي من خلال بؤرة الإرهاب المصنوعة الآن على أيدي الصهاينة لاستحواذ على المنطقة العربية بشكل كامل .
ويضيف حماد أن التغيرات السياسية الأخيرة دفعت بالمنطقة القضية لمزيد من التعقيد نظراً للارتباك الواضح في المشهد السياسي بالعديد من الدول العربية خاصة دول الحدود مع إسرائيل ، مصر و سوريا فضلاً عن المناوشات التي يقوم بها حزب الله اللبناني مع الكيان الصهيوني الأمر الذي يصعد من حدة تخوفات السلطات الإسرائيلية تجاه تداعيات الحراك بالمنطقة في ظل غياب الدولة عن السيطرة الأمنية على التنظيمات المسلحة بالشريط الحدودي .
ويؤكد حماد أن الضغوط والمطالبات الشعبية العربية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني خلال الفترة الماضية والتي أعقبت موجه الانتفاضات الشعبية على الأنظمة الحكومية الموالية لإسرائيل ، ففي مصر استطاعت الحركة الشعبية أن ترغم الكيان الصهيوني على الرحيل من مقر سفارته بالقاهرة ومازالت الهيئة الدبلوماسية الإسرائيلية تبحث عن مقر آمن لسفارتها ، وعدم استطاعة إسرائيل حتى الآن إيجاد مقر آمن لسفارتها في القاهرة هذا يؤكد رغبة الشعوب للقضاء علي تلك الكيان الخبيث الذي يريد أن يقضي على حلم العرب من خلال تفرقة طوائف العرب حول القضية الفلسطينية .
التعامل السياسي أم الحسم ؟!
نظرية "السمك والبحر" أم عملية "الرصاص المصبوب"!
في البداية قال الدكتور سعيد صادق, أستاذ علم الاجتماع السياسي, إن هذه الجماعات الجهادية إنما هي تنظيمات إرهابية إجرامية والتعامل معها يجب أن يكون من خلال أجهزة الأمن والقوات المسلحة وعمل تحريات عنهم باستمرار, هذا فضلًا عن ضرورة تعبئة الشعب وتوعية من أجل الكشف عن مثل هذه الجماعات بحيث يكون لدى المواطن العادي وعي أمنى يساعد به أجهزة الأمن في القضاء علي التنظيمات الإرهابية الموجودة الآن, مشيرًا إلي ضرورة عمل أرقام تليفونات يتم عرضها علي وسائل الإعلام حتى تساعد المواطن العادي في الإبلاغ عن أي شخص يشك أنه ينمى لأي جماعة إرهابية.
وأضاف "سعيد" يجب أن تعمل الدولة من خلال ما سبق علي أن تجعل البيئة المصرية غير حاضنة للإرهاب, وهناك نظرية لـ "ماوتسي تونج" أسماها نظرية السمك والبحر, يشرح فيها كيفية عيش الفدائيين في المجتمع وجعل السمك وكأنه الفدائيين وجعل البحر وكأنه البيئة الاجتماعية, وهل هي مؤيدة لذلك أم معارضة, ومن ثم يجب تغيير البيئة الاجتماعية التي يختبئ بها الجماعات الإرهابية بسبب تعاطف الناس معهم أو جهل الناس بهذا الأمر ولا يملكون وعي أمنى, فإذا ما تم تغيير هذه البيئة ستنقلب ضدهم مما سيؤدى إلي هروبهم منها.
وتابع "صادق" علي أجهزة الأمن أن تحدث من نفسها وألا تكون الإجراءات بطيئة جدًا كما هو الحال الآن وخاصة الإجراءات الجنائية ويجب أن تعطي أجهزة الأمن اهتمام للمواطن بصورة كافية وألا يقتصر الأمر علي الأمن السياسي, مشيرًا إلي أن هذه الجماعات يمكن استئصالها كما حدث من قبل في التسعينات لأن المجتمع وقتها وأجهزة الأمن كانوا يد واحدة في وجههم.
