راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

هذه المشكلة الخطيرة!

بقلم: محمد سمير

أثناء افتتاح السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لمشروع «الأسمرات 3» يوم الأحد الماضى، توجّه بالحديث للفريق محمد زكى، وزير الدفاع قائلاً: «كما منحتنا قطعة أرض سابقاً، نريد قطعة أرض من المعسكرات، لننفذ لهم هذه المشروعات»، فى إشارة مباشرة إلى قيام الدولة باستكمال خطتها فى نقل ساكنى المناطق العشوائية والمناطق الخطرة، إلى مساكن عصرية بديلة، توفر لقاطنيها الحياة الآدمية الكريمة، وتتمتع بجميع الخدمات المتكاملة التى يحتاجها كل إنسان.

وما لا شك فيه أن هذه الرؤية، وهذا الجهد من الدولة يستحقان كل التقدير والاحترام خاصة أن فتح هذا الملف الشائك والتصدى الشجاع لجميع مآسيه قد تأخر لسنوات طويلة سابقة، وهو ما أفرز مشاكل جمة فى كل شبر من أرض الوطن نعرف نتائجها جميعاً.

ولكن يبرز هنا سؤال مصيرى مهم ذو صلة يتعلق بالمستقبل ويتطلب منا الإجابة الموضوعية عنه إذا كنا جادين حقاً فى تنمية بلادنا والارتقاء بها فى جميع المجالات للمستوى المتقدم الذى نرجوه لها.. وهو:

هل تستطيع الدولة فى ظل معدلات الزيادة السكانية الفلكية الحالية (مولود كل 17 ثانية) أن تواصل جهودها فى تحقيق التقدم المرجو فى جميع المجالات؟

والإجابة الأكيدة بدون أى مواربة أنها لن تستطيع ذلك مهما بلغت من معدلات تنمية، حيث تلتهم هذه الزيادة الرهيبة (5000 مولود يومياً) نتاج النمو الاقتصادى وتؤدى إلى جعل التنمية الاقتصادية والاجتماعية تدور فى حلقة مفرغة لا فكاك منها إلا بالتخفيض الحتمى لهذه المعدلات التى لو استمرت لا قدر الله كما هى فلن يعنى هذا سوى أننا مصرون على السير فى طريق الانتحار الجماعى الأكيد.

ولكى نقرب الصورة أكثر، أرجو أن نسأل أنفسنا جميعاً: هل يستطيع اقتصاد الدولة تحمل أن يُوجِد يومياً:

خمسة آلاف مكان فى المدارس بمستوى تعليم متميز، وخمسة آلاف فرصة عمل، وخمسة آلاف مسكن، ومئات الأسِرّة الطبية بمستوى رعاية صحية آدمية.. ناهيك عن عشرات الاحتياجات الضرورية الأخرى التى لا غنى عنها مثل:

النقل والمواصلات، وخدمات الاتصالات، والمحاصيل الزراعية، والمصانع، والنوادى الرياضية، وأماكن الترفيه.. إلخ.

إذن، فلا بد أن ندرك أن تنظيم الأسرة والسيطرة على معدلات الإنجاب أصبح بالنسبة لمستقبل الوطن مسألة «حياة أو موت»، بل إننى أعتبر أنها أصبحت الآن إحدى أهم مهددات الأمن القومى لأن لها دوراً مباشراً فى معظم، إن لم يكن كل، الظواهر السلبية، والمشكلات الجسيمة الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، والتعليمية، والبيئية، والمرورية، والسلوكية التى نعانى منها ولا تخفى على أحد.

وهو ما أرجو معه من السيد رئيس الجمهورية تكليف جهات الاختصاص فى الدولة بتكثيف وتكامل جهودها فى هذا الشأن، لإيجاد حلول ذات إجراءات وآليات فعالة ومبدعة وغير نمطية نستطيع بها فى خلال مدى زمنى مناسب حل هذه المشكلة شديدة الخطورة على مستقبل بلادنا.. كما أرجو من كل أب وكل أم أن ينتبهوا لخطورة كثرة الإنجاب غير المحسوب وأن يضعوا دائماً حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:

«كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته»، نصب أعينهم.. لأن الأسرة القوية العفية المتماسكة، والوطن القوى العفى المتماسك، ليس بكثرة الناس، ولكن بجودة الناس ومدى ما يحملونه فى عقولهم وقلوبهم من علم، وثقافة، ومبادئ، وقيم، وأخلاق، ورحمة، ولين، وتسامح، وترابط.

حفظ الله بلادنا الغالية من كل مكروه وسوء، إنه على كل شىء قدير.

نقلاً عن الوطن

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register