ينتشر على أرصفة الشوارع والمترو والميادين العامة في المحافظات بائعو نظارات الشمس بأنواع مختلفة وأسعار كبيرة وتبدأ من 20 جنيهاً وما لايعرفه الناس إنها بداية العمي والسرطان بحسب أطباء العيون.

"أنا اشتريت نظارة شمس copy ولم تكمل شهرين وبعدها عدستها اتخربشت وأصبحت عيناى تؤلمانى".. هكذا بدأ هشام جلال، 27 سنة حديثه لـ"البوابة".

أضاف هشام أن "النظارة لم تستمر معه لأكثر من شهرين، وبعدها أصابها الخدوش، ثم تغير لونها، وهو الأمر الذى عزز لديه من الشك فى مدى صلاحية تلك النظارة طبيًا".

وتنتشر تلك النظارات وسط البلد والعتبة والموسكى وغيرها من الميادين، وغالبا ما يصاب مرتادوها بحساسية العين.

وبحسب ما أكده عبدالله فتحي، أحد الباعة بمنطقة العتبة: "المواطنون خاصة الشباب والشابات، يعدون المشترين الأساسيين لهذه النظارات ".

يُشير "فتحي" إلى أن أغلب النظارات الشمسية التى يبيعها مستوردة من الصين، وتحمل أشكالا مختلفة، كما تحمل ماركات مختلفة كذلك، لافتًا إلى أن الجمهور ينجذب بصورة أكبر إلى ماركات راى بان وبوليسي".

وعن أسعارها يوضح: "تتفاوت حسب كل شامبر وجودة عدسته وشكله فأسعار تبدأ من 20 جنيها وصولًا إلى 100 جنيه".

من جانبه، قال الدكتور حسام الدين القطان، أستاذ طب العيون: إنه يجب التأكد من سلامة النظارة قبل الشراء من أى مكان، للتأكد من أنها لا تتسبب فى الإضرار بالعين، وأن السبيل الأفضل للتأكد من سلامة النظارة هو طبيب العيون.

ولفت "القطان" إلى أن العينين خلقها الله –تعالى- وبها نن العين أو ما يسمى بالقزحية، التى تغلق حينما تتعرض العين لأشعة الشمس، وهو الأمر الذى يمنع دخول الأشعة والضوء فتحمى الشبكية، مضيفًا أنه حينما نلبس نظارة الشمس فتعمل تلك النظارة على اتساع حدقة العين وراء النظارة، خاصة إذا كان بالنظارة طبقات تمنع مرور أشعة الشمس الضارة غير المرئية للعين، وهو ما يحميها ويعزز من الرؤية بصورة جيدة.

ويُكمل: المشكلة هنا فى العدسات المزورة فهى مجرد لون غامق دون طبقة حماية، وهو ما يعطى المجال للرؤية بصورة جيدة من بعد اتساع حدقة العين، ولكنه فى ذات الوقت يسمح بمرور الأشعة الضارة للعين، وهو الأمر الذى يؤذى الشبكية، مؤكدًا أنه لا بد من أن تكون فى النظارة طبقة حماية حقيقية، لأن العدسة تعكس أشعة الشمس الضارة فعليًا إذا كانت العدسة مجرد لون.

وقال الدكتور محمد جابر، إخصائى طب وجراحة العيون: إن الأمر الأخطر هو أن نظارات الأرصفة مجهولة المصدر قد تؤدى إلى حدوث تعرقات داخل العين، وهو الأمر الذى يفتح الباب أمام تكوين المياه البيضاء بعد تجمع البكتيريا داخل العين؛ نتيجة تلك التموجات والشوائب التى تؤدى على المدى الزمنى المتوسط والبعيد إلى إحداث التشويش وتعب العين ومرض الجلوكوميا "المياه الزرقاء".

وأضاف "جابر" أن المصيبة الأكبر تأتى على شكل "سرطان الخلايا القاعدية"، وهو مرض يأتى بسبب تكّون بقعة أو التهاب فى الجفن، ويضاف إلى تلك الأمراض ضعف البصر والصداع أيضًا، وهذا على المدى الزمنى البعيد، مطالبًا المواطنين عدم شراء هذه النظارات من الأرصفة حفاظًا على صحة العين.