وشدد "سعيد" علي أن الإرهاب يجب التعامل معه بكل حزم وحسم معبرًا عن ذلك بقولة ليس هناك تفاوض مع الثعابين أو العقارب, مؤكدًا علي أن كل من يقول بالتفاوض يحاول أن يميع الحرب مع هذه الجماعات من أجل إعطاء أكسجين للجماعات الإرهابية حتى تبقي في المجتمع, ومشيرًا إلي أن مستقبل مصر والأمة العربية إذا كان خاليًا من تجار التنظيمات الإرهابية الذين يستخدمون الشعارات الدينية لكان من السهل عمل ديمقراطية حقيقية وحل الكثير من المشاكل.
وأكد الدكتور ممدوح حمزة, الناشط السياسي, علي أنه لا يوجد حلول سياسية مع هذه الجماعات الإرهابية فهم لجئوا للسلاح ولا يكن التعامل معهم إلا من خلال نفس السلاح الذي يستخدموه ضد الدولة, مشيرًا إلي أن ما يجري الآن في سيناء وما نراه من تعامل أجهزة الأمن هو المطلوب من خلال تصفية هذه الجماعات واستئصالها من المجتمع المصري والتي يري ممدوح, أن جميعها لا تخرج في دائرتها عن جماعة الإخوان المسلمين وأنهم جميعًا ينتمون للجماعة.
وأضاف "حمزة" إن استئصال هذه الجماعات لن يتم في يوم وليلة وقد يأخذ وقتًا طويلًا, إلا أن كل يوم يمر علي هذه الجماعات وعلي تعامل أجهزة الدولة معهم تقل فيه قوتهم وتقل فيه أعدادهم, مشيرًا إلي أن هناك حل مهم جدُا ليس في يد أجهزة الأمن وإنما في يد الأهالي التي تحميهم لا سيما في سيناء التي يختبئ بها الجزء الأكبر من الإرهابيين ويدينون بالولاء لسكانها, ومن ثم يجب علي الأهالي أن ترشد علي هؤلاء حتى تتمكن الدولة من القضاء عليهم.
ويذكر الدكتور عبد الغفار شكر, رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي, أن هناك فرق بين وجود هذه الجماعات في سيناء ووجودهم داخل الوادي لأن المتواجدين في سيناء الآن خليط من المصريين والأجانب تواجدوا لفترة طويلة ولهم منطلقات فكرية مختلفة وكذلك رؤى دينية مختلفة وهؤلاء يشكلون خطرًا كبيرًا علي المجتمع المصري ومن المهم مواجهتهم بنفس أساليبهم ويجب أن تعمل القوات المسلحة المصرية علي تصفية أي بؤرة إرهابية في سيناء, مشيرًا إلي أن المتواجدين في محافظات مصر الأخرى إذا لجأوا للعنف فينبغي كذلك مواجهتهم بكل قوة ومواجهتهم كذلك بما يضمن تصفيتهم.
وأضاف "شكر" وإنه في نفس الوقت يجب أن نعزز التطور الديمقراطي للمجتمع المصري حتى نضمن وجود مناخ يساعد علي الحوار وبالتالي فمن كانت المسألة عنده مجرد مسألة فكرية يقوم بطرح آرائه وأفكاره ويمكن في هذه الحالة إقناعه بأن الاندماج في العملية السياسية السلمية أفضل بكثير من انتهاج العنف, وفي حالة الإصرار علي استخدام العنف فيجب أن يتم استخدام ما يردعهم عن العنف في إطار القانون.
وأوضح "عبد الغفار" أن هنالك فارق كبير بين الجماعات الجهادية وجماعة الإخوان المسلمين, مشيرًا إلي أن جماعة الإخوان إذا كانت قد تورطت في العنف الآن فهي لم تنشأ علي ذلك وإنما هم انزلقوا إلي العنف بعدما فوجئوا بإزاحة الرئيس عن السلطة, مؤكدُا كذلك علي أنه من الممكن في لحظة معينة أن تعدل جماعة الإخوان المسلمين عن ذلك وتعود مرة أخري إلي السبيل السلمي.
أخطر التصريحات ضد الإسلام.."المسلمون مصاصو دماء"!
بعد أحداث 11 سبتمبر قال بيم فورتوين زعيم اليمين الشعبوي المغتال و الذي وصف في تصريح صحفي الإسلام ب"التخلف" مطالبا السلطات الهولندية بتشديد الإجراءات التي تحد من هجرة أشخاص "يختلفون ثقافيا عن الشعب الهولندي" .
بينما اعتبر السياسي الهولندي المثير للجدل خيرت فيلدرز أن الإسلام هو الخطر الحقيقي الذي يهدد هولندا. هذا ما صرح به زعيم حزب الحرية اليميني لصحيفة “الآن” الهولندية الرقمية.
وأضاف فيلدرز المعروف بآرائه المناهضة للإسلام والمسلمين أن مشكل الإسلام “سيزيد أكثر فأكثر. بالتأكيد ينشغل الناس الآن بالأزمة، ولكن الإسلام هو بلا شك المشكل الأكبر الذي تعاني منه بلادنا”، وقد استطاع في السابق أن يقنع أعدادا لا يستهان بها من الهولنديين بمخاطر الإسلام والأجانب عموما في هولندا.
وقال أيضا “لقد رأينا مئات من الجهاديين يلتحقون بسوريا للقتال، وهؤلاء حينما سيعودون سيكونون أكثر حماسة ومزودين بمعرفة وقدرة على السلوك الإرهابي”، كما ذكر بسلوك بعض الشباب من أصل تركي عبروا علانية عن “معاداتهم للسامية” ومدعوا أدولف هيتلر. ولذلك “علينا أن نواصل الكفاح حتى نجعل من هولندا بلدا بلا إسلام”،
كما أكد مدير الإعلام في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة المحجوب بنسعيد على أن "التفجيرات الإرهابية والإجرامية التي استهدفت الولايات المتحدة عكرت صفو العلاقات وخلقت خوفا من الإسلام والمسلمين في أميركا"، مستدركا أن "ما حدث لن يثني المسلمين عن تقديم الصورة الحقيقية لدينهم السمح".
يقول الدكتور جواد العناني نائب رئيس الوزراء الأردني لأسبق أن أحداث 11 سبتمبر في نظرة متكاملة بعد مرور عقد على وقوعها، تركت آثاراً اجتماعية وثقافية سلبية في ذهن المواطن الغربي عن الإسلام والمسلمين، فأصبحنا نسمع عن حركات دينية متطرفة تسعى لتمزيق القرآن الكريم، ورسام كاريكاتير يسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبروز حركات وأحزاب في أوروبا بخاصة مضادة للجاليات الإسلامية.
وعن أحداث 11 سبتمبر قال "ريتشارد هاس"، مدير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أنها "لم تكن نقطة تحول تاريخية في تاريخ العلاقات الدولية، فهي لم تبشر بقدوم عصر جديد من العلاقات الدولية، يتسم بالغلبة للإرهابيين، وتبنيهم لأجندة عالمية، ولكن تحولت حياة المسلمين إلى حياة مُعقدة، حيث جاء في تقرير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"، أن غالبية المسلمين في الولايات المتحدة قد تحولت حياتهم إلى الأسوأ بعد أحداث 11 سبتمبر، فقد تعرضوا للتمييز، والتصنيف العرقي، والتفرقة، والاستهداف بالمراقبة من قِبَل أجهزة الأمن الأمريكي، إلى ذلك الترهيب والتحرش وحتى القتل.
زعيم حركة الإصلاح البروتستانتي مارتن لوثر الذي نظر إلى الإسلام على أنه "حركة عنيفة تخدم أعداء المسيح ، مغلقة أمام المنطق ، ويمكن فقط مقاومتها بالسيف".
بينما رفض فرانكلين غرام وصف الإسلام بأنه "دين مسالم"، ووصف جيري فالويل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "إرهابي"، وقال بات روبرتسون إن الإرهابيين لا "يحرفون الإسلام ، بل إنهم يطبقون ما في الإسلام".
ولقد امتلأت الأسواق الأمريكية بكتابات عدد من أكثر الكتاب الأميركيين تطرفًا في موقفهم من المسلمين والعرب مثل دانيال بايبس مؤلف كتاب "الإسلام المسلح يصل أمريكا" ، الصادر عام 2003، وستيفن إمرسون مؤلف كتاب "جهاد أميركي… الإرهابيون الذين يعيشون وسطنا"، الصادر في العام نفسه. فقد روج هؤلاء لمعتقد أن المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا والغرب هم أعداء مقيمون في الولايات المتحدة ، يتحينون الفرص للانقضاض عليها، ومن ثم يجب مراقبتهم والتضييق عليهم وتهميش منظماتهم.
ويؤكد مايكل تشوسدوفسكي أستاذ الاقتصاد بجامعة أوتاوا ومدير مركز أبحاث العولمة أن ثلث أفلام هوليود المنتَجة بعد 11 سبتمبر هي أفلام حرب تُصوِّر العرب والمسلمين على أنهم مجموعة من الهمج ، ذوي الطباع القاسية ، لا يهمهم سوى النساء وجمع المال.
.. والمصريون : الإرهابيون انسلخوا من عباءة الدين
لا شك أن الشريعة الإسلامية لم تأمر أتباعها قط باستعمال العنف مع الأبرياء والذين لم يرتكبوا جرما فى حق احد ويكفى أن نذكر فى هذا الصدد قول أبى بكر الصديق للجيش أسامة بن زيد و جنده ( لا تخونوا و لا تغدروا و لا تغلوا و لا تمثلوا ، و لا تقتلوا طفلاً و لا شيخاً كبيراً و لا امرأة ، و لا تعزقوا نخلاً و لا تحرقوه ، و لا تقطعوا شجرة مثمرة ، و لا تذبحوا شاة و لا بقرة و لا بعيراً إلا للأكل.و إذا مررتم بقوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم و ما فرغوا أنفسهم له).
ولكن بعض الجهلة صورت لهم أنفسهم أن العمليات الانتحارية التي يذهب فيها دم الأطفال والنساء والأبرياء هدرا عملا طيبا يتقبله الله ويقبل صاحبه شهيدا عنده وساء ما ظنوا .. ربما لا تعرف مصر هذه العمليات الانتحارية إلا قليلا فثقافة أهلها الدينية متماسكة وشعبها يعرف الخبيث من الطيب ويلفظ كل ما يخرج عن إطار المألوف .. زهرة التحرير نزلت للشارع ترصد آراءه فى مثل هذه العمليات وكيف يراها وتباينت الأفكار إلا أنها اتفقت على جرم هذا الصنيع وإلى آرائه.
في البداية يقول محمد مصطفى, سائق توكتوك, إن الذين يقتلون بدون أى ذنب على يد هؤلاء نحسبهم عند الله شهداء وهؤلاء إرهابيين لأنهم يقتلون أنفس لم تمتد أيديها إليهم بسوء وهم يظنون أنهم بهذا يأخذون حقوقهم لكنهم لم يسألوا أنفسهم ما ذنب هؤلاء ؟ّ ويضيف يجب أن يتعامل هؤلاء بسلمية ويتعلموا الديمقراطية لأن العنف سيولد عنف وبالتالي ستتشوه صورة أى دولة تمارس فيها هذه الأعمال
أما يحيى عبد العليم, موجه تربية رياضية, فقد قال بأننا في زمان الفتن ويجب أن نطبق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله أحد الصحابة ما النجاة فقال " أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك " ويجب على هؤلاء أن يتوقفوا عن إيذاء الناس وإرهابهم ولو بالكلمة ويجب على الدولة أن تمسك بهؤلاء الذين يقومون بمثل هذه الأفعال لأنه ما ذنب هؤلاء الأبرياء الذين تذهب دماؤهم هدرا وما ذنب الأطفال الذين قد يصيبوا بعاهات مستديمة جراء هذه الأفعال الخبيثة والتي لا تخدم في صالح أى دولة ونسأل الله أن ينتقم من هؤلاء.
وأضاف يحيى هؤلاء لا يعرفون من كلام الله " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا " ويجب على المجتمع أن يعي خطرهم وألا يدعمهم أبدا ولو حتى بالقول لأن الكلمة قد تسبب في قتل احد أحيانا وبالتالي سيكون جزاؤه من جزاء من قتل تماما
ويقول ماجد موريس, يعمل في تصليح الأجهزة الكهربائية, إن من يقوم بهذه الأعمال إرهابي ولن يجازيه الله بالجنة كما يتوهم وليس في القرآن ما يدعوا إلى هذه الأعمال وهؤلاء الذين ييتمون الأطفال ويرملون النساء هم الذين يحملون ذنبهم ولا يرضى الله ولا أى أحد هذه الأعمال وهؤلاء مضحوك عليهم وتم غسل ادمغتهم من قبل قياداتهم
وأضاف ماجد, يجب أن تتعامل الدول بقوة تجاه هؤلاء وتضرب بيد من حديد على من يخالف القانون بهذا الشكل المريع ورأى أن أمريكا هي التي تقف في صف هؤلاء ليزعزعوا الأمن داخل الدولة وبالتالي تنهار
وقال ماجد إن المسلمين ليسوا بهذا الشكل وليسوا متطرفين ونحن نعيش معهم بأمان وسلم ونحافظ على بعضنا البعض لذلك فهذه الأفعال ليست من الإسلام فى شىء
أما باسم زكريا موظف بالتأمين الصحي, فتساءل ما ذنب الأبرياء في ألاعيب هؤلاء ؟! ما ذنب الأطفال والأمهات والآباء وما ذنب المجتمع الذي يتلقى هذا الإرهاب ؟! وقال إن الدين الإسلامي من تصرفات هؤلاء براء.
وشدد على أن الأهل يجب أن يحافظوا على أبنائهم بالتربية السليمة من هذه الأفكار الهادمة وأن يحافظوا عليهم من بعض الشخصيات التى تهدم العقول .
وقال إن الدولة يجب أن تكون حازمة في التصرف مع هؤلاء ويجب على الأزهر أن يقوم بدور التوعية الدينية لكي لا ينتشر مثل هذا الفكر في الأمة الإسلامية كلها لأنها أعمال تخالف الدين
أما محمد عبد الوهاب طالب بكلية الإعلام, فيقول إن الإسلام كدين وسطى يرفض مثل هذه الأفعال التي لا تلقى من الدين قبولا ويرى أن هناك تمويلات لأشخاص لا ينتسبون للإسلام يقومون بهذه الأفعال لتشويه صورة الإسلام في الداخل والخارج.
وشدد على وجوب الفصل بين العمليات الانتحارية والمقاومة فالأخيرة تقوم بدور بطولي في محاربة المحتل كما يحدث في بعض الدول المحتلة أما الذين يقتلون الأبرياء فإنهم يعطون فرصة للمحتل ليقومون بعملية إبادة للجميع ويعطون مبررا للرأي العام العالمي بما يفعلونه تجاههم ولإبراز صورة غير حقيقية عن الدين الإسلامي وهذه أفكار فاسدة لا ترضى الله أبدا.